محمد عيسى: مستعدون لتسخير أموال صندوق الزكاة لمحاربة العنف في المجتمع لقد أحس الجميع بالخزي عندما تعرض اللاعب الكاميروني " إيبوسي" للقتل و هو يتأهب لنطق الشهادتين دعا أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، الأئمة إلى التجند إلى جانب مختلف الأطراف الفاعلة في البلاد من أجل محاربة العنف الذي استفحل في المجتمع الجزائري خلال الأعوام الأخيرة، معتبرا بأن نبذ العنف و مجابهته في المجتمع هي '' عملية إنقاذ وطني '' تتطلب تضافر جهود كل القطاعات والمجتمع المدني، وقال أن قطاعه مستعد لتخصيص جزء من أموال صندوق الزكاة لمحاربة العنف في البلاد. وخلال إشرافه على ندوة علمية بدار الإمام، بالمحمدية في العاصمة، حول التحسيس بمخاطر تفشي وانتشار العنف في المجتمع، تم تنظيمها بدار الإمام في العاصمة، تحت شعار "لنتعامل برفق وحضارة" أكد عيسى على ضرورة انخراط مؤسسة المسجد في محاربة هذه الظاهرة وقال أن الحكومة تنتظر وتأمل من أسرة المسجد المساهمة في محاربة العنف في المجتمع بمختلف أنواعه بما فيه الممارس في الملاعب، داخل الأسرة، المؤسسات التربوية والشارع، بغرض تحقيق التمدن والحضارة. وخاطب الوزير الأئمة قائلا "إنها فرصة تاريخية ليثبت المسجد تغلغله وتأثيره في المجتمع بعدما كان شامخا في محاربة الإرهاب والتطرف في الفترة السابقة"، داعيا العودة بالمجتمع إلى '' الحضارة والتمدن '' عبر تجاوز الوعظ والإرشاد إلى التحسيس والمشاركة بالتعامل مع مختلف مؤسسات الدولة الأخرى لكنه نبه بالقول "لا نريد أن نحل محل مؤسسات الدولة في محاربة العنف في المجتمع''. وفي هذا السياق أبرز ممثل الحكومة بأن السلطات الرياضية مهمتها محاربة العنف في الميدان الرياضي ونفس الشيء مطالب به المجتمع المدني والجمعيات والفنانين وغيرهم، وقال بأنه يتعين على الأئمة، استقبال المتفرجين قبل وصولهم إلى المدرجات، عبر تكثيف خطب ودروس نبذ العنف في المساجد القريبة من الملاعب التي يمكن أن يقصدها المصلون وخاصة فئة الشباب منهم لأداء صلاة الجمعة والصلوات العادية، معتبرا ذلك '' فرصة حضارية وأخلاقية للأئمة أمام المتفرجين لتحسيسهم والتفاعل مع الأسرة الرياضية''، وأوضح الوزير في ذات السياق أن منابر المساجد ستكون متقاسمة مع كل الفاعلين حيث سيتم ترجمة انشغالات الفئات الأخيرة إلى خطب ودروس، متحدثا في هذا الصدد عن إمكانية تشكيل فرق فنية '' على سبيل المثال'' لتنزل إلى الشارع لإضحاك الناس وإيصال رسالة تربوية إلى مختلف الفئات المستمعة، أو تقديم تمثيليات في الإذاعة والتلفزيونات تندرج في هذا الإطار، مشددا على أن دور الأئمة لا يجب أن يتوقف على تقديم دروس الوعظ والإرشاد في المسجد فقط بل عليهم المشاركة في حملات التحسيس و التوجه إلى الأحياء برفقة أعضاء من جمعيات المجتمع المدني لنصح الشباب و وعظهم ، وقال '' لقد أحس الجميع بالخزي أن يتعرض ضيف من ضيوف الجزائر للقتل و هو اللاعب الكاميروني "ألبير إيبوسي" و هو يتأهب لنطق الشهادتين. من جهة أخرى أعرب محمد عيسى عن استعداده لتسخير أموال صندوق الزكاة لمجابهة العنف داعيا المرشدات الدينيات إلى التوجه إلى أمهات الشباب المنخرطين في عصابات العنف في الأحياء للتحدث إليهن و جس نبضهن عن أسباب توجه فلذات أكبادهن إلى العنف و إذا كانت الأسباب – كما قال - مادية فسيتم تكريس جزء من أموال الزكاة لمساعدة هذه العائلات ماديا''، مشيرا في ذات السياق إلى أن قطاعه قد خصص 87,5 بالمائة، من أموال صندوق زكاة 2014 الخاصة بحملة الثمار و الزروع، إلى الأسر المعوزة و الفقيرة، لمساعدتها في اقتناء الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما أشار إلى أن صندوق الزكاة انفق ما قيمته 10 ملايين دينار، على العائلات الفقيرة في غرداية، بمناسبة الدخول الاجتماعي، لرفع معنويات الأطفال المحتاجين، ونسيان مظاهر العنف التي عرفتها المنطقة في الآونة الأخيرة. ع.أسابع