تجدد المواجهات في قرية قطار العيش بقسنطينة والسكان يطالبون بتدخل السلطات تجددت ليلة الخميس إلى الجمعة المواجهات بين سكان قرية قطار العيش بقسنطينة وبعض الشباب من الأكواخ القصديرية المجاورة التي أصبح يطلق عليها اسم "حي بالسيف" ، وذلك بعد هدوء دام أسبوعين فقط منذ المواجهة الأخيرة. وعرفت قرية قطار العيش التابعة لبلدية الخروب تجدد المواجهات بين عشرات الشباب بالقرية ضد نظرائهم من حي بالسيف القصديري، دامت أزيد من ثلاث ساعات متواصلة، إلى حين تدخل مصالح الدرك الوطني، ليستتب الأمن حوالي الواحدة من فجر يوم الجمعة. وعاشت عشرات العائلات حالة من الرعب بعد نشوب شجار جماعي بين سكان الحيين على خلفية قيام بعض شباب الحي القصديري بمحاولة الاعتداء على صاحب شاليه قام بسد معبر نحو الحي، ليتدخل حوالي مائة شاب من قرية قطار العيش لنجدته، أين شهدت المنطقة رشقا كثيفا للحجارة لا تزال آثار بعضها ظاهرة على الطريق وأسقف بعض المنازل، في حين استعمل البعض الآخر "المولوتوف" لأول مرة منذ اندلاع المواجهات، وهو ما يؤكد حدة الانزلاق ونية البعض في تصعيد المواجهات. واستنادا لما رواه شهود عيان عايشوا اللحظات الصعبة بالقرية، فإن المواجهات اندلعت عقب سوء تفاهم بين بعض السكان من الجهتين على خلفية قيام صاحب إحدى الشاليهات بغلق ممر يؤدي إلى حي بالسيف القصديري، إذ وبعد شكاوي رفعها بعض السكان قدمت مساء الخميس دورية من الدرك الوطني تحدث أفرادها إلى السكان طالبين منهم إزالة السياج عن الممر قصد السماح لسكان بالسيف الوصول إلى مساكنهم مباشرة دون قطع مسافات طويلة، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض المطلق. وحسب ما أكده صاحب الشاليه للنصر فإن سبب إقدامه على غلق الممر هو استخدامه من قبل بعض المنحرفين للمرور ليلا نحو بعض الأكواخ المشبوهة التي حولها أصحابها إلى أوكار لممارسة الرذيلة، وهو ما اعتبره تعد على حرمات عشرات العائلات من الجهتين، حيث تعتبر هذه النقطة سبب الخلاف بين سكان القرية القدامى وبعض من ينعتون بالمنحرفين من حي بالسيف. بعض سكان الحي القصديري بالسيف أكدوا من جهتهم أن ما جرى من مواجهات سبب الهلع لكثير من العائلات التي دفعتها الظروف لبناء أكواخ قصديرية قريبة من أنابيب الغاز وما تشكله من خطورة، معترفين بوجود بعض المنحرفين الذين حولوا الحي إلى وكر للكثير من الأعمال المشبوهة على غرار إنشاء أوكار للدعارة. وقد أكد أحد السكان أن الحي يتحوّل ليلا إلى قبلة لعشرات الشباب وأصحاب السيارات الفخمة التي تركن بالحي القصديري، وهو ما يسيء لكثير من العائلات الشريفة التي تبحث عن مأوى لها ولأبنائها، خصوصا وأن الشجار الذي وقع ليلة الخميس إلى الجمعة دفع بعدة عائلات إلى الهروب نحو مزرعة براهمية مخافة امتداد الشجار إليها. وتوجد حسب الكثير من سكان بالسيف الكثير من الأكواخ التي تخلى عنها أصحابها بعد تجدد المواجهات في الآونة الأخيرة، في حين لا تزال أخرى غير مأهولة بعد أن بناها أصحابها وتركوها فارغة بنية العودة إليها إذا ما قررت السلطات المحلية ترحيل السكان نحو شقق جديدة أو منحهم سكنات في إطار صيغ أخرى. ولا يزال حي بالسيف المتشكل في محيط قرية قطار العيش يشهد توسعا كبيرا للأكواخ القصديرية، إذ يتم بناء أكواخ جديدة بمعدل بنائين في كل يوم، ما حوّل الأرض الواقعة قرب الملعب البلدي إلى حي قصديري ضخم يحوي ما يقارب 700 كوخ قصديري، في ظل غياب شبه كلي للسلطات التي لم تقم بإجراءات لمنع البناء رغم أن الظاهرة في تزايد خصوصا وأن القطعة الأرضية ملك للبلدية حسب ما أكده الكثير من السكان. و بتجدد المواجهات بين سكان قرية قطار العيش، تكون بذلك مساعي الصلح التي قادها بعض العقلاء وأئمة مهددة بالنقض، خصوصا وأن 3 شبان من الحي لا زالوا ينتظرون المثول أمام محكمة الخروب للنظر في التهم الموجهة لهم عقب الشجار السابق قبل أسبوعين. للإشارة فإن سكان قرية قطار العيش وأرباب عائلات بحي بالسيف القصديري طالبوا السلطات المحلية وعلى رأسها القيادة الولائية للدرك الوطني التدخل العاجل من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه بالحي، والحيلولة دون تفاقم المشاكل وتحوّلها إلى مكان للفتنة ووقوع ضحايا من الجانبين، وذلك من خلال تطهير الحي من بعض المنحرفين الذين حوّلوا حياة عشرات العائلات إلى خوف.