فارغاس يوسا كان مستعدا لإعادة النظر في أعماله من أجل فرانكو كشف تقرير أن الروائي البيروفي ماريو فراغاس يوسا الذي نال جائزة نوبل للآداب هذا العالم، أبدى استعداده لإعادة تحرير اعماله من أجل ارضاء الرقابة الإسبانية في زمن فرانكو ليضمن نشرها في اسبانيا. نظر الرقيب في عهد الدكتاتور الاسباني باستياء إلى لغة يوسا في رواياته الأولى وانحطاطها الأخلاقي برأيه وكان يوسا الشاب مستعدا للتنازل وإجراء التعديلات اللازمة كي يرى أعماله منشورة في اسبانيا. كتب الرقيب عن رواية يوسا الشهيرة "المدينة والكلاب" التي نشرها عام 1963 أنها رواية "مقرفة عموما" تكثر من استخدام الكلمات البذيئة مثل "الخراء" و"الخصيتين". وكتب رقيب آخر عن رواية يوسا "حديث في الكاتدرائية" الصادرة عام 1969 "ان هذا الكتاب ينبغي ألا يُنشر في أي حال من الأحوال. فهو كتاب ماركسي ومعاد للدين وللجيش وداعر". هذه التفاصيل عن لهفة يوسا على نشر أعماله في اسبانيا التي يحمل جنسيتها الآن الى جانب جنسيته البيروفية كشفتها صحيفة البايس الاسبانية التي اطلعت على ارشيفات جهاز الرقابة الفرانكوي. وقال يوسا في حديث للصحيفة ان الرقابة كانت ممارسة شاذة وبالية وقتذاك حتى ان الرقيب نفسه لم يكن يؤمن برقابته. ولكن الصحيفة تشير الى ان يوسا وافق على استبدال مقاطع كاملة كانت بنظر الرقيب جارحة تستفز مشاعر القراء بمعايير نظام الحكم الكاثوليكي الفرانكوي أو انها قد تثير غضب المسؤولين. و يعترف يوسا بأنه في رواية "المدينة والكلاب" وافق على تغيير ثمانية مقاطع بعد دعوة على الغداء وجهها إليه رئيس جهاز الرقابة كارلوس روبليس بكوير الذي كان يريد نشر الرواية لكنه يخشى أن يعترض عليها الجيش. وقال بكوير عن الرواية التي رفعت يوسا الى مصاف نجوم الأدب الاميريكي اللاتيني انه ابدى ملاحظات عن الشكل "تفهمها يوسا تماما. إذ كنتُ قلقا من النظر الى الرواية وكأنها ضد الجيش". وكتب يوسا الى كبير الرقباء بكوير في عام 1963 يقول انه اجرى التعديلات المطلوبة "لأنها لم تغير الكتاب من حيث المضمون أو الأساسيات أو الشكل". وعمد يوسا الى تخفيف بعض المقاطع "بإدخال جو من الابهام من خلال الكلمات الملطَّفة والعبارات الملتوية" رغم انه، كما يقول، فعل ذلك "على مضض وبلا قناعة". ولكن استاذ الأدب وقتذاك خوسيه ماريا فيلفردي كتب الى رئيس جهاز الرقابة روبليس بكوير يطالب بنشر رواية "المدينة والكلاب" قائلا "انها أفضل رواية كُتبت بالاسبانية منذ زمن طويل". قال يوسا لصحيفة البايس ان الناشر الاسباني اعاد المقاطع التي غيَّرها الى اصلها في الطبعة الثانية.