الفن التشكيلي لديه القدرة على تحسين العمران الجزائري ترسم الفنانة التشكيلية خولة كباش المقطوعات الموسيقية العالمية في لوحاتها الفنية التجريدية ، معتبرة بأن كل نوطة موسيقية يمكن أن تحمل لونا وشكلا يعبر عنه الرسام مثلما هو الحال مع لوحتها "أفريكا" التي رسمت من خلال أغنية "راسطا" التي تنتمي لطابع الريغي. قالت ابنة مدينة قسنطينة للنصر بأن الفن في الجزائر غير محترم وليس لديه جمهورا حقيقيا من حيث العدد باستثناء القليل من المتذوقين والذين بدأوا بدورهم يتناقصون، قائلة بأن تراجع الفنون الجميلة انعكس بدوره على الرؤية العامة للجمال داخل المجتمع، وهو ما أدى إلى تدهور القيم الفنية و التي تكمن مهمتها الأساسية في قدرات الأفراد في جميع الميادين. الفنانة الشابة قالت أنها لجأت الى فن التجريد المعاصر لما يحمله من روح الحداثة داخل اللوحة، حيث قالت بأنها لا تهتم لما سيفهمه من يشاهد العمل الفني نظرا للخاصية التي تعطيها اللوحة التجريدية حيث أنها لا تحاول إيصال أي فكرة للمتلقي و لا تسعى لتوضيحها ، و لدى المشاهد كامل الحرية لتفسير اللوحة الفنية من منظوره الخاص. واعتبرت خولة كباش أن معظم لوحات الفنانين الجزائريين تعطي الانطباع بمحدودية قضاياهم قائلة بأنها تشعر من خلال الإطلاع على لوحاتهم بأنهم مقيدون ولديهم حدود حمراء لا يمكنهم تجاوزها أثناء رسمهم لأعمالهم الفنية نظرا لاعتبارات اجتماعية وأسرية، مضيفة بأنها ترى أن زمن الطابوهات قد تجاوزه الفن التشكيلي العالمي. وتأسفت الرسامة الشابة من الإشكالية التي يعيشها المتلقي الجزائري إذ لم تعد له القدرة على استيعاب دلالات اللوحة الفنية، بحكم فتور الحركة الفنية التشكيلية في الجزائر وهو ما أحدث شرخا كبيرا بين الأعمال المقدمة من قبل فنانين يحاولون الوصول بالفن التشكيلي الجزائري إلى المستوى الذي وصل إليه الفن في العالم . كما قالت بأنها تشعر بالإحباط كثيرا حين تقوم بعرض أعمالها الفنية ،حيث تسمع العديد من التعليقات التي تعبر عن الرأي العام السائد بالمجتمع حول الرسم ،حيث ينظر إليه على أنه مجرد خربشات لا تنفع في شيء. وأردفت محدثتنا بأنها تعتبر الفن التجريدي بمثابة البحث أو الحفر في المنظومات المكونة للهوية الذاتية أو الاجتماعية ،حيث تبحث في دلالة الرمز المجرد دون محاولة إعطاء تفسير منطقي له وهو ما يعتبر بالدرجة الأولى مهمة الفن التشكيلي و الرسم، فهذا الفن إعادة منظورات الحياة برؤية مختلفة غير قابلة للقياس أو الحكم. الفنانة التي تدرس تخصص العمران بكلية الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة، ترى بأن الفن التشكيلي لديه القدرة على تحسين العمارة الجزائرية من خلال التركيز على هندسة المدينةالجزائرية بالاستعانة بالتصورات الفنية والجمالية التي يمتلكها الفنانون التشكيليون.