بعد غياب دام 6 سنوات، قرّر المطرب جعفر آيت منقلات العودة مجدّدا إلى الساحة الفنية من خلال تحضيره لألبوم مميّز يحمل الكثير من المفاجآت لمحبي الفنان والنوع الذي يؤديه، ومن المقرّر صدوره قريبا كونه بدأ في عملية تسجيل إنتاجه الجديد منذ أسبوعين بأستوديو ايراث موزيك، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الإنتاج الجديد لهذا الشاب الموهوب الذي يسري الفن في عروقه كونه ورثه عن أبيه الفنان القدير لونيس... ''المساء'' التقت جعفر ونقلت لكم هذا الحوار. -المساء: ما هو جديدك الفني؟ جعفر: حاليا أن بصدد التحضير لإصدار ألبوم جديد يضم 8 أغاني، ففي البداية كنت أودّ تقديم عدد أكبر، لكن وبحكم التجارب السابقة لمغنيين والتي أثبتت أن العدد الكبير من الأغاني ذات أهمية ومعان قوية قد يفقد بعضها مكانته وتمر مرور الكرام دون أن يتفطن لها المستمع، لذلك قرّرت الاكتفاء بهذا العدد الذي يتناول مواضيع مختلفة تطرقت فيها إلى الواقع الاجتماعي والمشاكل التي يعاني منها الشباب، كما أدرجت أغنيتين موضوعهما الحب لكن هذه المرة في قالب جديد وطريف إن صحّ التعبير، إضافة إلى أدائي لأغنية حول تيزيزويت أي النحلة، والتي كتب نصها أبي للفنان دوني مارتيناز بالقبائلية والفرنسية تتحدث عن هذه الحشرة ومميزاتها، كما أنني تأثرت وأعجبت بالنص وقرّرت أداءه، وقد باشرت في تسجليه منذ أسبوع. - غبت عن الساحة الفنية مدة طويلة، ما السبب في ذلك؟ فعلا غبت عن الساحة الفنية منذ 6 سنوات، فمنذ 2004 لم أنتج أي عمل فني لانهماكي في أعمال أخرى تجارية وغيره، وقد كانت هذه المدة فرصة لي لأرتاح وأفكر في إنتاج جيد ومتقن ينال إعجاب الجمهور، كما أنه يتناسب مع النوع الذي أحب أداءه واعتدت عليه منذ بداية مشواري الفني الذي يعرفني به جمهوري، لكن هذا لا يعني أنني اعتزلت الساحة الفنية كلية بل كنت وطيلة هذه الفترة أقوم بحفلات فنية سواء هنا بأرض الوطن حيث قمت سنة 2006 بجولة فنية، بالإضافة إلى حفلات خارج الوطن لأقرر مؤخرا التحضير لإنتاج جديد. - هل فكرت بتحضير ألبوم يكون بمثابة تكريم للوالد؟ هذا شيء أكيد، فالكل يفكر في عمل يقدمه لوالده يعدّ تكريما للمجهودات التي يبذلها وأرى أن أبي يستحق ذلك، وقد راودتني الفكرة وسكنت عقلي مدة وكنت أفكر في تقديم عمل فني يكون بمثابة ''تجمليت'' أي تكريم وتقدير لما بذله أبي، فالكل يعلم بمكانته الفنية المرموقة، فهو حتما يستحقها، لذلك قمت بإدراج ضمن هذا الألبوم أغنية ساعدني في تحضيرها الفنان القدير سي موح الذي أحييه بالمناسبة، والتي يعدّ 90 بالمائة من نصها من إنجازي أنا، كما سأكرّم من خلالها والدي. - ألم تراودك فكرة أداء أغنية ثنائية مع والدك؟ هناك مشروع في الأفق، حيث قرّرنا أنا وأبي أداء أغنية ثنائية من ضمن أحد أعماله الفنية التي أداها سنة ,1983 والتي تحمل عنوان ''أمي" أي ابني والتي أداها أبي آنذاك لوحده وخلال السنوات الأخيرة كنت أغنيها معه في بعض الحفلات الفنية لكن هذه المرة فكرنا في أدائها وإصدارها ضمن ألبوم، فهي عبارة عن أسئلة الإبن عن السياسة رغم أنني بعيد عنها والتي يجيب عنها أبي، كما سأكون أن الابن السائل. - أكيد أن عودتك للساحة الفنية صاحبتها سلسلة من الجولات الفنية، هلا حدثتنا عن برنامجك الفني؟ طبعا ككل مرة برمجت جولات فينة، إذ سأقوم في ال24 و25 من أفريل الجاري بجولة فنية مع الفنان القدير مجاهد حميد والفنانة القديرة نوارة، وفي نفس الوقت لديّ حفلات هنا بأرض الوطن وبفرنسا، كما سأحاول الظهور كثيرا على المنصة ليتعرف علي الجمهور أكثر، فالكثير يعرف أنني جعفر ابن لونيس ايت منقلات لكن ربما يعرفون أنني فنان، فأنا أودّ أن يعرفني الجمهور بجعفر الفنان وليس ابن آيت منقلات فقط، كما سيعرف النوع الذي أؤديه. - كم هو رصيدك الفني؟ صدر لي ألبومان، أحدهما بعنوان ''انرقو'' أي نحلم وآخر''الصالحين'' ليتعزز رصيدي بهذا الألبوم الجديد الذي سيصدر هذه السنة إنشاء الله، والذي لم اختر بعد اسما له ولا للأغاني التي يحويها، كما أود أن أضيف أنني اعتمدت هذه السنة على طريقة العمل في جو جماعي، حيث يحضر إلى جانبي الفنان القدير بلعيد ابرانيس. - ما هو إحساسك كونك ابن فنان قدير محبوب من طرف الكل؟ صراحة هذا سؤال طرح علي من طرف الكثير من الصحفيين، فأنا أودّ أن أوضح أن لونيس ايت منقلات قبل أن يكون فنانا فهو أبي مثل بقية الآباء يكن لي الحب والحنان، وبالنسبة لكونه فنانا فأنا حقيقة اعتز وافتخر به كثيرا لاسيما عندما أحضر حفلاته، وبالنظر للجمهور الغفير الذي يتوافد لحضورها إضافة إلى الإقبال الكبير على ألبوماته مع التساؤل الكبير الذي ينتاب محبيه هل من إنتاج جديد له، كل هذا يبعث ويولد البهجة والفرحة في نفسي. - هل تستشير أحدا معينا عند تحضيرك للألبوم الجديد؟ أبي أولا وكذا أفراد عائلي كونهم من ضمن أول الأشخاص الذين يستمعون لألبومي قبل أن أدخل إلى الأستوديو للتسجيل، ولكن في غالب الأحيان يعبّرون لي عن إعجابهم به خاصة أبي كوننا نمتلك قرابة فنية في الذوق، وبهذا المنتوج الفني الجديد قرّرت مباشرة وبعد الانتهاء من تسجيله القيام بجولات فنية هنا وخارج الوطن، كما أنني لا أريد أن أكون ضحية لظاهرة القرصنة التي باتت مؤخرا تضيّع شقاء وتعب الفنانين، وعليه سأعمل على أن يعرف جمهوري الأغاني التي أؤديها والتعريف بعملي الفني. - يشتكي بعض الفنانين من تسلّط وفرض بعض الاستوديوهات رأيها، هل عانيت من هذه المشكلة؟ الحمد للّه لم أتعرض لهذا منذ بداية مشواري الفني، لكن في حالة حدوث مثل هذا سأقوم بتغيير دار الإنتاج وإن تكرر الوضع، فأكيد أن موقفي سيكون اعتزال الفن. ؟ما هي الأوقات المفضلة لديك للإبداع؟ أفضل الهدوء والسكنية لكي أتمكن من ربط أفكاري وإحداث تناسق بينها وتكون بذلك مصدر إلهامي، إذكلما كان التركيز أكثر كان العمل متقنا وناجحا. - ما رأيك في الأداء الثنائي؟ لقد اقترح علي مسبقا أداء أغاني ثنائية باختيار صوت نسوي، لكن حاليا لا أفكر في ذلك وأفضل دائما الغناء لوحدي، إذ لا يمكنني أن أقوم بأداء ثنائي بحكم أن الناس يطلبون ذلك، لكن إذا رأيت أنني بحاجة لذلك فسأفعل. - إذا اقترح عليك التمثيل، فهل ستمانع؟ أنا أحب السينما كثيرا، فكلما أتيحت لي الفرصة وانتقلت إلى فرنسا كنت أفضل قضاء جلّ أوقاتي في مشاهدة أفلام سينمائية، فبعد الغناء يأتي الفن السابع في الدرجة الثانية من حيث الاهتمامات التي أوليها لكليهما، وإذا ما اقترح علي سيناريو وأعجبت به فحتما لن أرفض التمثيل طالما أنني أحب ذلك، كما أظن أنني سأتقنه أكيد. - هل تفكر في إصدار كتاب تروي فيه مشوارك الفني؟ حاليا لا أفكر في ذلك لأنني فنان شاب وفي بداية مشواري الفني وبقي لي الكثير من العمل لأنجزه، لكن في المستقبل وإذا ما حققت نجاحا وبلغت كل أهدافي في مجال الغناء وحققت نقاطا تميّز مسيرتي الفنية، فأكيد سأفكر في إصدار كتاب أتناول فيه مشواري الفني. -كلمة أخيرة؟ أتمنى أن ينال ألبومي الجديد إعجاب الجمهور، فكما تعوّدوا على موسيقى ونوعية الأداء خاصة بالفنان جعفر، فهذه المرة ستكون هناك مفاجآت كثيرة تنتظرهم في هذا الألبوم الذي سيكون في المستوى المطلوب، كما أتمنى الاستقرار والهناء للجزائر.