اعتبرت الفنانة التشكيلية رشيدة عجال أن الفنان الجزائري على اختلاف الأنماط الفنية التي يتبعها لا يزال يعاني الإقصاء منهم على الخصوص الفنانون التشكيليون الذين يهمشون ولا تعطى لهم الفرصة لإظهار قدراتهم وإمكانياتهم بالرغم من الموهبة التي يمتلكونها، إلا أن هذا أسلوب قد يساعد على طمس مواهبهم وركنها على الجانب. كما أعابت الفنانة التشكيلية رشيدة عجال في تصريح خصت به «الشعب» على النمط الذي تسير به قاعات العرض والتي أصبحت اليوم شبه مهجورة، معتبرة ذلك نوعا آخر من الرسوب الفني محملة مسؤولية ذلك لإطارات ومسؤولي القطاع وعن الاتجاه الفني الذي تنتمي إليه من خلال اللوحات الفنية التي نقوم برسمها قالت الرسامة رشيدة عجال انها تعمل على المدرسة الكلاسيكية، التعبيرية، التجريدية، السريالية وحتى الرومانسية، «يعني حسب النفسية التي أكون فيها وحسب الموضوع». من جهة أخرى أكدت رشيدة عجال انها تحب كثيرا المدرسة الانطباعية، حيث أنها تعطي مساحة أوسع من الخيال والترميز، وحتى المتلقي يجب أن يقف أمامها مطولا ويستعمل الكثير من الفكر والإحساس من أجل فهم تلك اللوحات. أما فيما يخص مدارس التكوين المتواجدة بالجزائر أكدت التشكيلية عجال أن نقص التأطير في مدارس تعليم الفن التشكيلي في الجزائر ساهم في تدني مستوى الفنانين، واستطردت قائلة ان الموهبة لوحدها لا تستطيع ان تكمل مشوار الفنانين خاصة إذا لم يصقل الفنان موهبته بالتكوين والعلاقة بين التكوين والموهبة هي علاقة طردية، فإذا كان الإنسان موهوبا بالفطرة ولم يستطع تهذيب تلك الموهبة بالتكوين وتعلم أبجديات الفن التشكيلي، فان عمله ناقص وخال من الإرهاصات الإبداعية لذا فان تكامل التعليم والموهبة أمران لا بد منهما لإخراج فنان متكامل من جميع الطبوع الفنية والإبداعية. للإشارة فان الفنانة التشكيلية رشيدة عجال تجيد الرسم في معظم مدارسه، النحت، التمثيل حيث سبق لها وأن شاركت في بعض الأعمال السينمائية، بالإضافة إلى التنشيط التلفزيوني، الذي قدمت من خلاله على قناة «الجزائرية الثالثة» بعض الإرشادات وقواعد الرسم والأشغال اليدوية في برنامج للأطفال، ورغم كل هذا تقول الفنانة عجال أنها لاتزال تتلقى صعوبة في العمل بالإضافة إلى غياب جمهور لقاعات العرض والأروقة الفنية والتي بقيت منحصرة فقط في فئة وطبقة معينة من الجمهور وهذا حسب الفنانة ساهم في كبح رغبة المتعطشين للفن التشكيلي لاكتشاف خبايا هذا الفن. وفي الأخير ذكرت الفنانة التشكيلية رشيدة عجال أنها لا تحبذ الانحصار في طابع فني معين أو مدرسة تشكيلية محددة باعتبار أن طبقات المجتمع اختلفت وأن الرومانسية لم تعد موجودة في مخيلتنا بحكم كل الظروف التي أصبحت تتحكم في طبيعة الإنسان، وعلى الفنان ان يحاول ان ينهض بالفن الرومانسي وبعثه من جديد أما بخصوص الرومانسية كمدرسة في الفن التشكيلي فهو راجع بالأساس إلى أن الفنان يعشق الترميز في أعماله، والابتعاد عما هو بسيط.