أزمة المرور بقسنطينة تحتد مع الدخول الاجتماعي تشهد مدينة قسنطينة منذ عدة أيام، اختناقا مروريا غير مسبوق تزامنا مع الدخول الاجتماعي، حيث أن كل المنافذ المؤدية من و إلى وسط المدينة، تعرف ازدحاما كبيرا على مدار الساعة، طيلة أيام الأسبوع تقريبا، و ما زاد من حدة الاختناق أشغال التحسين الحضري و استمرار غلق بعض الشوارع. و أصبح الدخول أو الخروج من مدينة قسنطينة يتطلب الانتظار لأكثر من ساعة أحيانا، لتجاوز الانسداد الحاصل على مستوى أغلب الطرق الرئيسية المتوفرة نحو وسط المدينة، و يبدأ الاختناق المروري خلال الساعات الأولى من الصباح و لا تخف حدته إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، مع تسجيل بعض الانفراج خلال عطلة نهاية الأسبوع. و يشهد وسط المدينة الدرجة الأكبر من الانسداد خاصة مع استمرار إغلاق بعض المنافذ الرئيسية أمام حركة المركبات، مثل شارع زيغود يوسف أو «البولفارد» المغلق منذ قرابة السنتين بسبب خضوعه للترميم بعد الانزلاق الذي حصل على مستوى الطريق، بالإضافة إلى شارع 19 جوان المغلق بدوره أمام السيارات منذ ثلاثة أشهر، جراء خضوع الشارع لإعادة تهيئة، و أدت أشغال التحسين الحضري بوسط المدينة إلى تفاقم الوضع أكثر، خاصة أن معظم المنافذ تخضع لأشغال واسعة، حيث تم احتلال نصف الطريق تقريبا بشارع عبان رمضان، الذي تخضع واجهات البنايات به لإعادة تأهيل، كما أن توقف عربات نقل عتاد الأشغال على مستوى نفس الطريق، يؤدي إلى عرقلة الحركة أكثر بذات الشارع، و يعرف شارع عواطي مصطفى أيضا أشغال إعادة تهيئة واسعة أدت إلى تعطيل كبير لحركة المرور به، كما أن بعض الأشغال التي استأنفت خلال الأيام الماضية، على مستوى الترامواي بحي «السيلوك» ساهمت بشكل كبير في زيادة الأزمة المرورية بالمدينة. و ينعكس الانسداد المروري داخل وسط المدينة على جميع المحاور المؤدية إليه، ما يجعل من اجتيازها مهمة عسيرة على المواطنين، الذين يعلقون لساعات أحيانا، قبل التمكن من الوصول أو الخروج من وسط المدينة، حيث تعرف عدة منافذ انسدادا واضحا، فمحاور حي بوالصوف و جنان الزيتون و بوذراع صالح و حي الصنوبر و بكيرة، و كلها طرق رئيسية نحو وسط المدينة تشهد اختناقا كبيرا طيلة اليوم. و قد خلفت هذه الوضعية استياء كبيرا لدى المواطنين الذين يجدون أنفسهم يضيعون ساعات يوميا وسط الانسداد المروري، و ذكر بعض المواطنين بأنهم أصبحوا يغادرون منازلهم في وقت مبكر خوفا من أن يعلقوا وسط الزحمة المرورية و بالتالي الوصول متأخرين إلى العمل، كما أدت هذه الوضعية إلى خلق أزمة نقل حادة، بعد أن أصبح سائقو سيارات الأجرة يتجنبون وسط المدينة، وباعتراف الكثير منهم فهم يفضلون عدم المغامرة بالبقاء لساعات داخل أزمة السير الخانقة التي تضيع عليهم الجهد و المال، و هو ما انعكس سلبا على المواطنين الذين أصبحوا يشكلون طوابير طويلة أمام مواقف سيارات الأجرة، في انتظار وصول سيارة تقلهم إلى وجهتهم، و لا يهم إن كانت شرعية أو «فرود». عبد الرزاق مشاطي