مطالب بفتح مطاعم مختصة في الأكلات التقليدية لإعادة إحيائها وحمايتها من الزوال تطالب رئيسة الديوان السياحي لبلدية الشريعة بولاية البليدة، وحيدة بن يوسف بإدراج الأكلات التقليدية والشعبية في المطاعم والفنادق، من أجل الحفاظ على هذا التراث التقليدي المهدد بالزوال، بعد أن تحولت بعض الأكلات الشعبية إلى مجرد حكايات متوارثة عبر الأجيال. حسب رئيسة الديوان الذي يصنف ضمن المجتمع المدني، وقد أسس منذ سنوات من طرف مجموعة من المواطنين بمدينتي البليدة، والشريعة، بهدف الحفاظ على التراث التقليدي للمنطقة ،و الترويج للسياحة المحلية، فإن العديد من الأطعمة التقليدية التي كانت تعرفها المنطقة غابت عن موائد العائلات الجزائرية عامة و البليدية خاصة. في هذا الإطار أشارت محدثتنا إلى طبق»الحمامة» الذي غاب عن موائد البليديين، رغم أنه كان ضمن الأطباق التقليدية منذ العهد العثماني، وتضيف بأن الذين يحسنون تحضير طبق الحمامة، يعدون على أصابع اليد الواحدة اليوم ، وأغلبهم من كبار السن،و شرحت بأن هذا الطبق يتكون من 99 عشبة طبيعية تجمع في فصل الربيع من الجبال منها الحلحال، شجرة لالة مريم،إكليل الجبل، النعناع ، الزعتر، ورق الزيتون ، و اللويزة «التيزانة» وغيرها ،ثم تجفف هذه الأعشاب، و يتم طحنها ،وخلطها مع السميد ، ثم طهيها بنفس طريقة طهي الكسكسي، مع إضافة زيت الزيتون، و القليل من السكر، لأن بعض الأعشاب ذات طعم مر. يوجد أيضا ضمن الأكلات التقليدية خبز البلوط، بركوكس بالحجل، خبز الشعير، حريرة الزعتر، تشيشة الزعتر،إلى جانب خبز تيمور ساطين ،وتضيف محدثنا بأن كل هذه الأطباق التقليدية يحضر معظمها بأعشاب طبيعية،و هي في نفس الوقت تعالج و تشفي من بعض الأمراض،و قد غابت اليوم وتحولت إلى مجرد قصص من التراث. أكدت محدثتنا بأن إحياء هذه الأكلات يكون بفتح محلات بمدينة البليدة، أو المناطق السياحية كحمام ملوان ، الشريعة ، الشفة و تكون متخصصة في الأكلات التقليدية ،حتى يتمكن السياح من التعرف عليها، وعلى طريقة تحضيرها، و تعود بذلك من جديد في أوساط العائلات الجزائرية التي أصبحت تميل بشكل أكبر نحو الأطباق العصرية ، خاصة مع انتشار القنوات التلفزيونية المتخصصة في الطبخ التي تغيب في مضامينها هذه الأطباق التقليدية التي تميز كل منطقة وترمز إلى تقاليدها.