ثلاثة أسباب وراء تراجع كمية الأسماك المستخرجة من سد بني هارون كشف مدير محطة الصيد البحري والموارد الصيدية بميلة عن تراجع كبير في الثروة السمكية التي تم صيدها هذه السنة مقارنة مع السنوات التي قبلها، مشيرا الى أن الكمية التي تم استخراجها هذا العام لم تتجاوز 320 طن من السمك وهي كمية تمثل نصف الكمية التي استخرجت خلال الثلاث سنوات الأخيرة أي 2013 ( 630 طن) ثم 2012 (664 طن) ف 2011 (675 طن) علما وأن بداية استغلال السد كانت خلال عام 2008 باستخراج 30 طنا من الأسماك. وقد أوعز السيد بن جدو هذا التراجع إلى ثلاثة عوامل أولها أن سد بني هارون بلغ العام الماضي أعلى مستوى في قدرة تخزينه وهي مليار متر مكعب من الماء وهو ما يجعل رقعته و مساحته من المياه تتوسع أكثر مما يؤثر سلبا على نسبة الكثافة السمكية فيه وتتناقص بالتالي الكمية التي يمكن صيدها. العامل الثاني هو أن زرع السمك في سد بني هارون كان يتم في بداية الأمر عن طريق البلاعيط التي تحول من المفرخة لتلقى في ماء السد بعدما يصل عمرها إلى شهر أو شهر ونصف وهذا ما يجعل نسبة الوفاة الطبيعية عندها تتوقف عند 20 بالمائة فقط في حين أن الاستزراع الذي تم ما بين 2011 إلى غاية هذه السنة تم بوضع يرقات أسماك التي لا تعدى عمرها 48 ساعة في ماء السد، علما وأن نقل هذه اليرقات من المفرخة نحو السد تم صيفا وهو ما عرضها لضعف المقاومة عندها لنسبة موت عالية بلغت 80 بالمائة مما أثر على الكمية المستزرعة وبالتالي على كمية الانتاج فيما بعد. وقد تم ابلاغ الوزارة الوصية بالموضوع التي قامت بإنشاء أحواض بجنب مفرخة لوريسيا بولاية سطيف لمنح اليرقات فترة إضافية من التربية قبل تحويلها لمياه السدود. وأما العامل الثالث حسب ذات المسؤول فيتعلق بعدد رخص الصيد الخمسة عشر الممنوحة، غير أن الفاعلين المتواجدين حاليا في النشاط هم ثمانية فقط. والباقي إما تكون رخصهم في طور التجديد أو ليست لهم الرغبة في تجديدها لأسباب مختلفة وهذا ما دفع بالإدارة إلى سحب الرخص منهم نهائيا ومنحها لشباب آخرين ملفاتهم حاليا على مستوى أجهزة الدعم قصد تلقي المساعدات والإعانات التي توفرها لهم الدولة قبل الشروع في ممارسة النشاط. ولأن مساحة المسطحات المائية بولاية ميلة تفوق 4680 هكتار منها أكثر من 3900 هكتار لسد بني هارون وحده فان عملية الاستزراع وتجديدها السنوي تصبح أكثر من ضرورة. لكن وجود مفرخة واحدة على مستوى الوطن جعل الكمية المحصل عليها قليلة وغير كافية في انتظار دخول مشروع مفرخة سيدي بلعباس الخدمة خلال الثلاثي الأول من العام الداخل وكذا إدخال تقنية في هاتين المفرختين للرفع من مستوى مقاومة اليرقات عند نقلها نحو السدود، وفق ما أورد المسؤول. في انتظار تمكين سد بني هارون من مفرخته الخاصة التي تم تقديم الطلب بشأنها لبرمجتها للوزارة الوصية هذه الأخيرة، برمجت مركزا للصيد القاري على ضفاف هذا السد وبالضبط بمنطقة فرضوة ببلدية سيدي مروان، والذي بلغت نسبة الدراسة التقنية لمشروعه 50 بالمائة وحال انجاز هذا المشروع فإنه سيعود بالفائدة على نشاط القطاع وتنظميه وترقية البحث فيه. ميلة التي تعتبر الأكبر على المستوى الوطني من حيث طاقة تربية المائيات كانت البداية فيها بزرع 160 ألف فرخ تم استقدامها من دولة المجر في سد بني هارون شهر جويلية من عام 2006 لتصل بعد سنة ونصف من التربية أي عند مطلع عام 2008 لمرحلة الإنتاج والتسويق، أي بعد بلوغ حجم النوعان اللذان تمت زراعتهما وهما سمك كبير الفم 55 سم طولي والسمك الفضي 50 سم طولي. وقد تمكن أحد المستثمرين من ولاية سكيكدة في ظل جهل أبناء الولاية للقطاع و مردوديته من استغلال هذه الثروة التي لم تكن وقتها مدرجة ضمن الاتفاقية المبرمة بين الوزارة الوصية والوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى، قبل أن يتم منح رخص استغلال لأربع صيادين شباب من أبناء ميلة استفادوا من قروض أجهزة الدعم ( أنساج وأنجام ) لتقنين نشاطهم الذي كان فوضويا في بداية الأمر. إبراهيم شليغم * تصوير: الشريف قليب