تسعى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في إطار الجهود التي تبذلها الدولة، لمحاربة ظاهرة العنف وسط فئة الشباب، خاصة بعد الأحداث التي عرفتها عدة ولايات من الوطن، إلى التخفيف من حدة الظاهرة، ومحاربة انتشارها، وذلك بتوزيع القروض الحسنة على الشباب البطال، في خطوة تعد تكملة للدور الذي قام به الأئمة في تهدئة النفوس. باشرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حملة تحسيسية على مستوى الولايات، حول أهمية صندوق الزكاة في خلق مناصب شغل، والتصدي لأشكال العنف، وامتصاص حالة الاحتقان التي تميز الشارع الجزائري، وذلك بإدماج الشباب اجتماعيا وإعطائهم قروضا تساعدهم على خلق مناصب شغل. وفي هذا الإطار نظمت أمس، اللجنة الوزارية لصندوق الزكاة، بولاية تيبازة، لقاء توعويا، نشطه المستشار الإعلامي بالوزارة، عدة فلاحي، والمستشار القانوني، عبد الحميد دغبار، أبرز خلاله المشاركون انعكاسات الصندوق على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، على المستوى العام، وعلى الشباب بصفة خاصة. وحسب مصدر من وزارة الشؤون الدينية، فقد استفاد 13 شابا من ولاية تيبازة من قرض حسن قدم من طرف الوزارة، كدعم من صندوق الزكاة، وتدخل هذه المبادرة في إطار الجهود التي تبذلها الدولة ل »تجفيف منابع العنف«، والتكفل باهتمامات الشباب، والاستماع إلى انشغالاتهم. وقد لعبت المساجد دورا هاما في تهدئة الشباب، بعد أعمال العنف التي شهدتها الجزائر مطلع الشهر الجاري، بسبب ارتفاع الأسعار، فقد أولى الأئمة في خطبهم أهمية بالغة لتحسيس المواطنين من سلبيات العنف، وما ينجر عنه من مخاطر تمس باستقرار الجزائر وأمنها العام. وفي هذا السياق نوه وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبدالله غلام الله في تصريح سابق، بدور أئمة المساجد في تهدئة الأوضاع أثناء أحداث الشغب التي عرفتها بعض مناطق الوطن، معتبرا أن المسجد مؤسسة من مؤسسات المجتمع يتعاون مع المؤسسات الأخرى، و لكن لا يعوضها، معربا عن أمله في أن ينضج الوعي لدى المؤسسات الأخرى ليتلاءم مع وعي الأئمة. وحسب الإحصائيات المتوفرة فقد قدرت حصيلة صندوق الزكاة في ولاية تيبازة ب 690 مليون سنتيم فيما يتعلق بزكاة المال، و90 مليون سنتيم زكاة الزروع، أما عن زكاة الفطر فقد تم إحصاء ما قيمته 366 مليون سنتيم.