إضراب أصحاب "الصفراء" يشل حركة النقل على مستوى خط سيدي عمار دخل منذ الساعات الأولى لفجر أمس الثلاثاء أصحاب سيارات الأجرة الذين يزاولون نشاطهم عبر الخط الرابط بين بلدية سيدي عمار و عاصمة ولاية عنابة في إضراب مفتوح تعبيرا منهم عن تذمرهم من الظروف المزرية التي يعملون فيها، سيما منها ما يتعلق بتفاقم ظاهرة "الكلونديستيان". لأن اصحاب سيارت "الفرود" اصبحوا يتقاسمون الرحلات مع سائقي "الصفراء" من نفس المحطة، و هو المطلب الذي طرحوه في العديد من المناسبات، لكن عدم أخذه بعين الإعتبار من طرف مسؤولي القطاع و كذا مصالح البلدية دفع أصحاب سيارت الأجرة إلى التوقف عن العمل و الدخول في إضراب، الأمر الذي تسبب في شل حركة النقل على مستوى هذا المحور، و صعب من مهمة وصول مئات الموظفين إلى أماكن عملهم سواء بعاصمة الولاية أو بمركب أرسيلور ميطال بسبب عدم توفر وسائل النقل. و أعرب سكان بلدية سيدي عمار عن تذمرهم الكبير من الخرجة المفاجئة لسائقي سيارات الأجرة، الذين دخلوا في إضراب دون إشعار المواطنين مسبقا بهذا القرار، على إعتبار أن التوقف عن العمل قابله الناقلون المعنيون بتنظيم وقفة إحتجاجية عند مدخل المحطة، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى عارمة في أوساط سكان البلدية في الفترة الصباحية، لأن هذا الإضراب تسبب في عدم توفر الوسائل الكفيلة بضمان تنقل آلاف المواطنين صباحا بإتجاه مدينة عنابة، و الخط الرابط بين سيدي عمار و عاصمة الولاية يشهد ديناميكية كبيرة، في ظل وجود آلاف المواطنين الذين يقصدون المنطقة الصناعية بالشعيبة لمزاولة نشاطهم على مستوى الكثير من المؤسسات العمومية و الخاصة، بصرف النظر عن الكتلة العمالية لمركب الحجار. و قد طالب المحتجون بضرورة التدخل الفوري و العاجل لمصالح البلدية و كذا مديرية النقل لإتخاد إجراءات ميدانية كفيلة بالتصدي لظاهرة "الفرود" التي إستفحلت بشكل ملفت للإنتباه، لأن سيارات "الكلونديستان " اصبحت تركن بجانب السيارات النظامية على مستوى نفس المحطة، الأمر الذي صعد من موجة غضب أصحاب "الصفراء" الذين طالبوا بحماية حقهم في ممارسة نشاط نقل المسافرين عبر المحور الرابط بين سيدي عمار و عاصمة الولاية، لأن سيارات "الفرود" شلت من نشاطهم و أثرت كثيرا على مردودية عملهم اليومي، رغم أنهم يدفعون الضرائب و يسددون مستحقات الإشتراك في صندوق الضمان الإجتماعي لغير الأجراء، و عائدات النشاط الشهري لا تكفي حسب ممثليهم لتغطية هذه المصاريف بسبب مزاحمة "الفرودير " لهم. هذا الإضراب أرغم مواطني سيدي عمار على دفع مبالغ مالية مضاعفة من أجل تمكنهم من الإلتحاق بمناصب عملهم، و ذلك بإمتطاء سيارات " الفرود " للإلتحاق بأماكن العمل في الوقت المحدد، بينما سارعت مصالح البلدية إلى تسخير حافلتين كانتا تستعملان في تغطية خطوط النقل المدرسي و إستعمالها لنقل المواطنين بإتجاه عاصمة الولاية، على أمل التخفيف من وطأة الشلل الذي تسبب فيه الإضراب المفاجئ لأصحاب سيارات الأجرة. بالموازاة مع ذلك فقد أثار الناقلون المضربون في وقفتهم الإحتجاجية التي نظموها أمس بعض الإنشغالات الأخرى التي تظل مطروحة ، منها قضية المحطة المتواجدة على مستوى عاصمة الولاية و لم تعد تستوفي الشروط اللازمة، بالنظر إلى ضيق المكان المستغل و كذا تزايد عدد المركبات و الحافلات، فضلا عن إنتشار القمامة في محيط محطة سيدي عمار، مؤكدين على أنهم سيظلون متمسكين بخيار الإضراب المفتوح و شل حركة التنقل على مستوى هذا الخط إلى غاية الإستجابة لمطلبهم، كونهم طرحوا في العديد من المرات الإنشغال المتعلق بمزاحمة سيارات " الفرود " لهم على مستوى محطتي عنابة و سيدي عمار عديد المرات، من دون أن تستجيب المصالح المعنية لهم، مما جعلهم يدخلون في إضراب دون سابق إشعار.