إعترف كريستيان غوركوف بأن مهمته لن تكون سهلة، لأن طموحات الجزائريين كبرت والقانون الأساسي للمنتخب تغير كلية بعد الإنجاز المحقق في مونديال البرازيل، فالخضر أصبحوا مطالبين بمسايرة المستوى الذي بلغوه في أكبر تظاهرة كروية عالمية، وتجسيد ذلك على الصعيد القاري، ليخلص إلى القول بأن النخبة الجزائرية ستدخل غمار تصفيات «الكان « في ثوب اكبر المرشحين للتتويج باللقب الإفريقي، وبالتالي فإن التأهل إلى هذه المنافسة يبقى شرطا لا بد من تحقيقه ميدانيا. و أوضح غوركوف في هذا الشأن بأنه سيعمل على إيجاد السبل الكفيلة بتمكين المنتخب من مواصلة ديناميكية النجاح، امتدادا لما حققه في البرازيل، خاصة من حيث الروح الجماعية للمجموعة، مع السعي لوضع اللمسة التي تعكس المعالم الساسية لأسلوب اللعب الذي يعتزم إنتهاجه، و ذلك بحثا عن تطوير المنتخب من جميع الجوانب، خاصة ما يتعلق باللعب الجماعي المبني على التمريرات القصيرة و كذا النجاعة الهجومية، فضلا عن السرعة في إسترجاع الكرات، و هي أمور كما قال « لن تتجسد على أرض الواقع إلا بتوفر عدة عوامل، من أبرزها الرغبة الكبيرة للاعبين في تطوير قدراتهم الفردية و الجماعية و كذا اللعب دون خوف و كسب المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، و ذلك بالسعي لفرض اسلوب اللعب المميز، قبل مراعاة حجم و قوة المنافس، شريطة أن تكون هناك قابلية من جانب اللاعبين لنظام اللعب الجديد، و السهولة في تطبيقه، بصرف النظر عن الإنضباط و الجدية في العمل، و هي عوامل طالما ركزت عليها». و إنطلاقا من هذا الوضع أكد غوركوف بأن الوقت لم يكن كافيا لتحضير المنتخب للمرحلة الموالية، لأن مباراة إثيوبيا مقررة بعد نحو 3 أسابيع، و هي المواجهة التي ستكون حسبه « في غاية الأهمية، لأنها نقطة الإنطلاق في التصفيات المؤهلة إلى «الكان « و مسعانا على المدى القصير هو ضمان تواجد الجزائر في هذه التظاهرة، قبل الحديث عن هدفنا في حال التأهل، لأن عقدي مع الفاف يتضمن جملة من الأهداف، من بينها نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2015، و أنا شخصيا أحاول فرض اسلوبي في العمل الذدي يسمح للاعبين بتجسيد فلسفة جديدة في التعامل مع المباريات، كوني مدرب طموح و أتفاءل بالفوز بكل مقابلة اشرف عليها، و هذا يفتح لنا الباب على مصراعيه في المستقبل». إثيوبيا منافس مجهول وتخوف من تأثير الظروف المناخية في أديس أبيبا أما بخصوص نظرته لمنافسي الخضر في التصفيات، أكد غوركوف بأن المقابلة الأولى ضد إثيوبيا تبقى الأصعب بالنسبة له، كونها ستجرى في ظروف إستثنائية، على اعتبار أن فترة التحضير لها ستكون قصيرة جدا، بعد الإكتفاء بإقامة تربص لا تتجاوز مدته 4 أيام، سيكون فرصة للتعارف بين اللاعبين و الطاقم الفني، مع التحضير لهذا الموعد الهام، إضافة إلى كون اللقاء سيجري في أديس ابيبا، حيث الإرتفاع و نسبة الرطوبة عالية، و هي ظروف مناخية من الصعب التعامل معها، و سيكون لها تأثير كبير على آداء اللاعبين الجزائريين، ليخلص الناخب الوطني إلى القول بانه لا يتوفر على نظرة عن منتخب إثيوبيا، لكنه سيعمل على الإلمام بأسلوب لعب هذا المنافس من خلال معاينة بعض اشرطة الفيديو. و في سياق ذي صلة أكد غوركوف بانه يعرف جيدا منتخب مالي، لأن أغلب لاعبيه ينشطون في الدوري الفرنسي، كما أنه كان قد عاين منتخب مالاوي في لقاء الذهاب ضد البنين في مباراة الذهاب بكوتونو، الأمر الذي جعله يعتبر منتخب إثيوبيا بمثابة المنافس المجهول مقارنة بباقي المنتخبات، إلا أنه اصر على ضرورة كسب الرهان مهما كانت الظروف، لأن الجزائر أصبحت تمتلك منتخبا عالميا تألق في المونديال، و طموحاته أصبحت كبيرة على الصعيد القاري، و الهدف لا يجب أن يتوقف عند عتبة البحث عن ضمان المشاركة في «الكان « بل التنافس على اللقب القاري.