143 ألف طفل يدخلون سوق الشغل سنويا في الجزائر دعا باحثون وأساتذة جامعيون أول أمس إلى ضرورة إنشاء مرصد وطني لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع بالجزائر، وكذا مراجعة قوانين حماية الطفولة وتشكيل هيئة استشارية تعنى بمتابعة الظاهرة وتقديم الحلول اللازمة لها من خلال تفعيل دور الإعلام والمجتمع المدني وزيادة الاهتمام بالعائلات الفقيرة التي اعتبروها المصدر الرئيسي لأطفال الشوارع . وأكد الباحثون المشاركون في الملتقى الدولي حول أطفال الشوارع المنعقد بجامعة 8 ماي 1945 بولاية قالمة، بأن الظاهرة لم تصل بعد مرحلة الخطر في الجزائر مقارنة بدول عربية أخرى كمصر والمغرب، إلاّ أن المؤشرات الحالية أصبحت تبعث على القلق وتنذر بعواقب وخيمة في المستقبل القريب إذا بقي الوضع على ما هو عليه اليوم، وفي هذا الإطار أوضحت الدكتورة رواق جنيدي عبلة من جامعة قسنطينة بأن ما لا يقل عن 134 ألف طفل بين 6 و18 سنة يدخلون سوق العمل سنويا بالجزائر، مضيفة بأن منظمة اليونيسيف أعلنت عن وجود 500 ألف حدث يعملون بالجزائر سنة 2004 في حين تشير الأرقام الرسمية المعلن عنها في نفس السنة إلى وجود 0.56 بالمائة فقط من الأطفال دون 18 سنة يعملون في 5847 مؤسسة اقتصادية بالجزائر .وقد أجمع المتدخلون بأن الفقر وتفكّك الأسر والتسّرب المدرسي وتعقد الحياة بالمدن الكبرى تعد من بين الأسباب التي أدت إلى تنامي ظاهرة أطفال الشوراع، مؤكدين بأن هؤلاء الأطفال يتعرضون لأبشع أنواع الاستغلال وتحوّلوا إلى هدف سهل لشبكات الجنس والمخدرات، وجرائم القتل والسرقة، ويسمّى "طفل الشارع" كل طفل دون 16 سنة يعيش في الشارع بصورة دائمة أو مؤقتة، ويعاني هؤلاء الأطفال من أمراض عديدة ويتميّزون بالعنف وتشتت الأفكار والخوف الدائم من الملاحقات والضرب والاعتداء الجنسي، كما تعمل غالبيتهم في مجال غسل السيارات وبيع السجائر والسلع الرخيصة، كما يمتهنون التسوّل والسرقة والإجرام بمختلف أشكاله مما قاد الكثيرين منهم إلى السجون ومراكز رعاية الأحداث .