عاشت دار الثقافة لولاية ميلة، نهاية الأسبوع، يوما مشهودا بمناسبة إحياء الذكرى ال21 لانتقال العلامة أبي حفص الزموري إلى جوار ربه، وذلك لأول مرة منذ وفاته، علما أنه من مواليد بلدة شلغوم العيد التابعة لولاية ميلة. أجمع المشاركون، في اللقاء المنتظم نهاية الأسبوع بدار الثقافة بولاية ميلة، بمناسبة إحياء ذكرى وفاة العلامة المربي عمر أبي حفص الزموري، على أهمية نشر خصاله الجامعة بين علوم الدين والعصر الحديث في المجتمع. وأكد الباحثون والمختصون، على غرار الأستاذ محمد بلعور، المفتش المركزي بوزارة التربية الوطنية، الذي تناول بعض جهود العلامة أبي حفص الزموري، في مجالي تفسير القرآن الكريم والتدقيق في الأحاديث النبوية الشريفة، مستدلا بنماذج في ذلك، ما أبان بجلاء تضلع الشيخ عمر أبي حفص الزموري حقيقة في العلوم الكسبية والوهبية معا. من جهته الدكتور بن سديرة عيسى، من جامعة سطيف، كشف أن الراحل كان متمكنا في مختلف العلوم وصوفيا في الوقت نفسه في سلوكه اليومي ومتميزا بروحه القوية الجذابة والمؤثرة بقوة في المجتمع المحيط به، واعتبر العلامة مثالا ناصعا للعلماء الصالحين الذين استوعبوا جيدا علوم العصر، واعتمدوا طريقة بيداغوجية حديثة وفعالة في إيصال وتلقين مختلف مفاهيم العلوم للطلاب. كما تطرق الأستاذ بلقاسم آيت حمو، تلميذ الشيخ وابنه الروحي الساهر على طبع مؤلفاته وإقامة تظاهرات إحياء لذكريات وفاته عبر مختلف ولايات الوطن، إلى جانب تسمية الثانوية الوحيدة بزمورة باسمه. وفتح موقعا له على الأنترنت، وتوزيع كتبه.. أين تطرق الأستاذ آيت حمو في مداخلته لجهود الشيخ أبي حفص في علوم الدين وفنون اللغة العربية والارتقاء بالتصوف، ما أهله أن يكون ليس من رجالات الجزائر فحسب بل من رجالات العالم الإسلامي ليحظى بعالمية منقطعة النظير. من جهته الدكتور إبراهيم منقلاتي، من جامعة قسنطينة، قدم شهادة حول الدور البارز للشيخ الزموري في خدمة اللغة العربية، مشيدا في هذا السياق بكتابه “فتح اللطيف في التصريف على البسيط والتعريف” الذي تعمق فيه المؤلف في علم التصريف الذي يعتبر من أصعب العلوم. ومن جهته أوضح الأستاذ عبد الرحمن أبو حفص، نجل العلامة، في كلمته بالمناسبة، أن والده تخرج على يديه عدد كبير من التلاميذ قبل الاستقلال وبعده، مبرزا الجانب الشخصي للشيخ كأب وزوج، كاشفا أن الشيخ العلامة ولد سنة 1913 بشلغوم العيد بميلة وترعرع ببرج زمورة بولاية برج بوعريريج. ونشأ يتيم الأب وحفظ القرآن وسنه لم يتجاوز 12 عاما، وتلقى الراحل العلم على يد العلامة سيدي أحمد بن قدور الزموري، ليمارس التدريس والإمامة بعد ذلك بعدة زوايا ومساجد عبر الوطن، منها زاويته بزمورة ببرج بوعريريج،وأخيرا بمسجد سيدي رمضان بالقصبة بالعاصمة من سنة 1965 إلى غاية وفاته في 10 ماي سنة 1990. ومن أشهر مؤلفاته التي قاربت ال11 كتابا، كتاب “فتح اللطيف في التصريف على البسيط والتعريف” الذي طبع 3 مرات. كما ألف عن حياته كتابان بقلم الشيخ الأستاذ بلقاسم آيت حمو، وعدة بحوث ودراسات جامعية، وآخر ما طبع له كتابه “ما يفعله الحاج على مذهب الإمام مالك”.. للإشارة؛ فإن إحياء ذكرى وفاة هذا العلامة كانت تحت الرعاية السامية لوالي ولاية ميلة، والتي عرفت حضور طلبة الزاوية الحملاوية وعدد كبير من الأساتذة والطلبة من مختلف ولايات الوطن.