الكاميرونية ساندرا نكاكي توّقع لوحة كوريغرافية بامتياز بمسرح محمد وشن فتنت المغنية الفرنسية ذات الأصول الكاميرونية «ساندرا نكاكي» ديفا السول و الروك مثلما تطلق عليها الصحافة الفنية الفرنسية، جمهور مهرجان ديماجاز الذي استعاد أجواء الحماس في سهرته الرابعة بفضل اللوحات الكوريغرافية التي اعتمدتها الفنانة، في حفلتها التي انسجم فيها الجانب الفرجوي بالنغم الصاخب. تشكيلة «نكاكي» السداسية رسمت لوحة فنية متكاملة غلب عليها لون الأناقة الأسود، الذي ميّز أزياء عناصر المجموعة، ببدلاتهم الجدية التي تليق بعروض تجتمع فيها النصوص الشعرية «السلام»بالموسيقى ذات التنوّع الملفت المستلهم من كل الألوان الالكترو، جاز، سول، روك الملبية لكل الأذواق الشبابية. «نكاكي» ألهبت ركح الخيمة العملاقة بأغاني ألبومها الأخير»ناتينغ غرانتد»(لا شيء للمنح) الصادر منذ سنتين و الذي اختارت منه «بيفالو»، «أولوايز دي سايم»(دائما نفس الشيء)، «سكيلتون»، «مانكايند» و «بلابلا».. و غيرها من المقاطع التي تجاوب معها الجمهور بالرقص و التصفيق، و أجبر الفنانة على العودة إلى المنصة بعد انتهاء عرضها، بإلحاحه على تمديد السهرة. إحساس المغنية العالي أنسى الجمهور الستيل الموسيقي، فاقترب الكثيرون من المنصة للاستمتاع بالكوريغرافيا التي طبعها الانسجام الكبير بين عازف الفلوت «جي درو» الذي كان يشع حماسا و إبداعا، تماما مثل نجمة السهرة التي جمعت عذوبة الكلمة مع سحر النغمة، مفجرة طاقة كان لها صدى كبير عكسه صراخ الحضور الشباب. الفنانة صرخت بالحرية، و نقلت قصصا حاكتها من الواقع و الحياة، و رسمت شخصياتها الطريفة أو التائهة أحيانا و المتوّحشة أحيانا أخرى، كقصة الطفلة التي تتنصت على الكبار التي استلهمت منها أغنيتها «بلابلا»أو الشاب الذي يتأمل الشارع مصدر أغنيتها «سايم ريالتي»أو الرجل الذي يصرخ الحرية في «مانكايند»أو المرأة التي ترفض الرضوخ لقيود المجتمع في أغنيتها المتميّزة «لايك بيفالو». و ساهم في رسم مقاطع نكاكي الموسيقية الأقرب إلى المشاهد التصويرية المستلهمة من عوالم غريبة، كل من جوليان تيكيان على آلة الباتري و كريستوف مينك على الباص و ماتيو واكي على الغيتار و أنتوان بيرجو على الترومبيت. كما بدت نكاكي بزيها و تسريحة شعرها المتميّزة أقرب من شخصية المغني الظاهرة « سترومايي «الذي لم تخف الفنانة بعد الحفل إعجابها به، و إن نفت محاولة تقليد أغنية «كلهم متشابهين». كما تحدثت الفنانة على هامش السهرة الفنية عن دور الموسيقى في تخفيف وقع الحزن و الآلام التي تسببها الحروب»عندما كنت صغيرة، ظننت أن الحروب ستنتهي عندما أكبر». و كان الجزء الأول من السهرة الرابعة من مهرجان ديماجاز في طبعته ال12من توقيع التشكيلة البلجيكية الخماسية «آنانكي» المستمدة اسمها من الميثولوجيا اليونانية و التي تعني «الحاجة» مثلما أوضح عازف الباتري «آلكسندر رودمبورغ»الذي خطف و زميله العازف على آلة الناي»كوانتين مانفروي» الأضواء من باقي أعضاء المجموعة التي قدمت مقاطع موسيقية فضل مؤلفوها عدم تحديد عناوين لها.