سيناريوهات جيدة تليق لأعمال ضخمة لا زالت حبيسة الأدراج تعرف مواقع الانترنت و على رأسها موقع 'يوتوب "المعروف بتسهيلاته لتنزيل و بث الفيديوهات محاولات كثيرة لهواة جزائريين مولعين بفن إنتاج أفلام الرسوم المتحركة بعد عدم تمكنهم من تجسيد أفكارهم على أرض الواقع لما يعانيه هذا المجال من تهميش... و يرى الناقد السينمائي أحمد بجاوي بأن الطاقات و السيناريوهات موجودة لكن تنقص الإرادة لدعم هؤلاء الشباب و تطوير الإبداع في مجال الإنتاج السمعي البصري. * كيف تقيمون واقع صناعة أفلام الرسوم المتحركة ببلادنا؟ - أعرف بأن هناك الكثير من الشباب الجزائريين يقومون بمساعي و جهود جمة لتطوير فيلم"الآنيماسيون". و أتذكر أنه عام 2000 عندما قدم البرنامج الأوروبي "إيروماد" للسمعي البصري مساعدة مالية للمنتج التونسي أحمد عطية من أجل إنتاج سلسلة من نوع الرسوم المتحركة حول قرطاج، كان للجزائريين الدور الكبير في إعداد الحلقة الأولى من العمل بسبب نقص خبرة التونسيين في هذا المجال. و منذ ذلك الوقت تقدم جيراننا لكن بقي شبابنا المبدع مهمشين و محرومين من المساعدات اللائقة. * هناك محاولات أثمرت و تم بثها على الشاشة الوطنية. - بالفعل، لقد تم تجسيد و بث العديد من السلسلات الكرتونية التلفزيونية و كان مستواها مقبولا، لكن يبقى ذلك لا يعني شيئا مقارنة مع الأعمال التي لا زالت حبيسة الأدراج بما فيها سيناريوهات جيدة، تليق لأعمال ضخمة أذكر منها على سبيل المثال "رايس حميدو" التي لم ترى النور بسبب انعدام التمويل. و الأمر هنا لا يمكن عزله عما يعانيه واقع الإنتاج السمعي البصري في بلادنا سواء سينمائيا أو تلفزيونيا. * ما رأيك في التجربة الخليجية؟ - لقد عرف فيلم الرسوم المتحركة نقلة نوعية بالعديد من الدول العربية خاصة بالشرق الأوسط و على وجه الخصوص سوريا التي أصبحت واحد من أكثر الدول المنتجة في العالم . و نفس الشيء بالنسبة لدول الخليج التي اقتحمت هذا العالم بكل نجاح و وجدت لها مكانا بالسوق العالمي عكسنا نحن الجزائريين الذين فضلنا أو رضينا بالبقاء كمجرّد مستهلكين، رغم تمتع شبابنا بطاقة إبداعية مذهلة، لدينا للأسف أفضل كتاب سيناريو لكن لا توجد سينما، كما لدينا تقنيين مؤهلين مطلوبين بكثرة بالخارج في مختلف المجالات التقنية (الإعلام الآلي، الرسم على الحاسوب....) و لا بد من إرادة سياسية واضحة لدعم هذه الطاقات و تحفيز الشباب المبدع من أجل دفع المبدعين في مجال السمعي البصري الذي يبقى للأسف يعاني رغم المساعي التي تبقى جهود فردية غير مثمرة.