موسم شحيح في أفق إصدارات هذا العام، ودور نشر تنتهج استراتيجية "السيسبانس" مع الإعلام، حيث رفضت الإفصاح عن عناوين إصداراتها التي ستكون حاضرة بالمعرض الدولي للكتاب، الذي حدد موعده من 30 أكتوبر إلى غاية 08 نوفمبر 2014 بقصر المعارض. ودور نشر أخرى إكتفت بإعادة طبع لأعمال صدرت سابقا، وفي سنوات قريبة، أقربها العام الماضي 2013 والذي قبله 2012. كما فضلت بعض دور النشر الاستغناء عن التواجد والحضور في صالون الجزائر الدولي للكتاب بعناوين جديدة، منتهجة خيارا تقليديا، يتمثل في إعادة الطبع، لأنها تحضر وبشكل أوسع لحضور أقوى وأكبر في مواعيد تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية/2015". وهي بهذا تخبئ وتوفر أهم عناوين إصداراتها الجديدة للعام المقبل، لأن أولوياتها كما قال بعض الناشرين ليس معرض الكتاب، إنما تظاهرة قسنطينة. عن الإصدارات الجديدة، وعن استراتيجية دور النشر الجزائرية، والأفاق التي تتطلع إليها، وعن التوجهات، وعن ما إذا كان موعد المعرض الدولي للكتاب هو أكثر ما تراهن وتركز عليه هذه الدور، كانت هذه الندوة مع بعض الناشرين، الذين اختلفت وتباينت أرائهم ووجهات نظرهم. إستطلاع/ نوّارة لحرش المراهنة على الكتاب مراهنة على الارتقاء آسيا علي موسى مديرة دار ميم للنشر، قالت بهذا الشأن: "تتطلع ميم إلى تقديم الجيد والحفاظ على خطها وتخصصها الثبات على جدية مسارها وإلى الوصول والانتشار على نطاق أوسع، عربيا وعالميا، والقدرة على دخول عالم الترجمة والنشر بلغات عديدة". آسيا، تعترف بأن الأمر ليس بالسهولة التي يمكن لأي أحد أن يتصورها، وهي تضيف قائلة: "يحتاج الأمر إلى الكثير من التحمل والعمل والصبر ولكن ميم تسعى لأن تكون على مستوى ما اختارت، فالمراهنة على الكتاب مراهنة على الارتقاء ومسؤولية تقديم الكتاب تتلازم وواجب تطوير ذهنيات مجتمعٍ وتنويره معرفيا وجماليا وكل هذا ومع ما آل ويؤول إليه وضع النشر واستسهاله يبقى الخيار والحفاظ عليه يبدو صعبا". آسيا ذكرت أن اصدارات دار ميم لهذه السنة 2014، كانت من أكثر السنوات تنوعا وغزارة في النشر، ثم أضافت: "لا يتوقف النشر في الدار على مناسبة ولكن يتحرك وفق الظروف التي تعمل الدار دوما على تجاوزها على مدار الوقت، خاصة وأن مجال تخصصها الذي تركز عليه أكثر(أدب عربي) أمام مقروئية متدنية واقبال ضعيف. لكن باجتهاد تتقدم الدار لقرائها باللغتين-العربية والفرنسية- بعناوين تتفرع بين الشعر، القصة،الرواية، التاريخ، الدراسات الأدبية...". وقد أصدرت ميم لهذا الموسم، حسب الناشرة آسيا، مجموعة من العناوين، منها مجموعات شعرية مثل"وبعضك يخاتل" للشاعرة راوية يحياوي. "أرض الكلام" للشاعر سفيان زدادقة، "الوحش الذي يصنع ملح المائدة" للشاعر الطيب لسلوس، "بساتين الجراح" للشاعر عدي شتات، "مثل كل الدهر يشبه صمته" للشاعر ميلود حميدة، نصوص شعرية للشاعرة نعيمة نقري بعنوان "نون". و"Nostalgie flottante" لصليحة لعراجي. ومجموعتين شعريتين مترجمتين، الأولى للفرنسية للشاعر علي مغازي والثانية ترجمها عن الإسبانية ميلود حميدة، للشاعرة البيروفية سيليا ألتشولر "نورس الكاريبي". وفي القصة القصيرة، أصدرت دار ميم، مجموعة قصصية "جحيم تحت الثياب" للكاتب خالد ساحلي، و"الأمير الصغير لانطوان دوسانت أكزوبيري" ترجمها عن الفرنسية محمد المزديوي، "آخر العمر" للكاتب محمد دلومي، "ديدان آخر الليل" للكاتب عبد القادر برغوث. أما في الرواية، فهناك "جلالته الأب الأعظم" للكاتب حبيب مونسي، "قبل البدء حتى" للكاتب محمد بورحلة. كما أصدرت ميم، عدة عناوين في التأملات، والدراسات، والمسرح، والتاريخ. لا ناشر في الجزائر له استراتيجية أما أستاذ السوسيولوجيا بجامعة الجزائر، ومدير نشر دار القصبة، مصطفى ماضي، فقال: "دار القصبة، وفية لنهجها، إذ تواصل في سياسة النشر التي تركز عليها وهي مختصة في الدراسات والمذكرات التاريخية والترجمات وعلم السوسيولوجيا، ومن بين إصداراتها لهذا الموسم نجد عدة عناوين مختلفة، منها "الجزء الثالث من مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي"، قام بانجاز الترجمة مجموعة من المترجمين، "الصور المنيع" وهو كتاب من إنجاز علي هارون، ويحكي يوميات الفيس، وتوقيف مسار الانتخابات، وغيرها من الأحداث التي تزامنت مع فترة التسعينيات،"ثورة التحرير/الجزء الأول"، كتاب من تأليف اللواء بن معلم، الذي اشتغل مع الشاذلي وعلي كافي، وهو كتاب مهم، يتناول فترة ما بعد 62، أي فترة ما بعد الإستقلال، في انتظار أن نصدر الجزء الثاني منه. أيضا هناك كتاب مهم جدا بعنوان "في نقد الظاهرة الإستعمارية" من تأليف بن يامين ستورا. وأيضا كتاب مهم آخر، هو "قراءات وكتابات حول ألبير كامو" تناول كل ما كُتب حول إلبير كامو خلال توقيف الحافلة التكريمية، التي أثارت ضجة في الوسط الثقافي الجزائري كما أثارت أسئلة من قبيل: لماذا القافلة؟، ولماذا تكريم كامي وليس غيره. الكِتاب أنجز تحت إشراف كريستيان شوليعاشور، وقد جُمع فيه كل ما كُتب حول القافلة، من مقالات ونقاشات وجدالات واعتراضات، وقد ساهم فيه أيضا مجموعة من الكتاب والصحفيين. وهناك عناوين أخرى سنعلن عنها في حينها". مصطفى ماضي وفي سياق حديثه عن النشر في الجزائر، قال بصريح العبارة: "نحن لا نعرف آليات النشر، وما لدينا هم مجموعة من الناشرين الموسميين، الذين يقتنصون المناسبات للاستحواذ على دعم الدولة، لو ترفع وزارة الثقافة يدها الكريمة عنهم، فلن نجد ولا ناشر واحد في الساحة، كلهم سيختفون، إنهم ينشطون فقط تحت سقف الكتاب المدعم، وتحت الطلب، وبحكم تواجدي في ساحة النشر وبعد تجربة سنوات، أقول بقناعة وأعلم أن قولي هذا لن يعجب الكثير من الناشرين، لكني أقولها عاليا: لا ناشر في الجزائر له استراتيجية واضحة وحقيقية، إنما استراتجيتهم الأبدية هي التظاهرات التي ينتظرونها في مناسبات مختلفة، والتي يعملون تحت ظلها، ثم، تصوري معي، أكثر من 365 دار نشر، خُلقت من العدم ومن اللاشيء، وكلها خلقت ناشرين موسميين، وفي الجزائر كلها نجد حوالي 10 ناشرين فقط حقيقيين يعرفون آليات النشر". في الأخير أبدى ماضي استيائه من حال وواقع النشر والكِتاب في الجزائر: "للأسف المحيط المالي في الجزائر معادي للكِتاب، وهو يعامل الكتاب، كأي منتوج، أي كأي سعلة أخرى". ننشر طوال السنةونراهن على المضمون والانتشار والقارئ في حين تقول الناشرة آسيا موساي، مديرة الاختلاف: "منشورات الاختلاف استطاعت، خصوصا خلال السنوات الأخيرة بلورة استراتيجية محددة في مجال الكتاب العربي، ونحن نراهن على المضمون وعلى الانتشار، ننشر طوال السنة ودون توقف، هناك أكثر من 60 عنوانا جديدا كل سنة ولكن الأضواء تُسلط على معرض الكتاب باعتباره أكبر حدث ثقافي في بلادنا في غياب الأنشطة الأخرى، يبدو أن معرض الكتاب هو الفضاء الوحيد لعرض الكتب". موساي، تؤمن بالقاريء كشريك مهم وأساسي في عملية الكِتاب، إذا تقول: "نراهن على القارئ ولم نفشل يوما واحدا في رهاننا هذا، لم نعتمد على أي دعم ولم تكن وزارة الثقافة كريمة معنا بالمرة كما هو الحال مع دور معينة تعيش بشكل مطلق على الكتب المدعمة، نحن نستمر بفضل مبيعاتنا لأن القاريء يجد عندنا ما يبحث عنه سواء كان قارئا متخصصا في الأدب أو الفلسفة أو كان قارئا عاما تغريه الرواية أو الشعر.استطعنا أن نبرز أسماء محترمة وأن نشجع كثيرين على الكتابة الرصينة الهادفة". آسيا موساي وخلال إعلانها عن قائمة أهم عناوين إصدارات الإختلاف التي ستكون حاضرة في صالون الجزائر، قالت: "هذه السنة ومثل السنوات السابقة سنعيش تجربة جديدة مع قرائنا وفي الرواية يبقى الدكتور أمين الزاوي وفيا لقرائه الكثر ويقدم لهم رواية –الملكة-، كما يكرس بشير مفتي تجربته بعمل جديد بعنوان -طقوس الخديعة- وسمير قسيمي بعمل جديد يحمل عنوان -حب في خريف مائل- كذلك اختار محمد جعفر لونا روائيا جديدا في روايته -هذيان نواقيس القيامة- ويقدم أحمد طيباوي روايته -موت ناعم-. طبعا بالإضافة إلى أعمال روائية عربية كثيرة مثل –بوركيني- لمايا الحاج، -نازك خانم- للينا هويان، -طيور التاجي- لاسماعيل فهد اسماعيل، طابق 99 لجنى الحسن وغيرها.أما في مجال الكتب الفكرية والفلسفية، لدينا كتاب جديد للدكتور إسماعيل مهنانة حول العرب ومسألة الاختلاف، كتاب للدكتور جابر عصفور بعنوان للتنوير والدولة المدنية، كتاب جماعي حول الماركسية الغربية، كتاب آخر حول البيواتيفا ومهمة الفلسفة، للدكتور سمير بلكفيف، كتاب جديد بعنوان التفكير مع كانط ضد كانط، وللدكتور اليامين بن تومي عمل موسوعي حول فلسفة السرد، وللدكتور عمارة ناثر كتاب حول الهيرمينوطيقا والحجاج". موساي، أعلنت في الأخير أن ربيعة جلطي ستعود هذا العام إلى مملكة الشعر: "المفاجأة الأجمل التي سنهديها لكل القراء،ديوان شعر للشاعرة ربيعة جلطي، والذي اختارت له عنوان -النبية تتجلى في وضح الليل-". دار النشر مؤسسة لصناعة المعرفة وليست مؤسسة تجارية أما أحمد ماضي، مدير دار الحكمة للنشر والتوزيع، فقال بخصوص الإصدارات الجديدة أن قائمتها لم يتم تحديدها بصفة نهائية، لكن بصفة أولية ذكر مجموعة من العناوين، هي: "-الأعمال الكاملة للمؤرخ، الدكتور محمد العربي الزبيري-، والتي تضم 23 عنوانا، منها -تاريخ الجزائر المعاصر-، في 5 أجزاء. رواية -الذروة- لربيعة جلطي في طبعة جزائرية، بعد الطبعة اللبنانية، -أصوات عربية، حوارات في الثقافة والأدب- لعقيلة رابحي، -العيش في الجنة، من الواحة إلى بيوت السطح- لإبراهيم بن عيشة، في ترجمة من الفرنسية إلى العربية، -مجموعة قصص للأطفال من التراث الشعبي الجزائري، لبوزيد حرزالله. أحمد ماضي، استعرض مسيرة الدار بنوع من الاستفاضة: "دار الحكمة، تتجه نحو عقدها الثالث، وهي مقتنعة تماما بجودة وأصالة الاستراتيجية التي اعتمدتها منذ الإنطلاقة. وقد تمكنت من الظفر بالكثير من الانجازات، في مقدمتها أنها راهنت على أن تكون بيت الكتاب والمبدعين والمثقفين، من كل الأجيال والاتجاهات، فقد كانت دار الحكمة ولاتزال، تلك المؤسسة التي انفتحت على كل مجالات المعرفة، وكانت السباقة في تحمل تكاليف وأعباء المغامرة، في العديد من الاصدارات التي لم يسبق للآخرين المغامرة فيها وبها ومعها". أحمد ماضي، استطرد مواصلا: "مع قليل من الصبر والمثابرة، وتحمل تكاليف الأعباء، استطاعت أن تحصل على رصيد كبير ومهم، وتتشرف بأن تقدمه لسجل الثقافة الجزائرية والمعرفية الانسانية. كما عملت دار الحكمة على التكيف مع الظروف الحالية، التي أفرزتها التطورات التكنولوجية، وبالذات استطاعت أن تبتعد عن ذلك المفهوم التقليدي لصورة دار النشر، كما حرصت دار الحكمة، في كل الأوقات، على التواجد والحضور في كل المناسبات والمعارض الوطنية والدولية، عبر حضور نوعي ومؤثر، من خلال نشاطات خاصة بها، أو بالتعاون مع دور نشر أخرى أو جهات ثقافية، بهدف تأسيس تقاليد تواصلية وثقافية جديدة في الساحة الثقافية". ماضي يرى، أن فلسفة الدار مبنية على استراتيجية واضحة، تراعي النوعية في النشر، وتقديم القيم المضافة التاريخية للثقافة الجزائرية باعتبارها بين الكتاب والمثقفين، الأمر لا يتعلق بالمناسبات العابرة ولا بمواعيد الدعم الرسمي، فقد سبق لدار الحكمة أن أصدرت العديد من الأصوات المهمة في وقت الدعم الرسمي للكتاب، لكنها لم تتلق دينار واحدا من برامج الدعم، كون دار الحكمة تراعي المسؤولية الأدبية والأخلاقية تجاه خدمة الثقافة الجزائرية، دار النشر ليست مؤسسة تجارية وإنما هي مؤسسة لصناعة المعرفة ونشر الوعي وتراكم التحضر". المعرض الدولي للكتاب ليس أولوية عبد الكريم ينينة مدير دار أوال، قال من جهته:"حاليا ليس من أولوياتنا المعرض الدولي للكتاب، هذا يندرج ضمن أهداف دار أوال لسنة 2015 بحيث أننا في مرحلة التأسيس لدار تشتغل وفق الآليات التقنية والمهنية المتعارف عليها، وهدف دار أوال هو الاحترافية واستراتيجيتها هي الرهان على الكاتب في المقام الأول باعتباره محور العملية، ورأس المال الحقيقي الذي يجب أن يستثمر فيه، مثلما هو معمول به في دور النشر بالدول المتقدمة، ثم مستوى الكتابة أو المضمون هذا مع الالتزام بالجودة في الشكل طبقا للمقاييس العالمية والشروط الجيدة المطلوبة. كما لا يخفى أن الجزائر تملك من المؤهلات والإمكانات وهي في طريقها لأن تصبح قطبا عربيا في مجال الطباعة والنشر، لهذا نحن نتطلع ونطمح لأن يتوسع نشاط دار أوال إلى الدول المغاربية كُتابا وقراءً". ينينة وفي معرض حديثه عن مشروع الإصدارات الذي تسعى الدار الفتية لتحقيقه، صرّح: "نحن نحوز على مجموعة من أعمال بعض الأسماء الأدبية والعلمية البارزة في الساحة الأدبية، سنعلن عنها في أوانها، كما أن دار أوال على اتصال ببعض الكتاب العرب خارج الوطن، وقد تلقينا منهم بعض الأعمال التي أحلناها على مستشاري الدار للاطلاع عليها، وهم نقاد وأدباء مكرسون، بالإضافة إلى هذا تقدمنا بمشاريع مهمة تتوزع بين تحقيق المخطوطات والإبداع الأدبي من رواية وقصة وشعر ودراسات نقدية، وبعض الترجمات، وذلك للمشاركة في أهم تظاهرة عربية لسنة 2015 وهي تظاهرة -قسنطينة عاصمة الثقافة العربية-". دار أوال، يضيف ينينة:"منفتحة على الإبداع والرصانة العلمية وكل ما من شأنه أن يثري ويضيف إلى المكتبة الوطنية، وعلى ما تزخر به الأقلام الجزائرية من ثراء ثقافي ولغوي يخدم هويتنا ويرسخ الوعي بالذات الوطنية، وفي نفس الوقت الانفتاح على الآخر. كما أن دار أوال تحاول أن تستهدف أكبر عدد من القراء من مختلف المستويات والاهتمامات والاتجاهات والحساسيات دون الوقوع في الابتذال والسطحية، ومحاولة اعتماد أساليب جديدة وفعالة لإيصال الكتاب إلى القارئ". الأعمال غير الكاملة لسعيد بوطاجين من جانبه عبر صاحب دار فيسيرا، توفيق ومان، عن رغبته في تحقيق انجازات مهمة ومشرفة للدار سواء في صالون الكتاب، أو في مواعيد أخرى، كتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015. ومان ذكر أن أهم إصدارات الدار لهذا العام، هي الاعمال الغير الكاملة للسعيد بوطاجين المتكونة من 6 كتب سردية وهي: اللعنة عليكم جميعا،ما حدث لي غدا، وفاة الرجل الميت، أحذيتي وجواربي وأنتم،تاكسانة/ بداية الزعتر،آخر جثة، أعوذ بالله.وأيضا 6 كتب نقدية، إذ يشكل 12 كتابا محتوى الأعمال غير الكاملة، وهو إنتاج ضخم وكبير، وقد تحقق هذا بفضل جدية الدار واستراتيجيتها التي تسير عليها منذ البداية. ومان أضاف أيضا أن: "الدار ستكون متواجدة بشكل مكثف بإصدارات متنوعة ومختلفة في اللون والتخصصات، كالمعاجم، والدراسات، والروايات، والشعر والنقد، وغيرها". ومان لم يفوت الفرصة، إذ عرج في حديثه على تظاهرة قسنيطنة، وذكر أن الدار ستسعى لأن تكون حاضرة بشكل مشرف وكبير، وقال بهذا الخصوص: "حضرنا أكثر من 40 عنوانا، سنقوم بطبعها تزامنا مع فعالية قسنطينة سنة الثقافة العربية، وبعض هذه العناوين ستكون روايات لأسماء معروفة، أيضا سنصدر معجم الملحون، وهو معجم ضخم، يحتوي على 700 صفحة، ويتناول معظم الشعراء الشعبيين الجزائريين من القرن 11 إلى يومنا هذا، وهو من إنجاز إبراهيم بن عمرة. استراتجيتنا الأولى هي الترجمة، والمعرض هو زمن الناشر وليس زمن الكاتب الطيب لسلوس، الذي أسس في السنة الماضية دار ميترو للنشر والتوزيع، قال أيضا: "الدار، تعمل وتحضر وتشتغل لتظاهرة قسنيطينة، إذ، خططنا للتواجد فيها بمجموعة من الإصدارات، تتجاوز ال20 عنوانا، في حين لن نتواجد في صالون الجزائر الدولي للكتاب، لأنه من غير المعقول أن نشارك في المعرض بعملين فقط". لسلوس، واصل قائلا: "دار ميترو، تتطلع للإنتشار، وتعمل لتحقيق الأفضل، وتبقى استراتجيتنا الأولى، هي الترجمة، إذ نسعى ونعمل على هذا الجانب، أي أن نتخصص في المستقبل القريب في علم الترجمة، كما نسعى لتنشيط القراءة السريعة، والقراءة المتحركة، في الأماكن العامة، ومحطات القطار والحافلات والمطارات، وهذا من خلال التخصص أيضا في مجال كتب الجيب، حيث نطمح إلى الوصول إلى جميع الشرائح في المجتمع، بحيث تكون كتبنا متوفرة في جميع المكتبات وتتوفر على كل ما يتعلق بالجمالية والفنية من ناحية الشكل والإخراج". لسلوس أكد في الأخير، أن معرض الكتاب ليس هاجسه، وإنما هاجسه الأكبر، هو العمل على مدار العام والاستمرارية في النشر دون الارتباط بمواعيد ونشاطات معينة كالمعرض مثلا، وأضاف في هذا السياق: "جميل أن يظهر الكِتاب في احتفالية خاصة، كمعرض الكتاب، لكن الأجمل أن يظهر على مدار العام، وبشكل متواصل، لأن المعرض هو في الغالب نوع من الإحتكار، وأيضا هو زمن الناشر والطابع، وليس زمن الكاتب، لأن الكاتب من المفروض أن ينشط خارج أي زمن".