لعمامرة يعترف بصعوبة المهمة التي تنتظر الجزائر لحل الأزمة الليبية اعترف وزير الخارجية رمطان لعمامرة، بصعوبة المهمة التي تنتظر الجزائر لجمع فرقاء الأزمة الليبية حول طاولة الحوار، وقال لعمامرة، بان «الحوار الليبي مسار طويل»، طالبا الجميع التحلي بالصبر، وقال مصدر دبلوماسي، بان الجزائر بصدد تحضير الدعوات التي سيتم إرسالها إلى كافة الأطراف الليبية دون استثناء، وكشف عن لقاء جمع سفير الجزائر بالقاهرة نذير العرباوي بشخصيات سياسية ليبية تمهيدا للحوار. رفض وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الخوص في تفاصيل التحضيرات والاتصالات التي تجريها الجزائر لجمع أطراف النزاع في ليبيا حول طاولة الحوار، وقال في تصريح مقتضب على هامش الاحتفال بيوم الدبلوماسية الجزائرية، أمس بمقر وزارة الخارجية، بان «المسار طويل»، مضيفا بان على جميع الأطراف التحلي بالصبر للتوصل إلى حل للازمة الليبية. وامتنع الوزير عن تقديم أي تاريخ محدد لانطلاق المباحثات بين الأطراف الليبية التي ستحتضنها الجزائر. من جانبه أكد عبد العزيز بن علي الشريف، ناطقا رسميا لوزارة الشؤون الخارجية، بان الجزائر تصر على إشراك كل الأطراف الليبية التي تبدي استعدادها للحوار، وقال في تصريح للصحافة، بان الحوار الليبي سيشمل الجميع «ولن يستثني أي طرف إلا الأطراف التي ترفض المشاركة «، مضيفا بان الجزائر شرعت في إعداد الدعوات قصد إرسالها إلى الأطراف الليبية المعنية بالحوار. وقال الناطق باسم الخارجية، بان الاتصالات مع الأطراف الليبية لم تنقطع منذ عدة أسابيع للتحضير لجولة الحوار بين فرقاء الأزمة الليبية، التي من المقرر أن تنعقد خلال شهر أكتوبر الجاري، وقال «مبدئيا الحوار سيجري قريبا خلال الشهر الجاري» مشيرا بان أي تأخر أو تأجيل قد يطرأ سيكون «لأسباب تقنية»، مضيفا بان دخول الجزائر في خط الوساطة في الملف الليبي جاء بناء على طلب الأطراف الليبية التي طلبت من الجزائر لعب دور الوسيط، موضحا بان العديد من الشخصيات الليبية زارت الجزائر في الفترة الأخيرة وطلبت منها القيام بدور الوسيط. وفي سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي، بان سفير الجزائر بالقاهرة نذير العرباوي، التقى مع مسؤولين ليبيين، في إطار الاتصالات التي تجريها دول الجوار مع الأطراف الليبية، وقال بان سفير الجزائر بالقاهرة التقى برئيس البرلمان الليبي بمدينة طبرق، لمناقشة التحضيرات الجارية لعقد جولة الحوار الليبي بالجزائر. وقد أعلنت عدة أطراف دولية تأييدها للوساطة التي تقوم بها الجزائر في الملف الليبي، كما دعت بعض الدول لتسريع الخطوات الممهدة لإطلاق الحوار الليبي لقطع الطريق أمام المتطرفين، وفي السياق ذاته، حذّر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، من تغلغل تنظيم «الدولة الإسلامية»(داعش) في ليبيا، في حال لم ينطلق، في القريب العاجل، حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف هناك، قال ليون إن «ليبيا ستصبح حقلاً مفتوحاً لتنظيم الدولة، والذي بوسعه إطلاق تهديداته من هنا في ليبيا». ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن المبعوث الأممي قوله، إن «التنظيم موجود بالفعل في ليبيا، وهناك اتصالات مستمرة، وتتفاوض جماعات من ورثة تنظيم «القاعدة» حالياً مع التنظيم»، الذي يحتل أجزاء واسعة في سورية والعراق. وأشار ليون إلى «عودة مقاتلين إلى ليبيا، كانوا شاركوا في القتال في سورية والعراق»، لافتاً إلى أنّ «ما يريده هؤلاء هو أن تستمر الفوضى الراهنة وعدم وجود رقابة سياسية لتعزيز مواقعهم، وعندها سيعرفون ماذا سيفعلون»، على حد تعبيره. من جانبه، أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا السابق «طارق متري» أن التدخل العسكري في ليبيا مستبعد اليوم، وليست هناك نوايا غربية لمثل هذا التدخل وشدد «متري «في مقابلة صحفية على أن مسألة السلاح، والمسلحين في ليبيا لايمكن حلها، إلا من داخل ليبيا، مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن في أن يجمع الليبيون على خطة سياسية لبناء الجيش، والشرطة ودمج المسلحين في الأجهزة الرسمية .