اضطررنا لتحويل "العصفور المنسي"من عمل تلفزيوني إلى سينمائي حاورته/ مريم بحشاشي كشف المخرج عبد القادر مرباح للنصر كيف اضطر لتحويل فيلمه الأخير "العصفور المنسي" من عمل تلفزيوني مثلما كان متفقا عليه في البداية إلى عمل سينمائي بميزانية ضئيلة حالت دون تجسيد المشروع بالشكل الذي تطلع إليه لإبراز الثرات الغنائي الصحراوي المعروف ب"الياي ياي". المخرج عبد القادر مرباح المتواجد هذه الأيام بالجزائر من أجل عملية تركيب عمله المعري لواقع الإنتاج الفني الغنائي ببلادنا تحدث بإسهاب عن "العصفور المنسي" التي قال أنها قصة تشبه ضمنيا أو تتقاطع أحداثها بشكل مواز مع رائعة "حيزية " على حد وصفه ...كما كشف عن بعض مشاريعه في هذا الحوار: الكثيرون يترقبون نزول عملكم الجديد "العصفور المنسي"، فأين وصل المشروع؟ نحن في عملية التركيب و التي ستنتهي قبل نهاية الشهر الجاري. إنتاج فيلم سينمائي رغم واقع قاعات العرض ببلادنا ألا تعتبر ذلك رهانا غير مضمون؟ في الواقع كان المشروع في البداية عملا تلفزيونيا مقسما إلى أربعة أجزاء ، و قد نالت القصة إعجاب و استحسان التلفزيون.. لكن الظروف دفعتنا إلى تحويله إلى عمل سينمائي بعد تماطله في الرد علينا ..وتلقينا في نفس الوقت مساعدة وزارة الثقافة التي نعتبرها غير كافية لتجسيد المشروع كما كنا نطمح إليه، لكننا لا زلنا نفكر في إمكانية إنتاج نسخة للتلفزيون ، لأن هدفي منذ الوهلة الأولى كان عرضه على جمهور الشاشة الصغيرة. حدثنا عن القصة التي قلت أنها تكريم لعميد الأغنية الصحراوية "خليفي احمد" و هل هي مستوحاة من سيرته الذاتية؟ لا ''العصفور المنسي''، قصة تراجيدية عاطفية تتقاطع أحداثها مع قصة ''حيزية''،تعالج واقع الإنتاج الفني في الجزائر، و تعريه من خلال مغامرة شاب هاو يتمتع بصوت ساحر في طابع "الياي ياي "يقع بين مخالب صاحب دار للانتاج الذي يتلاعب بمستقبله ..يستغل صوته الجميل في الغناء الساقط و الأغاني التجارية التافهة، بعد أن وعده بالجنة بالعاصمة .فترك لأجل ذلك خطيبته عائشة وراءه بالصحراء ، و التي تصدم برؤيته في كليب مثير ترقص حوله الفتيات ، مما يثير غيرتها و تقرر السفر إليه إلى العاصمة ضاربة عرض الحائط عادات و تقاليد العائلة ، لاسيما شقيقها المتزمت الرافض منذ البداية لارتباطها بفنان ، حيث تكون نهايتها مأساوية على يديه. و فكرة الفيلم و رسالتها الأساسية هي إعادة بعث طابع الياي الياي الذي اختفى عن الساحة الفنية و لم يعد يلقى له مكانا بين برامج الإذاعة و التلفزيون ، رغم أهمية هذا الثرات و الذي أردناه أسلوبا لتكريم رواد هذا الفن الأصيل و على رأسهم الفنان الفذ "خليفي احمد" و الفيلم من إنتاج شركة ''أمين للإنتاج''، و سيناريو مشترك مع عيسى شريّط، و قد تمّ تصوير أكثر مشاهده بالعاصمة بسبب الحرارة الخانقة ببوسعادة . هل اعتمدتم على أغاني خليفي احمد؟ نعم اعتمدنا على ثلاث أو أربعة أغاني للفنان القدير و اخترنا خريج مدرسة ألحان و شباب سفيان زيغم الذي منح صوته لبطل الفيلم محمد بن داود بالإضافة إلى تلحين أغنية عصرية خاصة لضرورة اقتضتها القصة. كيف جاءت فكرة الفيلم؟ الفكرة راودتني بعد التقائي بشاب يغني الطابع البدوي الأصيل ، و الذي أثار إعجابي و إعجاب كل من كان معي .. و أثار اهتمامنا باللون الصحراوي الذي أصبح يعاني بعد تهميش و رحيل الأصوات الرائدة ، و عدم اهتمام الشباب بأخذ المشعل من بعدهم. كما تأثرت بقصة هذا الشاب الذي سافر إلى قطر لصقل موهبته و نيل فرصته في عالم الفن ، غير أنه وقع ضحية تلاعبات البعض الذين حولوه من طابعه الجميل إلى الطابع الشرقي... عندها جاءتني فكرة تسليط الضوء على ظاهرة استغلال الطاقات المبدعة، و محاولة إعادة بعث الثرات الأصيل. حدثنا عن الممثلين؟ على غرار باقي أعمالي أحب منح فرصة للوجوه الجديدة ، حيث ستظهر الممثلة المسرحية أمال بن عمارة(عائشة)لأول مرة على الشاشة ، إلى جانب الممثلين المعروفين نادية طالبي التي تؤدي دور والدتها و عبد النور شلوش و خيرة بختي و مدني مسلم و بطل القصة محمد بن داود. ماذا عن مشاريعك الجديدة؟ لدي الكثير من المشاريع التي لا زالت تبحث عن ممولين و أغلبها أفلام كوميدية أذكر عملا واحدا فقط منها "الزواج العرفي"... ألم يثر تشابه اسمك مع رئيس حزب التجمع الوطني أي مشاكل أو مواقف محرجة؟ لا،، لكل منا مجاله الخاص.. و قد التقينا صدفة في إحدى المناسبات بعد أن أصر البعض على جمعنا . كلمة ختام: أتمنى أن تنجح قصة "العصفور المنسي" في رد الاعتبار لتراث الياي الياي و يلقى العمل الحظ الكافي من النجاح .