أعلن، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن الانطلاق الرسمي لما أسماها » عملية إنقاذ وطني« من أجل » التمدّن والرّفق ونبذ العنف لتجنيب الوطن إفساد المفسدين« داعيا أئمّة المساجد إلى مدّ أيديهم إلى إخوانهم الفنّانين والرياضيين وكذا المجتمع المدني لإنجاح الحملة التي قال إنّها »ممتدّة وليست آنية«، ومسؤولية »ثقيلة جدّا « لتحويل المسجد إلى »مركز إنصات« لجميع أطياف المجتمع. أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في لقاء تحسيسي جمعه، أمس، بممثّلين عن المجتمع المدني، أئمّة ووجوه فنية ورياضية بدار الإمام، أعلن فيه عن انطلاق »العملية الوطنية للتمدّن والرّفق ونبذ العنف« تحت شعار » لنتعامل برفق وحضارة«، أنّ مسؤولية الأئمّة في نبذ العنف في المجتمع ومحاربته »جدّ ثقيلة«، حيث يعوّل عليهم »بثّ القيم السّمحة في المجتمع والتي إذا رآها غير المسلم رغب أن يكون مسلما«، مشيرا إلى أنّ »صورتي التمدّن والرّفق شعارنا في المساجد الذي يتناغم مع سياسة الدّولة في محاربة العنف بجميع أشكاله«. خلال حديثه تطرّق محمد عيسى إلى أنّه على الإمام أن يعمل على جلب الشباب إلى المساجد وبثّ الرّحمة، اللّين والرّفق في قلوبهم، » لا التّعامل مع العصاة بقسوة شأنهم شأن الذين غلطوا في حقّ الله«، لكون »الدّين المعاملة والدّين النّصيحة«، وأن لا يكتفي بدروس الوعظ والإرشاد واستصدار الفتاوى بالمشاركة في الحملات التحسيسية والتّعامل مع مؤسّسات أخرى »علينا أن نمدّ أيدينا إلى الفنّانين والرياضيين لتكثيف الجهود واقتراح أعمال فنية تحسّن الألفاظ وتنبذ العنف وأشكاله«، كما أنّه » من العيب أن يمدّ شخص يديه ليصافح آخر ولا يردّ عليه، فالمجتمع يصافح الإمام ليرافقه بجميع أطيافه وفئاته، وعليه أن يمدّ إليهم يديه« وبذلك » حتى لا يكون هناك أئمّة تابعين لهذا وآخرون لذاك«. في ذات السياق دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الأئمّة إلى مدّ اليد إلى الفنّان والرياضي »لا أن يحلّوا محلّهما، فلهما ملكة لا يملكونها«، مشدّدا على ضرورة أن يقوم الأئمّة بدورهم المنوط بهم على أكمل وجه ومنه جذب واستقبال المتفرّجين في المساجد لوعظهم وإرشادهم قبل التوجّه إلى مدرجّات الملاعب، فرصة تعدّ سانحة، حسب الوزير، لإيصال رسالة إلى جميع أفراد الأسرة بأنّ ترويع المسلم ورميه بأدوات مميتة في الملاعب عقوبته شديدة. الوزير دعا أيضا الأسرة الفنية والرياضية إلى أن »تنقل انشغالاتها إلى الأئمّة، وبذلك تتكاثف الجهود، تنتظم وتتجاوب لعملية إنقاذ وطني« لأنّ الجميع يعي ومهدّد بخطر تبعات ممارسة العنف، ومن جهتهم »على الأئمّة الشعور بالمسؤولية لأنّها ليست حملة ذات منفعة عامّة مثلما هو متعارف، وإنّما هي استنهاض للهمم ودعوة فعلية إلى التّعاون والفضيلة«. منابر موحّدة، دعا إليها وزير الشؤون الدينية »لتكون المساجد في الموعد من أجل جزائر خالية من صور العنف وألفاظه، جزائر يسودها الرّفق واللّين والحضارة«، ذاك أنّ »مساجدنا قادرة على أن تكون خير قدوة ومراكز إنصات لمن استهواهم الفكر الخطير«، كما أنّ »الثّقة كبيرة والأمل أكبر في بيوت الله ومسؤولية نبذ العنف وبثّ فضائل اللّين والرّحمة في النفوس مسؤولية وفرصة ليثبت المسجد مرّة أخرى بأنّه في رحم المجتمع« في إشارة إلى الدّور الكبير الذي لعبته دور العبادة في نبذ التطرّف والأفكار الهدّامة سنوات الإرهاب.