السياسة والجهوية ساهمتا في إضعاف المسرح الجزائري صدر مؤخرا عن دار التنوير كتاب جديد للدكتور أحسن تليلاني الموسوم ب" المسرح الجزائري: دراسات في الجذور التراثية وتطوّر المجتمع"، يدرس من خلاله مميزات المسرح الجزائري إبان حقبتي الاستعمار و الاستقلال. الكتاب عبارة عن دراسة أكاديمية تبحث في مسألة توظيف التراث في المسرح الجزائري، مسلطا الضوء على بدايته بمسرحية ل"علالو" سنة 1926 والمعنونة بجحا. و استخلص الباحث أحسن تليلاني بأن المسرح باعتباره فنا أوروبيا لم يكن من الممكن أن يتقبله المجتمع الجزائري لو لم يستعن بالتراث المحلي المتشبّع بالثقافة العربية الإسلامية. الدراسة برهنت على أنماط التراث المختلفة التي استعانت بها الأعمال المسرحية انطلاقا من حقبة الاستعمار إلى وقتنا الحالي، حيث كان التراث يوظف لأسباب سياسية كما هو الحال في شخصية "الغول" والتي استعملها المسرح الجزائري بكثرة للرمز إلى المستعمر الفرنسي. وقد انتقد الباحث في مجال المسرح الجزائري، الوضعية التي آلت إليها المسارح ببلادنا ، مشيرا إلى عاملين أساسيين هما السياسة والجهوية اللذين أثرا على مستوى المسرح بشكل عام، مما انعكس على تسييره وطريقة أدائه، الشيء الذي ساهم في إقصاء الكفاءات وأبعد أهل المسرح عن وسطهم الثقافي. المسرح في الجزائر وصل إلى وضع كارثي، وهو في تراجع كبير، مما دفع أهل الاختصاص إلى دق ناقوس الخطر، نظرا لتحوّل جل الأعمال المسرحية، لتقنيات الإبهار وجذب المتفرّج من خلال الرقص والبهرجة والموسيقى وعدم اهتمامها برسالة المسرح السامية و التي تعد أهم من أي تزييف للواقع. وأضاف محدثنا بأن التكوين المسرحي في الجزائر يعد تكوينا ضعيفا، معتبرا مدة التكوين التي لا تتعدى الثلاث سنوات بمعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان غير كافية. و يرى أحسن تليلاني بأن هناك أزمة ثقافة في الوطن العربي بشكل عام وليس في الجزائر فقط، الشيء الذي ساهم في انتشار السطحية الفكرية بالإضافة إلى طغيان ثقافات تافهة وغير متشبعة من تراثها، هذا الأخير الذي يعتبر القاعدة الأساسية الحقيقية التي تبنى عليها الهوية وشخصية المواطن العربي. "هناك ميزانيات ضخمة تصرف على إنتاج العروض المسرحية، هذه الأخيرة التي أضحى لا يشاهدها أحد لاعتبارات عدة منها رداءة المنتوج المسرحي وعدم قدرة الممثلين على الإقناع" يقول الدكتور معلّقا بأنه في مرحلة ما بعد الإستقلال، كانت هناك إرادة سياسية لتكريس المسرح، لكنها فترت ويمكن أن نقول أنها انعدمت في السنوات التي خلت، وهو ما ساهم في تدهور إنتاجات المسارح الجهوية وغرقها في السطحية. حمزة.د السياسة والجهوية ساهمتا في إضعاف المسرح الجزائري صدر مؤخرا عن دار التنوير كتاب جديد للدكتور أحسن تليلاني الموسوم ب" المسرح الجزائري: دراسات في الجذور التراثية وتطوّر المجتمع"، يدرس من خلاله مميزات المسرح الجزائري إبان حقبتي الاستعمار و الاستقلال. الكتاب عبارة عن دراسة أكاديمية تبحث في مسألة توظيف التراث في المسرح الجزائري، مسلطا الضوء على بدايته بمسرحية ل"علالو" سنة 1926 والمعنونة بجحا. و استخلص الباحث أحسن تليلاني بأن المسرح باعتباره فنا أوروبيا لم يكن من الممكن أن يتقبله المجتمع الجزائري لو لم يستعن بالتراث المحلي المتشبّع بالثقافة العربية الإسلامية. الدراسة برهنت على أنماط التراث المختلفة التي استعانت بها الأعمال المسرحية انطلاقا من حقبة الاستعمار إلى وقتنا الحالي، حيث كان التراث يوظف لأسباب سياسية كما هو الحال في شخصية "الغول" والتي استعملها المسرح الجزائري بكثرة للرمز إلى المستعمر الفرنسي. وقد انتقد الباحث في مجال المسرح الجزائري، الوضعية التي آلت إليها المسارح ببلادنا ، مشيرا إلى عاملين أساسيين هما السياسة والجهوية اللذين أثرا على مستوى المسرح بشكل عام، مما انعكس على تسييره وطريقة أدائه، الشيء الذي ساهم في إقصاء الكفاءات وأبعد أهل المسرح عن وسطهم الثقافي. المسرح في الجزائر وصل إلى وضع كارثي، وهو في تراجع كبير، مما دفع أهل الاختصاص إلى دق ناقوس الخطر، نظرا لتحوّل جل الأعمال المسرحية، لتقنيات الإبهار وجذب المتفرّج من خلال الرقص والبهرجة والموسيقى وعدم اهتمامها برسالة المسرح السامية و التي تعد أهم من أي تزييف للواقع. وأضاف محدثنا بأن التكوين المسرحي في الجزائر يعد تكوينا ضعيفا، معتبرا مدة التكوين التي لا تتعدى الثلاث سنوات بمعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان غير كافية. و يرى أحسن تليلاني بأن هناك أزمة ثقافة في الوطن العربي بشكل عام وليس في الجزائر فقط، الشيء الذي ساهم في انتشار السطحية الفكرية بالإضافة إلى طغيان ثقافات تافهة وغير متشبعة من تراثها، هذا الأخير الذي يعتبر القاعدة الأساسية الحقيقية التي تبنى عليها الهوية وشخصية المواطن العربي. "هناك ميزانيات ضخمة تصرف على إنتاج العروض المسرحية، هذه الأخيرة التي أضحى لا يشاهدها أحد لاعتبارات عدة منها رداءة المنتوج المسرحي وعدم قدرة الممثلين على الإقناع" يقول الدكتور معلّقا بأنه في مرحلة ما بعد الإستقلال، كانت هناك إرادة سياسية لتكريس المسرح، لكنها فترت ويمكن أن نقول أنها انعدمت في السنوات التي خلت، وهو ما ساهم في تدهور إنتاجات المسارح الجهوية وغرقها في السطحية.