قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إطلاق حملة تحسيسية للحد من ظاهرة العنف على المستوى الوطني والتي أخذت أبعادا خطيرة في المجتمع الجزائري، بالتنسيق مع مختلف الهيئات والفاعلين وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدة أن الإمام والمسجد يلعبان دورا مهما في التحصين ضد هذه الآفة من خلال الاستماع والإنصات والمشاركة من خلال التفاعل مع الجميع. أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الدكتور محمد عيسى، أمس خلال الندوة العلمية حول التحسيس بمخاطر تفشي العنف في المجتمع وإطلاق الحملة التحسيسية من أجل حياة بلا عنف في مجتمع مدني، تحت شعار ”لنتعامل برفق وحضارة”، أن المجتمع بجميع شرائحه متضامنة وتساند الأئمة بالدور الذي سيقومون به في تعزيز المودة والرحمة وأواصر الأخوة والرحمة والرفق بين المواطنين والتأكيد على أن الإسلام حرم العنف وكل أشكاله ودعا إلى الاحترام والتوافق بما يخدم المصلحة العامة، وبما يسمح للأخلاق السمحة والحسنة أن تنتشر لتزيل كل الآفات الاجتماعية والظواهر السلبية. ودعا المتحدث، أمس، الأئمة الحاضرين خلال الندوة العلمية بدار الإمام بالمحمدية في الكلمة التي ألقاها أمام الحضور على ضرورة التفاعل بإيجابية وبسرعة مع ما يحدث في المجتمع من تطورات ومتغيرات وهذا من أجل المواكبة والتفكير في حل المشاكل بعقلانية، وهذا يتم بالتعاون مع مختلف الفاعلين من فنانين، رياضيين، مختصين في الصحة، الكشافة الإسلامية الجزائرية، جمعيات المجتمع المدني هذه الفعاليات كلها تمد يدها إلى الإمام كونه الشخص الجامع في المسجد، ولم لا حيث يكون في الحي والشارع يستمع لانشغالات الشباب، يتكلم معهم، ويقوم بتوجيه النصح والإرشاد لهم من أجل غرس مكارم الأخلاق وهذا كله من أجل صلاح الفرد والمجتمع معا. وأكد ذات المتحدث أن الإمام لا يجب أن يكتفي بالوعظ والإرشاد من المنبر وخلال الدروس والخطب، بل يتوجب عليه باستمرار أن يلعب الدور الاجتماعي المنوط له، وهذا من أجل الرجوع إلى الحضارة والتمدن ونبذ العنف والدعوة إلى السلم حيث لما يدرك جوهر الحضارة يكون هو قائد التجديد والتحضر والسلم.