الشاب عامر حول أرضا جرداء إلى جنة غناء ببئر العاتر نجح الشاب عامر جبيري في تحدي الظروف الطبيعة القاسية و تحويل أرض قاحلة جرداء، تعتبر معبرا مفضلا للمهربين ،و تبعد بزهاء 8 كلم ،عن مدينة بئر العاتر ، إلى جنة غناء،بعد حوالي 10سنوات من الجهد و الكد. الفضاء الشاسع من الأراضي شبه الصحراوية و التي تصلح كمراع لقطعان الماشية في السنوات التي تجود فيها السماء بهطول كميات وفيرة من الأمطار ،لكنها في الغالب تكون منخفضة ،نظرا لمناخ المنطقة الصحراوي ، فتبقى طيلة السنة عرضة للزوابع و الغبار التي تهب على المنطقة ،من حين للآخر، جراء ظاهرة التصحر التي بدأت ملامحها منذ منتصف القرن الماضي في التشكل ، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكثير من المنتجات الزراعية في هذه المنطقة المعزولة المسماة منطقة "الرّقْ " . هذه المعطيات جعلت الشاب عامر يرفع التحدي و يستصلح قطعة أرض آلت إليه حيازتها عن طريق أسلافه،حيث انطلقت عملية الاستصلاح في نهاية سنة 2005 بالعمل على غرس حوالي ال 1000 شجيرة من الشجيرات المثمرة على مساحة تقدر بزهاء 04 هكتارات، وبعد مرور حوالي عقد من الزمن على غرسها ، وبفضل الجهود المبذولة من طرف جميع أفراد عائلته و المتمثلة في السقي و العناية المستمرة ، نمت وترعرعت تلك الأشجار وأصبحت تعطي ثمارها في كل موسم جَنْيْ ... إلاّ أن المشكل الذي يكابده الشاب عامر وعائلته يتمثل في أمرين أساسيين ، أولهما انعدام مصدر التمويل ،والأمر الثاني يتمثل في انعدام مصادر مياه الرّيْ . يضطر هذا الفلاح الشاب الطموح إلى جلب المياه من أمكنه بعيدة ،بواسطة صهاريج محمولة على الشاحنات، و يكلفه سعر كراء الصهريج الواحد من مياه السقي 1500 دج ، في حين أن الكمية التي تستهلكها الألف شجرة من مياه السقي تتنامى وتتضاعف عدة مرات ،خاصة أثناء فصل الصيف . هذا دون الحديث عن التكاليف الباهظة للأسمدة والأدوية التي تتطلبها عملية صيانة هذه الأشجار خلال المراحل الأولى من عمرها ما قبل الإثمار،حيث تحتاج دورياً إلى صيانة مستمرة بما يتناسب مع قوتها ، و يكون عددها متناسبا مع قوة نموها ، وأيضا إجراء التعقيم والصيانة بعد كل عملية تقليم للأشجار . بدأ عامر مشروعه الاستثماري من الصفر ، دون دراية مسبقة أو إلمام بالقواعد الأساسية لزراعة الأشجار ، وبالرغم من كل ذلك فقد حقق عامر بمساعدة و دعم عائلته نجاحا باهرا ،حيث تجاوز مشروعه كل الأخطار المحدقة طيلة السنوات العشر التي نذر الفلاح عامر خلالها نفسه،لخدمة مشروع مزرعته التي استحوذت على جل تفكيره واهتمامه وجهده. خلال الفترة الأخيرة صار الشاب عامر يعاني من الفشل واليأس ،والإحباط ،نتيجة عدم حصوله على تمويل مناسب من أي جهة ، ولعدم تثمين الجهات الوصية لفلاحة لمشروعه الفلاحي الذي ضحى بوقته وجهده وإمكاناته في سبيل إنجاحه،وبعثه من العدم ،كحقيقة على أرض الواقع ،مجسدة في وجود حوالي 1000 شجرة مثمرة رعاها طيلة 10 سنوات ،كما يرعى الوالد فلذة كبده . لقد عمل مع عائلته بإمكانات متواضعة وتحت ظروف طبيعية قاسية على تحويل 4هكتارات من تلك الأرض القفر القاحلة ، الجرداء إلى مزرعة غناء تسر الناظرين. الشاب عامر يناشد المصالح المختلفة التي لها علاقة بإنجاح المشاريع الاستثمارية الفلاحية بولاية تبسة ،على مساعدته في الحصول على دعم فلاحي لتحقيق حلمه الكبير الذي يراوده منذ الصغر والمتمثل في تسيير مزرعة منتجة لعدة أنواع من الفواكه والخضر والحبوب ، تكون محل اهتمام الجميع وقِبْلَةً للزوار والضيوف ،ولا شك أن هذه المزرعة الناشئة، تعتبر خطوة على طريق تحقيق الأمن الغذائي في الولاية وفي بلادنا . مثل هذه المشاريع تحتاج إلى تشجيع وتحفيز لدفع الشباب الذين يستغلون قطعا أرضية في مختلف ربوع الولاية إلى منافسة الشاب عامر الذي نجح في الاستصلاح وحصل على خبرة ميدانية معتبرة في زراعة الأشجار المثمرة والحبوب التي تعتبر من الزراعات الإستراتيجية. للإشارة فإن منطقة " الرَّقْ " مكان تواجد المزرعة المشار إليها، تعاني من انجراف التربة بفعل الرياح والتصحر، و تستدعي تدخل عاجل من المسؤولين لمنح سكانها جرعة من الأمل لمواصلة خدمة أراضيهم ، وذلك بحفر بئر ارتوازية للسقي الجماعي. و يعلق عامر و سكان الرق ، آمالا كبيرة على تجسيد هذا المشروع بالمنطقة ،منتظرين التفاتة من رئيس البلدية و مسؤولي الولاية لتشجيع كافة فلاحي المنطقة على الاستثمار في المجال الفلاحي. الأديبة فضيلة الفاروق تناشد سلطات ولاية تبسة بمساعدة الشاب عامر جبيري وجهت الأديبة الجزائرية المقيمة في لبنان فضيلة الفاروق رسالة عبر صفحتها على الفايسبوك إلى سلطات ولاية تبسة، تناشدهم فيها على مد يد العون والمساعدة للفلاح الشاب عامر جبيري من أجل مواصلة مشواره في خدمة الأرض ، التي أحبها وتفانى في خدمتها، رغم قلة الإمكانات. كتبت فضيلة : "من قال أن الشباب الجزائري كسول؟؟؟ هذا الشاب الجزائري من مدينة تبسة ، صاحب إرادة فولاذية ،لأنه حول أرضا جرداء إلى جنة خضراء، حيث زرع فيها 800 شجرة ، بين زيتون و لوز و مشمش ، و هذه الصورة هي نتيجة عمل 10 سنوات من التعب ليل نهار ... لكن تخيلوا معي أن هذه الجنة تسقى يوميا بصهاريج المياه ،و يتم تعبئتها من على بعد 12 كلم، هذه الصهاريج تكلفه 4 ملايين سنتيم شهريا ...! لأنه لا يملك بئرا في أرضه، و لم يجد المساعدة لا من مديرية الفلاحة، و لا من مديرية الري ، لذا أناشد المسؤولين في ولاية تبسة أن يهتموا بحالة عامر و يحلوا له مشكلته، لأنه شاب يستحق الشكر على إرادته و صبره. «