الأندية الوطنية على طريق المنتخب جسدت الكرة الجزائرية عودتها القوية إلى الواجهة على الصعيد القاري بفضل تألق ممثليها في منافستي دوري أبطال إفريقيا و كأس الكاف، لأن شبيبة القبائل ضربت موعدا جديدا مع التألق و مرت دون عناء إلى الدور الثاني من دوري الأبطال على حساب بطل غامبيا نادي القوات المسلحة، وكذلك الشأن بالنسبة للوفاق السطايفي الذي أبطل سحر الشياطين السوداء فيما شباب بلوزداد تأهل إلى الدور ال- 16 من كأس الإتحاد الإفريقي و لو بصعوبة كبيرة أمام نادي الترسانة الليبي، لتكون بذلك النوادي الجزائرية قد نجحت في مواكبة الإنجازات التي حققها المنتخب الوطني بتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا عن جدارة و استحقاق، و كذا بلوغه المربع الذهبي لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت مؤخرا بأنغولا، و التمثيل الجزائري القوي في المنافستين القاريتين دليل واضح على أن الجزائر استعادت مكانتها الحقيقية في الخارطة الكروية الإفريقية، بعد تراجع كبير في السنوات الأخيرة، و آخر إنجاز حققته النوادي الجزائرية يعود إلى تسع سنوات خلت عندما انتزعت شبيبة القبائل آخر ألقابها في منافسة كأس " الكاف"، و منذ ذلك الحين أصبح التمثيل الجزائري منحصرا في رفع شعار " المهم المشاركة" و السعي للذهاب بعيدا في أية منافسة على غرار ما فعله وفاق سطيف الموسم المنصرم، عندما بلغ الدور النهائي لمنافسة كأس الإتحاد الإفريقي، لكنه ضيع فرصة اعتلاء منصة التتويج في باماكو بعد انهزامه بضربات الترجيح أمام الملعب المالي.... تألق شباب بلوزداد و شبيبة القبائل في الأدوار الأولى للمنافستين القاريتين يعكس الصورة الحقيقية للكرة الجزائرية و المكانة المرموقة التي تمكنت من بلوغها في ظرف قياسي بفضل الفتوحات التاريخية لكومندوس سعدان في تصفيات المونديال و تأهله المستحق إلى بلد " العم مانديلا" ، و كذا في نهائيات " كان أنغولا"، لأن هذه الإستفاقة الملحوظة للكرة الجزائرية جاءت بعد سبات عميق ، و كانت بدايتها على مستوى المنتخب " الكبير" قبل أن تحاول النوادي الجزائرية السير على نفس الوتيرة و بنفس الديناميكية، لتأكيد المرتبة الرابعة التي احتلها " الخضر " في دورة أنغولا، و كذا الصف ال- 31 الذي يحتلونه في لائحة الإتحاد الدولي " الفيفا" ، و عليه فإن الآمال معلقة على نوادي شبيبة القبائل، وفاق سطيف و شباب بلوزداد للذهاب بعيدا في المنافسة القارية و الظهور بوجه يعكس القيمة التي بلغتها الكرة الجزائرية، على جميع الأصعدة، لأن " الأفناك" سيكونون السفير الوحيد للكرة العربية في المونديال القادم، و قد شاءت القرعة أن تضع منافسين عربيين في طريق كل من " كناري جرجرة " و أبناء "العقيبة" في الدور المقبل، فيما يواجه الوفاق زبونا كاميرونيا ممثلا في اتحاد دوالا و الحوارات العربية مع الجزائريين لها نكهة مميزة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بديربيات مغاربية، لأن شباب بلوزداد سيلاقي الجيش الملكي المغربي في مباراة تسبق التنافس بين المنتخبين الجزائري و المغربي في إطار التصفيات المؤهلة إلى " كان 2012" بعد سقوط " الخضر" و " أسود الأطلس " جنبا إلى جنب في نفس المجوعة، في حين ستواجه شبيبة القبائل النادي الإفريقي التونسي، و تأكيد تزعم الجزائر للكرة العربية يمر عبر نجاح القبائل و بلوزداد مواصلة المغامرة القارية و السعي للذهاب بعيدا، لأن اسم الجزائر أصبح يخيف ممثلي كل بلدان القارة السمراء بعد الإنجاز الباهر الذي حققه المنتخب الوطني في تصفيات المونديال، وما بقي على أنديتنا سوى تأكيد هذه الإستفاقة و العودة القوية إلى الواجهة.