الكاف تجتمع اليوم لتقرير مصير "كان 2015" وفرض عقوبات على المغرب يعقد اليوم المكتب التنفيذي ل "الكاف" بداية من الساعة (16,00)، اجتماعا هاما سيحسم خلاله في مصير النسخة 30 من "الكان"، بعدما وضعت السلطات المغربية عيسى حياتو في مأزق، عقب تمسكها بقرار رفض تنظيم هذه التظاهرة في موعدها المقرر شهر جانفي من سنة 2015، و طلب تأخيرها بعام كامل، بحجة التخوف من إنتشار فيروس "إيبولا"، الأمر الذي جعل الإتحاد الإفريقي يواصل رحلة بحثه عن بلد قادر على إستضافة هذا العرس الكروي القاري الذي سينطلق بعد نحو شهرين أو الرضوخ للضغوطات المغربية و الهادفة بالأساس إلى إرغام "الكاف" على تأجيل هذه المنافسة بسنة كاملة، مقابل الموافقة على إقامتها بالمغرب، رغم العقوبات تهدد الكرة المغربية بالإقصاء على الصعيد القاري لمدة 4 سنوات. جلسة اليوم ستكون حاسمة بخصوص مصير الطبعة المقبلة من "الكان"، لأن حياتو و بعد زيارته الميدانية إلى المغرب خلال الأسبوع الماضي كان يراهن على نجاحه في إقناع السلطات المغربية بالتليين من موقفها، سيما بعد جلسة العمل المطولة التي كانت له مع وزير الشباب و الرياضة محمد أوزين، إلى درجة أن "الكاف" و عقب تلك الزيارة أمهلت المغرب لمدة 5 أيام للإعلان عن موقفها الرسمي، و هي الفترة التي تخللها نشر الإتحاد الإفريقي لبيان رسمي أكد فيه تنظيم النسخة ال30 من "الكان" في موعدها المحدد ب 4 مدن مغربية، و هو البيان الذي كان بمثابة مؤشر أولي على عدول الطرف المغربي عن موقفه الرافض لفكرة تنظيم هذه التظاهرة مطلع السنة القادمة، لكن المفاجأة كانت "مدوية" لما جاء رد "المغاربة" عنيفا، و ذلك بتمسكهم بقرار التنازل عن إقامة "الكان" طيلة سنة 2015، و إقتراح تأخير موعدها بعام كامل، مع عدم المبالاة بالعقوبات التي قد تتعرض لها الكرة المغربية على خلفية قرار الرفض. و إنطلاقا من هذه المعطيات فقد حاول حياتو إيجاد مخرج من هذه الأزمة بسرعة البرق، و ذلك بالبحث عن دولة قادرة على خلافة المغرب في تنظيم العرس القاري في جانفي 2015، حيث إلتقى رئيس الإتحاد الإفريقي أمس الإثنين في القاهرة بوزير الشباب و الرياضة المصري خالد عبد العزيز في جلسة حضرها أيضا عضو الإتحاد الإفريقي المصري هاني أبو ريدة و السكرتير العام المغربي هشام العمراني، خصصت لتباحث إمكانية إقامة الطبعة القادمة من "الكان" على الأراضي المصرية، غير أن رد الطرف المصري كان صارما و ذلك برفض مقترح "الكاف"، على غرار ما كان عليه الأمر منذ شهر، ليبقى حياتو و أعضاء مكتبه في مفترق الطرق، في ظل بقاء مصير العرس الكروي القاري القادم يكتنفه الغموض، لأن الوضعية الراهنة تضع "الكاف" أمام خيارين، إما النجاح في غقناع بلد في ضبط الإجراءات التنظيمية بسرعة البرق و منحه شرف إقامة هذه التظاهرة أو الرضوخ للشروط التي كانت السلطات المغربية قد أملتها، و ذلك بالموافقة على تأخير موعد هذه النسخة بصفة إستثنائية إلى غاية جانفي 2016. هذا و من المرتقب أن تكشف "الكاف" في جلسة اليوم عن موقفها الرسمي من قرار المغرب الرافض لتنظيم "الكان"، و كذا عن العقوبات التي ستسلط آليا على الجامعة الملكية المغربية، على خلفية التعنت في تنظيم تظاهرة قارية، رغم أن الإتحاد الإفريقي كان قد شرع في حملة تسويق و ترويج لهذه المنافسة، و ذلك بإبرام عقود و صفقات مع العديد مع المتعاملين التجاريين في مجالات الإشهار و النقل التلفزيوني، و هي الصفقات التي قد تسقط في الماء، و تكلف "الكاف" خسائر مادية باهظة في حال إجبارها على تأجيل المنافسة عن موعدها المحدد، و لو أن المادة 90 من قانون تنظيم نهائيات كاس أمم إفريقيا تفرض على كل بلد يتراجع عن قرار تنظيم هذه التظاهرة عقوبة الإقصاء من جميع المنافسات القارية لمدة 4 سنوات، و هي العقوبات التي كان أعضاء "الكاف" قد تحدثوا عنها، خاصة و أن المغرب ستستضيف خلال شهر ديسمبر المقبل بطولة العالم للأندية، دون اية مخاوف من وباء "إيبولا " القاتل. إلى ذلك فإن 3 بلدان دخلت السباق من أجل خلافة المغرب، منها أنغولا التي تبقى أبرز مرشح لنيل شرف التنظيم في حال تمسك الكاف بموقفها القاضي بإقامة هذه التظاهرة في موعدها المحدد بداية من 17 جانفي 2015، لأن نيجيريا و إن أودعت بدورها طلب خلافة المغرب فإن المخاوف من فيروس "إيبولا" تعد الحجة الرئيسية التي قد تحرم البلد من تنظيم الدورة القادمة، في حين دخلت الغابون كطرف ثالث في المعادلة، ليكون إجتماع اليوم بمثابة نقطة النهاية للجدال القائم بخصوص مصير "الكان" و الذي فرضته القبضة الحديدية بين الكاف و السلطات المغربية على مدار شهرين.