التحق محمد جوى الفنان التشكيلي المولود سنة 1975 بتيبازة بمدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، ونظم العديد من المعارض المحلية والوطنية، وقد كشف في هذا الحوار عن تجربته في مجال الفن التشكيلي، مسلطا الضوء على أهم العوامل التي دفعته إلى طريق النجاح، كما تحدث أيضا عن أزمة الفنون التشكيلية بالجزائر. حدثنا قليلا عن بدايتك مع الفن التشكيلي؟ بدايتي مع الرسم انطلقت، منذ المرحلة الابتدائية، كمعظم الفنانين التشكيليين، حيث كنت أرسم كل شيء موجود بالطبيعة، كما أنني كنت أتفنن في الرسم في الهواء الطلق، خاصة وأنني من الأشخاص المقلدين للفنانين الانطباعيين، لذا التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بمستغانم سنة 1993 وخلالها تعلمت قواعد وأسس الرسم والألوان والفن التشكيلي عامة على أيادي كبار الأساتذة كسيد أحمد إسطنبولي والهاشمي عامر، وبعدها انتقلت إلى مدرسة الفنون الجميلة للباهية وهران لمواصلة المرحلة الثانية من الدراسة، وأثناءها قمت بأول معرض تشكيلي بالمركز الثقافي لولاية تيبازة. وبعد هذه التجربة التي كنت أعتبرها بداية النجاح، أخذت أبحث عن نفسي لفرض بصمتي الخاصة بعد أن تأثرت بالفنانين التشكيليين Jack son polo frkis Sam اللذان كانا يتقنان الطابع التجريبي الذي يعتمد على الحرية والتلقائية في التعبير، كما أنني تلقيت دعم وتشجيع علي حاج الطاهر الناقد الفني الذي ساعدني على إيجادي أسلوبي الخاص في الفن التشكيلي، ومن ثمة نشطت عدة معارض بالمؤسسات الثقافية، أشهرها كان بعنوان ''الفن التشكيلي وسيلة للعلاج''. ما هي أهم العناصر المكونة للوحاتك؟ لكل فنان لوحته، وذلك حسب ذوقه ومزاجه ورؤيته الجمالية للوحة، ولا تكون اللوحة كاملة إلا إذا توفر فيها عنصر التوازن، الذي لا يتأتى إلا بالممارسة والتجربة والدراسة. وعندما يقتنع الفنان بعمله ولوحته، أثناءها فقط تكون لوحته كاملة ويمكنه تقديمها للجمهور، وهذا فضلا عن أن هناك عناصر أخرى كتعدد الألوان وصدق التعبير والدقة المتناهية والجمال الفني للوحة زيادة على العنصر المادي للوحة، فكل هذه العناصر المتجمعة تعطينا المتعة الفنية التي نلمسها في اللوحة، كما أنني أستلهم مواضيع لوحتي من الحياة اليومية التي يعيشها الفنان وكذا الطبيعة كوني أنتمي إلى المدرسة الانطباعية، إلى جانب اعتمادي على تحويل الأحلام إلى لوحات مختلفة المواضيع، كما أن جل لوحاتي غنية بالألوان مما يكشف مدى إحساس الفنان، ''فقوة الفنان تبرز مع التعامل مع اللوحة لأن الفنان يمر عبر مرحلة جد إبداعية''. ما هو الأسلوب الذي تعتمده؟ أعتمد في طريقتي الإبداعية على الأسلوب الذي درسته، الأسلوب الانطباعي والتعبير أسلوبي المفضل، فأنا متأثر جدا بالفنان الفرنسي جاكسون بولو والفنان الجزائري سيد أحمد إسطنبولي، كما أنني كثيرا ما شهدت لوحات لكبار الفنان الانطباعيين واستحسنت الفكرة، ولعلم الجميع فإن طريقتي التجريدية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بعدة عوامل منها بحوثي المتكررة وذلك من أجل إيجاد الطابع الذي يخصني. هل تختار مواضيع لوحاتك أم هي تفرض نفسها وتستولي على فكرك؟ في كثير من الأحيان أختار المواضيع التي أرسمها وأحيانا أخرى تأتي عفوية بدون سابق إنذار، فاللوحة بالنسبة لي جملة من الأحاسيس، فمثلا في أحد المرات شاهدت لوحة لفنان تشكيلي معوق بنسبة 90 بالمائة، غير أن ما أدهشني في اللوحة أن هذا الأخير أبدع بطريقة خارقة، وقد دفعني ذلك الإحساس الصادق اتجاه الفنان ولوحته أن أرسم الظاهرة الفنية بإحساس نابع من صدق المشاعر. يقول البعض إن هناك أزمة فنون تشكيلية جزائرية، فأين تكمن هذه الأزمة؟ أزمة التعبير عند الفنانين غير موجودة، فالإنسان منذ العصر الحجري يعبر عن نفسه، غير أن مشكل الأزمة يكمن في نقص الفضاء للقيام بمعارض وكذا نقص لغة الحوار ما بين الفنانين فمثلا مؤسسة فنون وثقافة من المؤسسات القليلة التي تعمل على فتح أبوابها للطاقات الشابة، وذلك بإخراج أعمالها إلى النور وهذا غير كاف لاكتشاف المواهب الجزائرية المبدعة في الفن التشكيلي.