مضوي يحقق حلمه بالتتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا - قبل أشهر قليلة لم يكن يتخيل المدرب الشاب خير الدين مضوي، أنه بصدد كتابة سيناريو لفيلم درامي بطله نادي وفاق سطيف الذي توج بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه. في 21 مارس الماضي أعلن مضوي استقالته من تدريب وفاق سطيف على خلفية فشل الفريق في تحقيق نتائج ايجابية، خلال أربع مباريات بالدوري الجزائري، لكن إصرار رئيس النادي حسان حمار على التمسك بخدماته ونجاح " النسر الأسود" في اقتطاع بطاقة التأهل إلى دور المجموعتين من مسابقة دوري أبطال إفريقيا بعد فوزه ذهابا وإيابا على فريق القطن الكاميروني بنفس النتيجة 1/صفر في الدور الستة عشر، جعلا المدرب الشاب يعدل عن قراره ويقرر مواصلة المغامرة وسط نجاح مبهر لم يتوقعه أشد المتفائلين. مضوي المولود في 27 مارس 1977 بمدينة سطيف التي تقع على مسافة 300 كيلومتر شرق الجزائر، اعتزل لعب الكرة مبكرا نسبيا بفعل توالي الإصابات، عندها قرر التحول إلى عالم التدريب الذي اقتحمه من بوابة الوفاق، الذي قدمه في وقت سابق كأحد اللاعبين الموهوبين يجيد اللعب في محور الدفاع ووسط الميدان. لم ينس مضوي الذي يعتبر النموذج الناجح للمدرب الجزائري، استبعاده من قائمة المنتخب الجزائري خلال المباراة التي خسرها " محاربو الصحراء" من الديوك الفرنسية بحضور الأسطورة زين الدين زيدان 1/4 في السادس من أكتوبر 2001، لذلك لا زال يعتبره ذكرى سيئة لم يستطع محوها، في حين يعتبر تتويجه مع نادي شباب بلوزداد بلقب الدوري الجزائري في عام 2000 من أجمل الذكريات كلاعب. وتبقى ألقاب الدوري (مرتان) والكأس (مرة واحدة) التي حازها مع وفاق سطيف، من أفضل انجازات مضوي المدرب المساعد للسويسري ألان غيغر ثم للفرنسي هيبرت فيلود، و يكشف مضوي أنه معجب كثيرا بطريقة عمل جوسيب غوارديولا المدرب السابق لنادي برشلونة والحالي لبايرن ميونيخ الألماني وأنه يستلهم منها. كما يعتبر المدرب الناجح هو ذلك الذي يحسن التواصل مع لاعبيه. ويرى الأسطورة دييغو مارادونا الأفضل لديه بين لاعبي كرة القدم على الإطلاق. ويقول مضوي أنه يحب الانتصارات لأنها تجعل كل الأضواء موجهة صوب المدرب وتنسج علاقات خاصة بينه وبين لاعبيه، لكنه في المقابل يمقت العنف لأن برأيه كرة القدم هي عمل مسرحي بإمكان العائلات التمتع بمشاهدته. و يعترف مدرب الوفاق السطايفي أنه كان تلميذا مشاغبا ويهرول مسرعا إلى البيت لاستقبال ساعي البريد لكي لا تقع كشوفاته المدرسية بين أيدي والديه، ورغم ذلك لم تنطل حيلته على والدته التي عاقبته ذات مرة. مضوي الذي يهوى متابعة الأفلام الدرامية و" إبداعات" الكوميدي الجزائري عثمان عريوات والاستماع إلى موسيقى الشعبي، يصف نفسه بأنه شخص هادئ يكتم غضبه، يحب جميع الناس ولا يمكنه التفريق بين أحد منهم. ويتمنى مضوي، الذي حقق حلمه بالتتويج بلقب دوري الأبطال، أن يصبح في يوم من الأيام مدرب تنس، حيث يأمل في خوض دورات تدريبية في الخارج حتى يتمكن من الإشراف على ابنته نور، وهي واحدة من أبنائه الثلاثة وقيادتها إلى السير على نهج الأسطورة روجر فيدرر نجمه المفضل في عالم التنس.