صدر منذ أيام، كتاب جديد للباحث والكاتب مراد وزناجي، يحمل عنوان «الثورة التحريرية في السينما الجزائرية»، وهو دراسة تحليلية للأفلام السينمائية الجزائرية من الفترة 1957 إلىغاية 2012، الكتاب الذي صدر عن منشورات دار الأمة، احتوى على عدة أقسام، وتطرق إلى عدة محاور، ففي القسم الأول مثلا خصصه المؤلف إلى «السينما المناضلة عبر العالم، وظهور فن السينما وتطوره،إضافة إلى مفهوم السينما المناضلة وأهدافها».أما القسم الثاني، فقد تناول فيه «السينما في الجزائر.. من –الكولونيالية- إلى -الثورية-». كما تحدث عن دخول السينما إلى الجزائر، وكذا نشأة وميلاد السينما الجزائرية و مواضيع السينما الكولونيالية، والسينما الثورية في الجزائر المستقلة.أما القسم الثالث: فقد خصصه المؤلف، للأفلام السينمائية الجزائرية الثورية، وتناول الأفلام من خلال المراحل، إذ نجد أفلام مرحلة الثورة (1957 - 1962)، وأفلام مرحلة الاستقلال (1962 - 2012). أما القسم الرابع فاشتمل على دراسة مضامين الأفلام وتحليلها. الكِتاب الذي يعد إضافة للمكتبة الجزائرية في تخصص الفن السابع، جاء في محتواه أن السينما لم تتمكن من معالجة كل المواضيع وبالطريقة اللازمة، ما يعني أن الأمر يتعلق بدعوة صريحة لكل المختصين والمهتمين حتى يبادروا بمهمة البحث، بغض النظر عن تخصصاتهم واهتماماتهم، ومنهم السينمائيون الجزائريون الذين لا يمكنهم القيام بهذه المهمة من دون التعاون مع المؤرخين، العاملين على جمع ودراسة الوثيقة التاريخية بمختلف أشكالها. وعكس هذا الأخير، فإن السينمائي يملك هامشا من الحرية في عمله يمكّنه من بلوغ مرحلة الابداع، وهو الأمر الذي يميزه عن المؤرخ المطالب بتوخي الحيطة في كل ما يكتب وينقل. ومن ضمن ما ورد في الكِتاب، قول المؤلف، مراد وزناجي عن دور السينما: «إذا كانت السينما، كفن قائم بذاته، تستهدف، من بين ما تستهدف، إمتاع المشاهدين والترويح عنهم، فإنها تعتبر كذلك من بين أهم الوسائل الاتصالية الفعالة لقراءة ومراجعة تاريخ المجتمعات والشعوب بل وكتابته أيضا. فعلى الرغم من هامش الابداع الذي يملكه رجل السينما أثناء إنجازه لعمله، إلا انه مطالب في كل مرة بعدم -تزييف- حقيقة الحدث التاريخي، أو -تشويه- هوية صانع هذا الحدث، ما يسمح لإبداعه بأن يعكس ولو جانبا يسيرا مما يعرف ب -الحقيقة التاريخية- الخاصة بهذه الحقبة التاريخية أو تلك». الكِتاب من جهة أخرى أشار إلى أن الأفلام الثورية الجزائرية،عكست الفكرة التي سارت على نهجها جبهة التحرير الوطني أثناء الثورة، وهي الابتعاد عن تقديس الشخص مقابل إبراز دور الجماعة. لذا، لا نجد أفلاما تروي بطولات بعض القادة الكبار للثورة. غير أن السنوات الأخيرة عرفت ظهور أفلام تحكي سيرة بعض الأبطال، وهي نقلة نوعية في مسار السينما الجزائرية. نوّارة/ ل