الجزائر (3) = مالاوي (0) الخضر أول المتأهلين إلى نهائيات «كان المغرب» اقتطع المنتخب الوطني سهرة أمس تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة مطلع السنة القادمة، عقب الفوز على نظيره المالاوي، ليكون بذلك الخضر أول المتأهلين إلى النسخة 30 للعرس الكروي القاري، بعدما حسموا مبكرا في تأشيرة التأهل على مستوى الفوج الثاني، بتقدير ممتاز وعن جدارة واستحقاق، ليكونوا المنتخب الوحيد الذي نجح في تحقيق 4 انتصارات متتالية في المرحلة التصفوية. مبعوث النصر : صالح فرطاس * تصوير : الشريف قليب المقابلة عرفت انطلاقة سريعة جدا من جانب الخضر، بعدما فضل غوركوف الكشف عن أوراقه منذ البداية بحثا عن هدف مبكر، وهو ما تحقق بدليل تمكن براهيمي من هز الشباك في أول دقيقة، بعد عمل ثنائي مع سليمان. هذا السيناريو كان أفضل ما يتمناه المدرب غوركوف، للتأكيد على قوة تشكيلته وأحقيتها في الفوز المحقق قبل 4 أيام ببلانتير أمام نفس المنافس، لأن الهدف المبكر حرر براهيمي ورفاقه من الضغوطات النفسية، و جعلهم يظهرون كامل إمكانياتهم الفنية مع حضورهم الذهني، بدليل إحكامهم السيطرة على مجريات اللعب، عن طريق التمريرات القصيرة انطلاقا من وسط الميدان، مع محاولة إختراق دفاع مالاوي على الجناحين، بالمراهنة على المساهمة الفعالة للظهيرين غلام و ماندي في بناء الحملات الهجومية، وكاد سليماني أن يضاعف النتيجة (د:9) بعد عمل ثنائي مع براهيمي. في المقابل عجز منتخب مالاوي على مواكبة الريتم السريع الذي فرضه الخضر، ولم يجد المدرب شيمودزي خيارا آخر سوى تجميع لاعبيه في الدفاع ووسط الميدان، مع إبقاء كامويندو معزولا وسط الدفاع الجزائري، من دون تشكيل أية خطورة على الحارس مبولحي الذي ظل في راحة تامة طيلة النصف الأول من عمر اللقاء، في الوقت الذي كاد فيه فغولي أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 22 بقذفة قوية تألق الحارس شيبوا في التصدي لها. على صعيد آخر فإن معاناة منتخب مالاوي إزدادت بعد تأثر عناصره من الناحية البدنية جراء التعب و الإرهاق من مشقة السفر، و هي المعاناة التي تجلت في التغييرين الإضطراريين بخروج كل من نيوندو و كامويندو في منتصف الشوط الأول، و لو أن المنتخب الوطني لم يحسن إستغلال هذا الإنهيار، حيث إنخفض ريتم اللعب مع مرور الدقائق، كون المنافس ظل ملازما للدفاع، لكن اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى عرفت نجاح «الخضر» في تسجيل هدف الإطمئنان عن طريق محرز بعد عمل جماعي منسق ختمه فغولي بتمريرة لمحرز الذي اسكن الكرة بذكاء في الزاوية البعيدة من مرمى شيبوا . بداية الشوط الثاني لم تختلف عن سابقتها، لأن السيطرة الجزائرية تواصلت على مجريات اللعب، لكن سليماني ضيع فرصة ثمينة عندما كان وجها لوجه مع الحارس شيبوا، غير أنه لم يحسن ترويض الكرة مفوتا على نفسه فرصة التسجيل، قبل أن يتدارك الوضع بحلول الدقيقة 55، لما تلقى كرة ميليمترية من محرز بفتحة عرضية على الجهة اليمنى أحسن سليماني إستغلالها يسكن الكرة في عمق شباك منتخب مالاوي براسية محكمة مجسدا التفوق الكلي للنخبة الوطنية في هذه المواجهة، مع ترسيم التأهل إلى «الكان». هذا الهدف قتل المقابلة و أفقدها نكهتها، لأن باقي أطوارها لم تختلف كثيرا عن الحصة التدريبية، بعد إنهيار منتخب مالاوي من جميع الجوانب و ميول العناصر الوطنية إلى الإقتصاد في الجهد و اللعب الإستعراضي بالإعتماد على التمريرات القصيرة، لأن فغولي كان أمام فرصة إثقال فاتورة المنافس، لكنه تردد في إستغلال التمريرة الذكية التي تلقاها من براهيمي. إلى ذلك عمد غوركوف إلى القيام ببعض التغييرات، لمنح الفرصة لبعض العناصر الإحتياطية أمثال جابو و تايدر، دون أن يكون لذلك أي تأثير على النتيجة، لأن المقابلة انتهت بتفوق الخضر بثلاثية نظيفة كانت أفضل ثأر على الهزيمة التاريخية التي مني بها الخضر أمام هذا المنافس قبل 4 سنوات لحساب «كان أنغولا». مبعوث النصر: صالح فرطاس رابع تأهل في عهدات روراوة الخضر بتقدير ممتاز للمرة 16 في نهائيات كأس افريقيا نجح المنتخب الجزائري في التأهل عن جدارة و إستحقاق إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا المقررة مطلع سنة 2015 مبدئيا بالمملكة المغربية، و هي المرة 16 التي ستكون فيها الكرة الجزائرية حاضرة في «الكان» من إجمالي 30 نسخة من العرس القاري، و لو أن الملفت للإنتباه أن «الخضر» تحصلوا على تقدير ممتاز بالعلامة الكاملة، كونهم حصدوا 12 نقطة من 4 إنتصارات متتالية في التصفيات، و يكون بذلك المدرب الجديد كريستيان غوركوف قد نجح في جميع الإختبارات التي أجراها مع النخبة الوطنية سواء في البليدة و حتى في أدغال القارة السمراء رغم صعوبة ظروفها، و عليه فإن هذا المدرب الذي كان قد تسلم المهام في الفاتح من شهر أوت المنصرم، و كان تربصه الأول عشية الخرجة الرسمية الأولى ضد إثيوبيا تمكن من تجسيد أول أهدافه المبرمة في العقد الذي كان قد ابرمه مع الفاف بعد مونديال البرازيل، لأن التأهل إلى «الكان» يعد أول الأهداف التي تم إشتراطها على غوركوف عند توليه مهمة قيادة التشكيلة الوطنية، في أول تجربة له مع المنتخبات، بعد مسيرته الموفقة مع نادي لوريون في الدوري الفرنسي. إلى ذلك فإن هذه الأرقام و التأهل بتقدير ممتاز و بالعلامة الكاملة تعد إنجازا يحققه المنتخب الوطني للمرة الثاني على التوالي، لأن «الخضر» كانوا قد تأهلوا إلى «كان 2013» بعد الفوز في 4 لقاءات ضد غامبيا و ليبيا ذهابا و إيابا، و لو أن هذا التأهل هو الرابع للمنتخب الجزائري تحت قيادة رئيس الفاف محمد روراوة، بعدما كان قد سجل تأهلا إلى دورة تونس 2004، ثم تدشين عودته إلى رئاسة الإتحادية بتأهل إلى «كان 2010 بأنغولا تحت إشراف المدرب رابح سعدان للمرة الثانية في عهدة الرجلين معا، في الوقت الذي كان فيه رهان روراوة في السنوات الأخيرة على الخبرة الفرنسية، لأن المشاركة في «كان 2013» كانت بلمسة المدرب وحيد حليلوزيتش، بينما وضع كريستيان غوركوف لمسته بصنعه تأهل «الخضر» إلى النسخة ال 30 من العرس الإفريقي. ص / فرطاس. أصداء ....أصداء... أصداء وجد رجال الإعلام صعوبة كبيرة في الإلتحاق بالمنصة المخصصة لهم على مستوى الجهة العلوية للمدرجات المغطاة، و ذلك بسبب التدافع الكبير الذي سجل عند المدخل الذي خصصته إدارة ملعب تشاكر للصحافيين، على إعتبار أن هذا المدخل كان تحت مراقبة شديدة، في ظل التعليمات التي أصدرتها الفاف و القاضية بمنع مصوري القنوات التلفزيونية الخاصة من الدخول إلى محيط أرضية الميدان لإلتقاط مقاطع فيديو من المباراة، و ذلك إمتدادا لقرار عدم منح الإعتمادات لهذه الشريحة من الإعلاميين بسبب ملكية حقوق البث الحصري، رغم أن عشرات المصورين سجلوا تواجدهم أمام مدخل الصحافيين ما تسبب في فوضى كبيرة. وصلت الحافلة التي تقل المنتخب الوطني إلى ملعب تشاكر في حدود الساعة السادسة و 50 دقيقة مساء، و قد خصها المناصرون بتجاوب كبير، سيما و أن المدرب غوركوف عمد إلى إدخال لاعبيه مباشرة إلى غرف تغيير الملابس لكن لفترة لم تدم أ كثر من دقيقتين قبل إخراجهم إلى أرضية الميدان من أجل معاينة أرضية الميدان و كذا الوقوف على الأجواء التي يصنعها الأنصار في المدرجات، و قد دوت عبارة « وان، تو ، ثري « الملعب، خاصة عندما تجمع كامل التعداد في الدائرة المركزية لتحية الأنصار، حيث هتف المشجعون بحياة كل اللاعبين، و هذا مسايرة للأجواء التي صنعها منشط الملعب. فضل الناخب الوطني ترك اللاعبين يتبادلون التحية مع الجماهير عند دخولهم أرضية الميدان من أجل المعاينة الأولية، و ذلك في محاولة منه لتحرير براهيمي و رفاقه من كل الضغوطات النفسية، سيما بعد الفوز غير المقنع المحقق في لقاء مالي قبل شهر بتشاكر، رغم أن هذه المقابلة هي مناسبة للفرحة بترسيم التأهل، حيث بقيت العناصر الوطنية قرابة 5 دقائق مجتمعة في منطقة وسط الميدان، بينما ظل غوركوف مركزا على المباراة برفقة طاقمه. رافق رئيس الفاف محمد روراوة العناصر الوطنية على متن الحافلة من مركز سيدي موسى إلى ملعب تشاكر، و قد كان روراوة أول من نزل من الحافلة عند وصولها إلى بوابة غرف تغيير الملابس، ليترك بعدها اللاعبين و الطاقم الفني في فترة التركيز للمقابلة. عاين طاقم التحكيم السوداني أرضية الميدان قبل ساعة و 45 دقيقة من الموعد المحدد لإنطلاق المباراة، لأنه كان قد وصل إلى ملعب تشاكر في حدود الساعة السادسة مساء و 40 دقيقة قادما من فندق الهيلتون، أين أقام برفقة محافظ المباراة الليبي عبد الحكيم الشلماني، و لو أن الحكم الرئيسي الفضيل محمد حسين لم يسبق له زيارة الجزائر لإدارة مقابلة للمنتخب الوطني. حظي المنتخب المالاوي بإستقبال حار من طرف الجمهور الجزائري عند وصوله إلى ملعب تشاكر في حدود الساعة السادسة و 20 دقيقة، لأن كتيبة «الشعلة» التي أقامت بفندق الشيراطون سبقت «الخضر» إلى الملعب، و وجدت الترحاب و التصفيق في المدرجات، و لو أن المدرب شيمودزي أدخل لاعبيه مباشرة إلى غرف تغيير الملابس، و فضل تأخير موعد معاينتهم لأرضية الميدان إلى غاية دخولهم لإجراء عملية تسخين العضلات. كان المدافع مجيد بوقرة ضيفا مميزا في ملعب البليدة، لأن المدرجات إهتزت عن آخرها بمجرد أن دخل « الماجيك « أرضية الميدان، حيث هتف آلاف المناصرين بإسمه، معربين عن فرحتهم بتواجده ضمن التعداد، و هو ما وخز مشاعر بوقرة الذي تأثر من التضامن الكبير للجمهور الجزائري معه، إذ بادلهم التحية و شكرهم على الإحترام الكبير الذين يكنونه له. ظلت المدرجات التي خصصها المنظمون لأنصار المنتخب المالاوي شاغرة، لأن اللجنة المنظمة تركت جناحا لمناصري مالاوي بنحو 450 مقعد على الجهة اليمنى للمنصة الشرفية ، لكن هذا الجناح بقي فارغا بسبب عدم تواجد مناصرين من مالاوي، فضلا عن كون هذا المنتخب كان قد رهن حظوظه في التأهل إلى « الكان « بعد إكتفائه بفوز وحيد على حساب إثيوبيا. أقدم المدرب كريستيان غوركوف على القيام بتغيير وحيد على التشكيلة الأساسية مقارنة بتلك التي خاضت لقاء السبت الماضي ببلانتير، و ذلك بإشراك رأس الحربة إسلام سليماني أساسيا بدلا من إسحاق بلفوضيل، بحثا عن النجاعة الهجومية، لأن سليماني أكثر ديناميكية، و قد كان إحتياطيا في مقابلة الذهاب بسبب الإصابة، لكنه أقحم في منتصف الشوط الثاني في خيار تكتيكي أجبر من ورائه غوركوف مدافعي مالاوي على البقاء في منطقتهم، كما أن شفاءه من الإصابة أعاده إلى التشكيلة الأساسية. رصدها: ص / فرطاس البليدة افتقدت ذكريات تصفيات المونديال عزوف الأنصار سببه الإقتناع بأن «الخضر» كبروا على تصفيات القارة لم تشهد شوارع مدينة البليدة طيلة يوم أمس الأجواء التي عهدتها عندما تستقبل مباريات المنتخب الوطني، حيث أن الإقبال الجماهيري كان محتشما ، بإستثناء بعض المجموعات التي كان تواجدها في الشوارع الرئيسية لمدينة «الورود» بعد الظهيرة بمثابة مؤشر ميداني على أن الأمر يتعلق بمقابلة رسمية للتشكيلة الوطنية، الأمر الذي لم تعهده هذه الولاية منذ إختيارها لإحتضان المقابلات الرسمية للنخبة الجزائرية في سنة 2008، و لو أن هذا التراجع طرح أكثر من تساؤل في أوساط المتتبعين، لأن مباراة الأمس كانت مناسبة لضمان التأهل، و فغولي و رفاقه كانوا بعد الإنجاز الذي حققوه في بلانتير يوم السبت الماضي قد طلبوا من الأنصار الحضور بقوة في مدرجات تشاكر، للمشاركة في فرحة التأهل إلى «الكان». و لعل الصور التي عايشناها أمس بالبليدة دليل قاطع على أن الجزائريين بلغوا درجة التشبع الكروي، بعد الإنجاز المحقق في مونديال البرازيل قبل 3 أشهر، لأن بلوغ ثمن نهائي العرس العالمي و مقارعة بطل العالم المنتخب الألماني كان إنجازا أقنع المناصرين بان «الخضر» أصبحوا أقوى منتخب في القارة السمراء، و أن التأهل إلى «الكان» أمر شبه محسوم حتى قبل الإحتكام إلى الميدان، كما أن الإنتصارات التي سجلتها النخبة الوطنية تحت قيادة المدرب الجديد كريستيان غوركوف واكبت هذا الطرح، و كأن آلاف الأنصار الذين تعودوا على تسجيل تواجدهم في تشاكر في كل مقابلة للمنتخب الجزائري أيقنوا بان مستوى «الخضر» بعد مونديال البرازيل تجاوز بكثير مستوى التصفيات الإفريقية التي يكون فيها المنافسون ممن يحلمون بالمشاركة في نهائيات كاس أمم إفريقيا، على غرار منتخب مالاوي الذي لم يشارك في «الكان» سوى في نسختين. تراجع الإقبال الجماهيري تجلى في الجانب التنظيمي للمقابلة، لأن الإقبال على الملعب في حدود الساعة الثالثة زوالا كان جد محتشما، و كأن الأمر لا يتعلق إطلاقا بمباراة رسمية للمنتخب الوطني، على إعتبار أن شوارع البليدة إفتقدت تماما للأجواء التي كانت قد تعودت عليها، فباعة الرايات الوطنية و الأقمصة غابوا عن الموعد، على خلفية عزوف مناصرين من ولايات أخرى على التنقل إلى البليدة و متابعة لقاء «الخضر» على الرغم من أهميته البالغة، سيما و أن المؤشرات التي لاحت في الأفق أمسية الثلاثاء كانت توحي بأن الإقبال الجماهيري من باقي ولايات الوطن سيكون محتشما، رغم أن الجميع كان يعلق آمالا عريضة على هذه المقابلة لتكرار « سيناريو « مباراة بوركينافاسو في شهر نوفمبر من السنة الماضية، من منطلق مشاركة أكبر عدد ممكن من المناصرين في فرحة التأهل إلى «الكان». إلى ذلك فإن الإقبال المحتشم للأنصار وضع حدا لنشاط المتخصصين في البرنسة بالتذاكر في السوق السوداء رغم أن البعض كان يعتقد بأن الإقبال سيتزايد مع مرور الساعات و إقتراب موعد المباراة، لكن الحركة ظلت عادية في شوارع البليدة، بإستثناء مئات الأنصار الذين تجمعوا في حديقة الروضة المحاذية لملعب تشاكر ، و الذين حاولوا إضفاء اجواء الحيوية كما جرت العادة، إلا ان ضعف اٌلإقبال من خارج مدينة « الورود « كان واضحا، و المئات من المشجعين قدموا من وهران، تلمسان، قسنطينة، عنابة، قالمة، باتنة، بسكرة و تبسة لتسجيل حضورهم المميز في ملعب تشاكر، و الوقوف إلى جانب « الخضر « على أمل معاينة نفس الأجواء التي شهدتها البليدة طيلة تصفيات مونديال البرازيل، لكن الإقبال كان ضعيفا، بدليل أن المدرجات المكشوفة ظلت شبه شاغرة إلى غاية الرابعة زوالا، قبل أن يرتفع نسق التوافد تدريجيا، و لو أن اللجنة المنظمة بادرت إلى ضبط برنامج يساير جملة التدابير التي كانت قد إتخذت لتنظيم الجماهير و تسيير الدخول إلى الملعب، حيث تم فتح الأبواب أمام المناصرين في حدود الثانية زوالا، غير أن الأمر إقتصر في الساعات الثلاث الأولى على مجموعات قليلة من المناصرين الذين قدموا من ولايات شرق، غرب و جنوب البلاد، في الوقت الذي كان فيه المنظمون قد قرروا إقامة حفل فني على مدار 3 ساعات قبيل موعد اللقاء في محاولة لتنشيط الأنصار في المدرجات و بالتالي كسر الروتين. عددهم تقلص بسبب الإضراب رجال الشرطة تكفلوا بالجانب التنظيمي في تشاكر دون أية وقفة احتجاجية أشرفت وحدات الأمن الوطني على الجانب التنظيمي لمقابلة الأمس بين المنتخبين الجزائري و المالاوي، حيث كثف رجال الشرطة تواجدهم في محيط ملعب مصطفى تشاكر منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، و تكفلوا بتنظيم الجماهير عند المدخل الرئيسي و كذا في المدرجات، و لو أن الحركة الإحتجاجية التي يقوم بها أفراد سلك الشرطة منذ يومين ألقت بظلالها على الجانب التنظيمي لهذه المواجهة، على إعتبار أن التواجد الأمني بالملعب لم يكن بالأعداد الغفيرة التي تعود عليها، و ذلك وفقا لجملة من التدابير التي إتخذتها مديرية الأمن بالولاية تفاديا لأي طارئ من شأنه ان يؤثر على سير الجانب التنظيمي. و في هذا الصدد فقد أكدت مصادر أمنية موثوقة أمس ل «النصر» بأن مديرية الأمن أخذت في الحسبان الوقفة الإحتجاجية التي ينظمها الأعوان، و ذلك بعدم إدراج رجال الشرطة المعنيين بالمسيرة السلمية ضمن التعداد المكلف بضمان التغطية الأمنية بملعب تشاكر، الأمر الذي نتج عنه تقلص عدد رجال الشرطة في محيط الملعب مقارنة بما كان يسجل في اللقاءات السابقة، لأن مباريات «الخضر» بالبليدة كان تجرى تحت تغطية أمنية يشارك فيها ما بين 8 و 10 آلاف شرطي، و لو أن هذا الأمر تزامن مع تراجع الإقبال الجماهيري، مما لم يؤثر كثيرا على الجانب التنظيمي، على إعتبار أن عناصر الشرطة ضمنت الخدمات المطلوبة بمراقبة الأنصار إنطلاقا من المدخل الرئيسي إلى غاية المدرجات، فضلا عن تسجيل حضورها بقوة في كل محيط أرضية الميدان. هذا و قد أكدت مصادر «النصر» بأن مديرية الأمن عمدت في مخططها لضمان التغطية العادية لمباراة الأمس إلى الإستعانة ببعض الوحدات غير وحدات التدخل السريع التابعة لمدرسة التكوين بالحميز، في الوقت الذي كان فيه تواجد رجال الدرك الوطني بالملعب بصفة عادية لتأدية المهام الموكلة لهم، كما كان عليه في باقي المباريات الدولية، لأن التغطية الأمنية كانت من الصلاحيات الرئيسية لسلك الشرطة، من دون تسجيل وقفة إحتجاجية في أوساط مئات الأعوان الذين تم تسخيرهم تحسبا لهذا الموعد، رغم أن بعض الأخبار راجت ظهيرة أمس عن إنسحاب مئات رجال الشرطة من الملعب و تعويضهم بصفة طارئة بوحدات الدرك الوطني، لكن الحقيقة أن عناصر الشرطة واصلت عملها بصفة عادية، من دون أن يتدخل رجال الدرك في الجانب التنظيمي الخاص بالأنصار. و في سياق ذي صلة أوضح مصدر «النصر» بأن العشرات من عناصر وحدات التدخل السريع التابعة لسلك الأمن الوطني كانوا يعتزمون الإنسحاب من محيط الملعب تزامنا مع موعد تنظيم الوقفة الإحتجاجية أمام مبنى المرادية، لكن المديرية كانت قد أعفت وحدات التدخل من مهمة تنظيم الأنصار عند المداخل الرئيسية للملعب، و هي المهمة التي أسندت لوحدات من مصالح الشرطة القضائية و كذا فرق من الأمن العمومي، و هي الأمر الحتمي الذي نتج عنه تقليص تعداد رجال الشرطة، و حتى سيارات الأمن التي تم تسخيرها لهذا اللقاء.