نفض الغبار على أعمال العلامة محمد بن عبد الكريم الزموري الجزائري في ملتقى وطني بالبرج افتتحت أول أمس فعاليات الملتقى الوطني الأول حول العلامة الدكتور محمد بن عبد الكريم الزموري الجزائري، بقاعة المحاضرات التابعة لفندق بني حماد بالبرج، بحضور كوكبة من الأساتذة و الباحثين، الذين اعتبروا هذه المناسبة فرصة لنفض الغبار على أعمال العلامة الدكتور محمد الزموري الذي يعد واحدا من بين أعمدة الفكر الاسلامي بالجزائر لما تركه من ارث ثقافي و مجموعة من الكتب، فضلا عن بحوثه و جهوده المميزة لجمع مؤلفات أعلام الجزائرباسطنبول . و قد حضر هذا الملتقى الوطني المنظم من طرف جمعية السنابل الخضراء في أول نسخة له، مجموعة من الدكاترة و الباحثين من بينهم ياسين بن عبيد و عمار طالبي و حسان موهوبي و محمد حجازي، لبحث و تقديم محاضرات حول فكر العلامة محمد الزموري و استعادة كتاباته و إخراجها من طي النسيان إلى الواجهة، خاصة و أن المكتبة الوطنية تزخر بالكثير من المؤلفات لهذا العلامة الذي اشتغل على تفسير القرآن الكريم، حيث شكل كتابه « من توجيهات القرآن الكريم « أهم محور للملتقى . و في مداخلته أكد الدكتور ياسين بن عبيد أن العلامة المحتفى به في هذا الملتقى ساهم بالحفاظ على الموروث العلمي و التاريخي للجزائر من خلال مساهمته الكبيرة و بحوثه حول الموروث التاريخي الجزائري عبر العالم، و كذا إلمامه بجوانب علوم الدين بفروعه و العلوم المدنية و اكتسابه عبر مراحل حياته لأفق معرفي و علمي واسع جعله يبدع في كتاباته و مؤلفاته التي تميزت كذلك بالمواقف الجريئة ما جعلها تثير جدلا على غرار كتابه «تبديل الجنسية ردة و خيانة « و غيرها من المؤلفات و الكتب التي أثرت المكتبة الوطنية. و تطرق الدكتور عمار طالبي إلى أعمال العلامة محمد الزموري و جهوده في اثراء المكتبة الوطنية بمؤلفات قيمة، إلى جانب حرصه في الحفاظ على الموروث العلمي الجزائري و حفظه من الاندثار، مشيرا إلى اشتغاله على جمع مؤلفات أعلام الجزائر و التعريف بها بمكتبات اسطنبول في تركيا، و ذكر بجهوده و دراساته القيمة التي جسدت في تفسير القرآن الكريم، و توجت مسيرته العلمية و الفكرية بعدد من المؤلفات التي أبانت عن قدراته الكبيرة و المامه بعلم اللغة و المعاني و تاريخ العرب و علوم الدين و الحديث النبوي الشريف . و يعد العلامة محمد بن عبد الكريم الزموري من خيرة أبناء بلدة برج زمورة بولاية برج بوعريريج، عاش يتيم الأبوين منذ بلوغه سن السادسة من عمره، زاول تعليمه بالكتاتيب في وقت كانت تزخر فيه منطقة برج زمورة بخيرة شيوخ العلم، حيث بدأ تعليمه في مسجد ابن فرج أين حفظ القرآن الكريم، و واصل تعليمه على يد العلامة ابي حفص الزموري و نهل من علمه الغزير جوانب من علوم الفقه و النحو، كما درس علم الفلك على يد الشيخ عبد المالك الأخضري، و تنقل خلال سنة 1952 إلى تونس لإتمام مساره التعليمي حيث التحق بمعهد منزلة ميم بجامع الزيتونة و استفاد من كبار شيوخها، و عاد بعد سنة إلى مسقط رأسه لإتمام دراسته و بحوثه، قبل أن يسافر إلى فرنسا سنة 1956 أين قضى ثلاث سنوات في نشاطه الدعوي قبل اعتقاله من قبل سلطات المستعمر و مكوثه بالسجن لمدة طويلة قاربت العامين، و بعد اطلاق سراحه عاد إلى أرض الوطن و اشتغل في سلك التعليم، واصل رحلاته إلى ليبيا و تركيا و غيرها من الدول لإتمام دراساته في مجالات متعددة كللها بالحصول على شهادة الدراسات العليا في التاريخ و الدكتوراه في الأدب العربي. توفي العلامة محمد عبد الكريم الزموري الجزائري يوم 02 نوفمبر من عام 2012 عن عمر ناهز 88 سنة بمدينة سطيف، تاركا من ورائه سجلا حافلا من الكتب و المؤلفات منها دراسات في مخطوط «التحفة المرضية في الدولة البكداشية « و رسالة الدكتوراه في الأدب العربي « المقري و كتابه نفح الطيب « و مؤلفات أخرى نذكر منها الغنية و بدائع السلك و مأساة كتاب في تاريخ الكتاب ، و الثقافة و مآسي رجالها، و مخطوطات جزائرية في مكتبات اسطنبول، و مجموعة كبيرة من الكتب و المؤلفات في الفقه الاسلامي و تعاليم الدين الحنيف، من أشهرها كتب عن العبر و الأحكام و كذا كتابه من توجيهات القرآن الكريم . ع بوعبدالله