غوركوف يرث تركة ثقيلة وكل خطوة بحساب يدخل المنتخب الوطني بداية من الأسبوع المقبل مرحلة ما بعد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش صاحب الثورة الكروية والانجاز التاريخي، الذي فضل حزم الحقائب والمغادرة عبر الباب الكبير نحو خوض غمار تحديات جديدة، تاركا وراءه إرثا ثقيلا وهدية مسمومة لخليفته التقني الفرنسي كريستيان غوركوف، المرتقب حضوره إلى الجزائر بحر الأسبوع المقبل، لتوقيع العقد ومباشرة مهامه الرسمية على رأس العارضة الفنية للخضر. و يدرك المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي وقع عليه الاختيار لتسلم المشعل، حجم التركة وثقل المسؤولية في بلد يعشق الكرة، فلم ينتظر طويلا وباشر مهامه بمجرد توصله إلى أرضية اتفاق مع رئيس الفاف محمد روراوة قبل نحو شهرين، من خلال معاينته منافسي الخضر المقبلين في تصفيات "كان المغرب 2015"، وكذا تنقله إلى البرازيل من أجل حضور المونديال، ومعاينة رفقاء فغولي وأخذ نظرة شاملة عن المنتخب، قبل الاستحقاقات القادمة بداية من شهر سبتمبر المقبل، أين يدخل الخضر معترك التصفيات القارية بطموحات تعانق السحاب، بعد الأداء المشرف والمردود الطيب الذي ظهرت به كتيبة حليلوزيتش في مونديال البرازيل، حيث أن النجاح في بلوغ ثمن النهائي وتحطيمها عديد الأرقام القياسية، جعل عشاق اللعبة وحتى القائمين على شؤونها عندنا يرفعون سقف الطموحات عاليا، ويؤمنون بقدرة هذا الجيل الذهبي على تسيد القارة السمراء، سيما و"الكان" القادمة ستقام في المغرب وفي ظروف مناخية ورياضية جيدة لتوفر المملكة على ملاعب ذات جودة عالية. ولئن عمد "الكوتش وحيد" بمجرد تسلمه مهامه صائفة 2011 إلى "تمزيق" صفحة سابقيه، من خلال تخليه عن نجوم ملحمة أم درمان ومنشطي مونديال العم مانديلا، وكذا تغييره الذهنيات وأسلوب اللعب بالتخلي عن التحفظ وتحرير لاعبين شبان متعطشين للنتائج والألقاب، فإن الربان الجديد للخضر مطالب بحسن تسيير المرحلة التي تعتبر الأحسن مقارنة بما ورثه من مروا قبله على المنتخب، حيث أن غوركوف سيجد منتخبا كاملا ومتكاملا يعج باللاعبين الموهوبين والذين اكتسبوا خبرة ونضجا عبر مشاركتهم التاريخية في مونديال البرازيل، ما يجعله أمام تحدي الحفاظ على ديناميكية النتائج وروح المجموعة التي شكلت سلاح الأفناك في المواعيد السابقة، ولو أن عامل الوقت في غير صالح الناخب الجديد، على اعتبار أن لاعبينا سيباشرون تحضيرات شاقة ومكثفة رفقة أنديتهم تحسبا للموسم الكروي الجديد، وسيكونون بعد أسابيع على موعد مع بداية ماراطون التصفيات الإفريقية الذي يستهله مبولحي ورفاقه بخرجة شاقة إلى أديس أبابا لمواجهة المنتخب الإثيوبي، قبل استضافة مالي ومواجهة البنين أو مالاوي، وبعدها مباشرة (في حال تخطي عقبة المنافسين) دخول كان المغرب مطلع العام الجديد (15 جانفي – 08 فيفري 2015) في ثوب المرشح للظفر بلقبه، موعد هام ومصيري يقترب بخطى متسارعة، ويحتم على التقني الفرنسي الحفاظ على التركيبة البشرية التي صنعت أفراح الجزائريين هذه الصائفة، سيما وأول ظهور رسمي له سيكون خارج الوطن في سفرية طويلة، سيكتشف من خلالها لأول مرة الأجواء الإفريقية، وهو الذي لا يعرف جيدا خبايا الكرة في أدغال القارة السمراء، وعلاوة على ذلك سيكون غوركوف أمام تحد آخر يتمثل في قيادته منتخبا لأول مرة في مشواره، الذي قضاه على رأس العارضة الفنية لنادي لوريون، وهنا يبرز دور الجهاز المعاون والذي لم يكشف عن تركيبته بعد، وقد يتم ذلك خلال انعقاد المكتب الفيدرالي القادم، ولو أن المعطيات الأولية تشير إلى أن قائد الخضر السابق يزيد منصوري قد يكون ساعد غوركوف الأيمن لمعرفة الرجلين بعضهما جيدا بحكم عملهما سويا لسنوات طويلة. معطيات وظروف تجبر الناخب الوطني الجديد على تأجيل فتح الورشات إلى مواعيد لاحقة، رغم تحدث بعض المصادر عن عزم غوركوف فرض أسلوبه والخروج من جلباب حليلوزيتش، من خلال حمله رؤى وتصورات جديدة و إبدائه تحفظات بخصوص الإستراتيجية المعتمدة، فرغم أن رفقاء سليماني تحرروا وسجلوا في دورة البرازيل، ما عجزوا عن تسجيله في ثلاث دورات سابقة مجتمعة، يرى الناخب الجديد بأن الخضر بحاجة إلى مهاجم قناص يمكنه ترجمة أنصاف الفرص، علما وأن غوركوف عرف في لوريون باعتماده منهجية 4-4-2 التي قد تفتح الباب لعودة مهاجمين في صورة عودية و بلفوضيل، لكن من الصعب معرفة موعد بداية التغيير الحقيقي، لأن أي خطوة غير مدروسة قد تكلف المنتخب ومدربه غاليا، لأن ضيق الوقت وكبر الرهان يجعل هامش المناورة أضيق من خرم الإبرة وفرص الاستدراك تكاد تكون معدومة لمنتخب كبر في أعين منافسيه قبل محبيه.