الصدفة قادتني إلى الغناء و أنا محظوظ بأداء ديو مع نوارة قال الفنان القبائلي جعفر آيت منقلات بأن دخوله لعالم الغناء و التسجيل كان من باب الصدفة، ولم يكن أبدا ينوي خوض هذه التجربة و إصدار ألبومات غنائية فهو موسيقي بالدرجة الأولى، ويؤلف و يعزف على العديد من الآلات الموسيقية، خاصة المزمار الذي يرافق به والده المطرب لونيس آيت منقلات في جميع جولاته الفنية، معترفا بأنه لا يوجد أي شيء مستحيل في الحياة، فقد قال ذات يوم: "من المستحيل أن أغني "، في لقائه مع النصر، أكد جعفر بأنه محظوظ بغنائه مع عميدة الأغنية القبائلية نوارة في ألبومه "ثنصليث" الذي صدر مؤخرا. . النصر: كيف انتقلت من الموسيقى إلى ميدان الغناء ؟ جعفر آيت نقلات : الموسيقى والغناء يكملان بعضهما، ولا أزال لحد الآن أمتهن الموسيقى ، توجهي للغناء كان صدفة ، والفضل يعود إلى والدي لونيس الذي أعتبره مثلي الأعلى، فقد زرع في داخلي حب الفن، وأنا فخور بذلك. ألبومه "ثيرقوى" أو "السواقي"، يضم أغنية أديتها لأنه أصر على ذلك و عندما طرح هذا الألبوم في السوق لقي إقبالا كبيرا من طرف الجمهور. لقد أُعجب الجمهور بصوتي وأدائي، فشجعني على أن انفرد بألبوم يحمل توقيعي وكان ذلك، حيث سجلت "أنرقو" أو "نحلم" سنة 2000 ، ثم "الصالحين" الذي لقي رواجا كبيرا بعدما صورت بعض الأغاني التي تضمنها على شكل كليبات ، وبعدها "ثيرقى لعقال". أما ألبوم "ثنصليث" الذي يحتوي على سبع أغنيات، فهو الرابع و الأخير في مشواري الفني. . أين تجد راحتك في الموسيقى أم الغناء؟ في الاثنين معا، رغم أن بداياتي كانت مع الموسيقى، وأميل إليها كثيرا، لكن هذا لا يعني أنني لا أميل إلى الغناء، خاصة بعد إصداري لأربعة ألبومات، فأنا أحب هذا الميدان، و حاليا أفكر في الألبوم القادم، و المواضيع التي سأعالجها فيه. .هلا حدّثتنا قليلا عن ألبومك الرابع؟ الألبوم الرابع هو ثمرة مجهود ستة أشهر من العمل ، اخترت له عنوان "ثنصليت" أو الأصيلة . وهو عنوان أغنيته الرئيسية التي أتغنى فيها بالقبائلية ،و أقصد المرأة و لغة الأجداد. و قد غنيت "ثنصليث" على شكل "ديو" مع الفنانة الكبيرة نوارة. كلمات أغاني الألبوم من تأليف والدي ، ماعدا الأغنية المعنونة "دومينو" فهي للفنان سي موح. أما الموسيقى و الألحان فهي من تأليفي. أحب كثيرا التعامل مع والدي في ما يخص كتابة الكلمات، فهو يعلم جيدا ما أريد. وعندما نكون معا أقترح عليه أفكاري أو موضوعا ما، وهو يفهم ما أقصد، خاصة وأنني أؤلف الموسيقى قبل الكلمات ، ليسمعها حتى تكون لديه فكرة حول الكلمات التي أريدها والتي تتناسب مع الموسيقى. . على ذكر الفنانة نوارة، لماذا اخترتها لتغني معك في الألبوم الأخير و هي ليست فنانة من الجيل الحديث؟ نوارة هي عميدة الأغنية القبائلية التي تنتمي إلى الجيل القديم ، ولو لم تقبل عرضي لما أديت أغنية "ثنصليث" معها.لقد رأيت بأنها الأنسب لذلك، خاصة وأنّ موضوع الأغنية، يتحدث عن الأصالة وكل ما يعبر عن الهوية و تراث أجدادنا. أظن أنني أصبت الاختيار عندما فكّرت فيها، وأعتبر نفسي محظوظا جدا لأنها غنت معي، ومن جهة أخرى أردت من خلال هذه الأغنية أن أكرم هذه الفنانة الكبيرة التي أعطت ولا تزال تعطي الكثير للأغنية القبائلية. . هل فكرت يوما في أن تصبح ممثلا سينمائيا؟ لا أظن ذلك، لكن لا أقول بأنني من المستحيل أن أصبح ممثلا سينمائيا.أنا لا أميل للتمثيل، لكن كل شيء ممكن، لقد عرض علي المخرج عمار تريباش خلال هذا العام ، المشاركة في أحد مسلسلاته التلفزيونية، لكنني اعتذرت. علما بأنني قمت بتأليف موسيقى جينيريك سلسلة "طجرا نلوز" أي شجرة اللوز ، لذات المخرج، و كذا موسيقى جنيريك عمل آخر لعمار كولومبو، بالإضافة إلى بعض المسرحيات مثل "الأرض والدم" مع المسرح الجهوي كاتب ياسين. . ما رأيك في الأغنية القبائلية في الوقت الراهن؟ الأغنية القبائلية لا تزال بخير، مادام هناك من يسمعها من الجمهور و هي كغيرها من الألوان الجزائرية الأخرى ، لا تزال تحظى بمكانة مرموقة في الوسط الفني و كل واحد وذوقه، والأغنية مهما كان لونها لا ترقى إلا بمواهب أبنائها، والأغنية القبائلية أكدت حضورها القوي في الخارج من خلال الفنانين الكبار الذين كانوا سفراء لها، فكل فنان يملك مكانته الخاصة لدى الجمهور. . ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟ أنا بصدد التحضير لألبوم جديد سينزل إلى السوق مستقبلا، وسأدشن جولاتي الفنية يوم 2 نوفمبر القادم في باريس، وسأحيي حفلا آخر رفقة والدي في قاعة "الزنيت" يوم 11 جانفي من السنة المقبلة، بالموازاة مع إحياء ليلة رأس السنة الأمازيغية الجديدة ، كما سنسافر إلى مدينة جنيف ، هذا إلى جانب العديد من الحفلات التي سأرافق فيها والدي في 2015 فأنا مدير أعماله "مناجيره".