سكان قرية بن سليم يعيشون حياة بدائية على بعد كيلومترين من المدينة تتخبّط قرية عين بن سليم بإقليم دائرة عين فكرون بولاية أم البواقي في عديد المشاكل وتعاني من غياب أدنى ضروريات وشروط الحياة الكريمة، الأمر الذي أرّق قرابة ال60 عائلة تقطن كلها في 25 سكنا هشّا تكاد تنهار على رؤوسهم وهي السكنات التي تصارع إلى جانب قاطنيها قساوة الطبيعة ومعها غياب البرامج التنموية على اختلافها على غرار انعدام الماء الشروب وشبكة الغاز الطبيعي والمواصلات إضافة إلى الإنارة العمومية وغيرها، فالزائر للمنطقة يقف على جملة النقائص والانشغالات التي تظهر بالعين المجردة والتي رُفعت وتُرفع في كل مرة للسلطات المحلية والولائية التي تجاهلت بحسب عديد السكان الذين التقينا بهم مطالبهم المرفوعة والتي تبقى حبيسة أدراج ورفوف المكاتب، فالبرغم من أن القرية لا تبعد عن مقر المدينة سوى 2 كلم، إلا أن ذلك لم يشفع لها ولسكانها أمام المسؤولين المتعاقبين على المجلس الشعبي البلدي والدائرة الأمر الذي جعل قاطنيها يطالبون بزيارة ميدانية للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية، ويتطلعون لواقع حياتي أفضل برصد مبالغ مالية للقضاء على ألوان معاناتهم وتغييرها إلى الأفضل في إطار الخماسي التنموي الجاري. سكنات متصدعة آيلة للسقوط في أية لحظة على رؤوس قاطنيها في زيارة ميدانية قادتنا للقرية وفي لقاء بسكانها وقفنا على أن المنطقة مجهولة المعالم، فلا وجود لإشارات عند مدخلها ولا هي تحتوي على لافتات تدل على أنه وبمحاذاة الطريق الوطني رقم 10 غير بعيد على المدخل الشرقي لمدينة عين فكرون، يتخبط أناس في مشاكل كثيرة فال25 سكنا التي تحتضن قاطني القرية تكاد في أية لحظة من اللحظات تهوي على رؤوس قاطنيها بالنظر لحجم التصدعات والتشققات التي طالت جدرانها سواء من الداخل أو الخارج والتي باتت منفذا لعوامل الطبيعة من أمطار ورياح وثلوج وغيرها وتؤدي في كل مرة إلى إتلاف كميات معتبرة من الممتلكات واللوازم من أثاث منزلي وتجهيزات الكترونية وكهرومنزلية وغيرها، ودفع بالسكان مكرهين إلى الاستنجاد بحلول ترقيعية لسد الثغرات والمنافذ في الجدران في حال يضطرهم إلى قضاء ليالي بيضاء نائمين بأعين مفتوحة خوفا من سقوط جدران أو انهيار أسقف، وهي السكنات التي وبالرغم من التصدعات التي طالتها إلا أنها تضم بين جدرانها وتحت سقفها وفي السكن الواحد أزيد من عائلة بسبب ما أرجعه عديد السكان إلى حرمانهم من الاستفادة من حصص سكنية في إطار السكنات المبرمجة لعالم الريف ما جعل أبناءهم يبنون أسرهم بين أحضانهم ما ضاعف من حجم المعاناة وأدى بعديد الأولياء مكرهين إلى مغادرة القرية واستئجار سكنات في المدينة تاركين منازلهم لأبنائهم، السكان تحدثوا عن منح السلطات المحلية حصتين أو ثلاثة للسكنات الريفية فقط ثم توقفت العملية بعدها لأسباب مجهولة وعلى حدّ قولهم فالثلاثة الذين استفادوا من الحصص الريفية عانوا الويلات في غياب أبسط الضروريات داخل سكناتهم المشيدة حديثا وفي مقدمتها شبكة الإنارة ولجأوا للوسائل التقليدية من شموع وقناديل زيتية وغيرها، وحسبهم فالجهات المعنية طالبت كل مستفيد من الحصص السكنية الريفية دفع مستحقات مالية نظير إقامة عمود كهربائي لكل واحد منهم وهو الثمن الذي لا يقدرون على تسديده نظرا لمحدودية دخلهم. مسلك مُهترئ عزل القرية وزادها انعدام شبكات الهاتف عُزلة المسلك المؤدي للقرية وبالرغم من أن امتداده لا يتعدى مسافة 2 كلم وبمجرد تهاطل قطرات من الأمطار يتحول إلى برك وأوحال مترامية الأطراف ما يعيق تنقل المركبات على اختلافها ويدخل القرية في عزلة تامة عن محيطها الخارجي ويؤدي كذلك إلى إحجام سيارات "الكلوندستان" في غياب المواصلات عن التنقل لسكناتهم خوفا من الأضرار التي قد تلحق بمركباتهم وفي حال تنقلوا للدوار فثمن "الكورسة" بحسب قاطنيه يتضاعف مرتين ويثقل كاهلهم في كل مرة، وهي المعاناة التي تزداد حدتها إذا تعلق الأمر بتشييع جنازة قاطن بالدوار أو نقل إحدى السيدات للمؤسسة الاستشفائية بالمدينة لوضع حملها ما يضطر المعنيين إلى الاستعانة بالجرارات، وروى قاطنو الدوار في هذا الجانب أن سيدتين وبعد استحالة نقلهما على متن مركبات لوضع حملهن بالمستشفى في غياب مصحة أو قاعة علاج ونظرا لاستحالة الرؤية وصعوبة المسلك وضعن مواليدهن في عربات الجرارات وهو المشهد الذي يتذكره الآباء وباتوا يروونه لأبنائهم عند كل حديث يتم فيه التطرق إلى الأوضاع المعيشية الصعبة، السكان أشاروا إلى أن أشغال تهيئة الطريق انطلقت قبل نحو سنتين وحسبهم فهي لم تكن بحجم التطلعات فاستعمال الأتربة والرمال لم يكف للقضاء على الحفر المتناثرة على طول المسلك الذي عاد إلى الحال التي كان عليها بعد أشهر معدودات مطالبين بتعبيده فالمسافة تسمح بذلك، العزلة التي سبّبها اهتراء المسلك الوحيد لم تكن الوحيدة بل زادها انعدام الهوائيات التابعة لشبكات الهاتف على اختلاف المتعاملين في مجال الاتصالات عزلة وجعل المنطقة وسكانها آليا في غنى عن أخبار العالم الخارجي فالاطمئنان على الأصحاب والأهل والأقارب يكون قبل 2 كلم من القرية أما بعد تلك المسافة فالسكان يتابعون ما يجري حولهم من خلال البرامج الإخبارية والوثائقية وغيرها التي تبثها الإذاعة المحلية وطالبوا السلطات المحلية في أكثر من مناسبة التدخل بتركيب هوائي من هوائيات المتعاملين في مجال الاتصالات والتخفيف من العزلة التي فرضتها الظروف على المنطقة. لا ماء ولا غاز وظلام دامس ويعاني سكان القرية من العزلة المفروضة في مجال الاتصالات وكذا المياه و الغاز الطبيعي، فسكان المنطقة يعتمدون في مصارعتهم قساوة المعيشة من أجل البقاء على مياه الصهاريج غير المراقبة من الجهات المختصة، ويستقدمون في كل مرة صهاريج بمياه مجهولة المصدر وبمبالغ مالية متفاوتة من 1600 وحتى 1900 دينار للصهريج الواحد، وإن كانت القرية تضم بين محيطها حنفيتان تم تشييدهما في الفترة الأخيرة إلا أنهما بحسب السكان جفتا لشحّ المياه الجوفية في المنطقة هذا إضافة إلى الغلق الذي طال أحد الآبار الارتوازية بسبب غياب عمليات جادة لترميمه وبات يهدد المنطقة بكارثة صحية بفعل القوارض وشتى الحيوانات التي طفت في المياه الراكدة داخله، المنطقة تعاني كذلك في غياب ربطها بشبكة الغاز الطبيعي غير البعيدة من المنطقة وبات السكان يتخذون من الاحتطاب أفضل وسيلة يستأنسون بها ويستقدمون في أحيان أخرى قارورات غاز البوتان بأثمان مرتفعة، السكان باتوا يحلمون إلى جانب ربطهم بالغاز للتخفيف من معاناتهم بالإنارة العمومية وحسب من التقينا بهم فالقرية في الفترة المسائية تصبح مهجورة وخالية من سكانها الذين يعودون إلى منازلهم بسبب الظلام الدامس الذي يسود القرية. تلاميذ انقطعوا عن الدراسة بسبب تذبذب عمل الحافلة تلاميذ الطور الابتدائي المتمدرسين بابتدائية أول نوفمبر بدوار سيدي أونيس باتوا هم الآخرين يعانون الأمرين، فتعدادهم الإجمالي تقلص من أصل 35 تلميذا إلى 13 تلميذا وانقطع البقية عن العودة لمقاعد وحجرات الدراسة وعن أسباب ذلك اتضح بأن أبناء القرية يتنقلون في كثيرين من الأحيان لمزاولة دراستهم مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا لأزيد من 3 كلم يوميا، وهو ما تسبب لكثير منهم بأمراض متفرقة إضافة إلى أن وصولهم للمدرسة يقتضي قطع الطريق الوطني رقم 10 وهو الذي لا يحتوي على ممر سفلي ويهدد صحتهم في كل مرة، وعن عمل الحافلة المخصصة لنقل تلاميذ القرية أشار أولياء التلاميذ بأنها تنقطع عن العمل الذي يعتبر متذبذبا في الأصل ما أثر على مشوار أبنائهم الدراسي وجعل أكثرهم خاصة منهم التلميذات ينقطعون عن الذهاب لحجرات مدرستهم خوفا من تبعات وأعراض قد تلحق بهم، الأمر الذي جعل السكان ينشدون من السلطات التدخل ببرمجة مشروع لإنجاز مجمع مدرسي وتنظيم عمل الحافلة في الوقت الراهن ضمانا لإتمام العدد المتبقي من التلاميذ دراستهم في ظروف جيدة. "المير" يؤكد الانتهاء من إعداد دراسات تقنية لعدة مشاريع رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد جمال صيد وفي حديثه ل"النصر" ردّا على الانشغالات المرفوعة من طرف سكان القرية أوضح بأن السلطات المحلية على علم بكافة النقائص التي تعرفها المنطقة، وحسبه فالبلدية أعدت بطاقة تقنية اقترحت فيها تجسيد عدة مشاريع واقتراحها إما ضمن مخططات التنمية المحلية أو ضمن المشاريع القطاعية، "المير" بين بأن المسلك مسجل ضمن الأولويات والحالي منجز وهو بحاجة إلى ترميم ومن ثمة إعادة اعتبار كغيره من المسالك المتواجدة في مشاتي قابل مشكريد وبورصاص، وفيما تعلق بالمياه الشروب فالقرية استفادت مؤخرا من حنفيتين بغلاف مالي قارب ال450 ليون سنتيم واحدة متواجدة فوق الطريق على الجهة الشمالية والأخرى بالجهة الجنوبية، ونسبة المياه تبقى حسب ذات المتحدث قليلة ومرتبطة في الأصل بالمنبع والحنفيات الحالية تحتاج إلى إقامة جدار يمنع تسرّب الماء الذي يمر عبر القنوات المنجزة والإشكال المرفوع من طرف السكان مطروح على مستوى القسم الفرعي للري والحل النهائي لإشكالية الماء الشروب يأتي مع انتهاء الأشغال بسد أوركيس، رئيس البلدية أوضح فيما يخص التشققات بأن السكنات أنجزت فوق أراض فلاحية بشكل قرية لمجموعة من الفلاحين والعائلات زاد عدد أفرادها في مقابل امتناع المصالح الفلاحية على الترخيص لهم بإجراء توسيعات، وهو ما عطل توسعة السكنات والبلدية بحسب رئيسها اقترحت هدم السكنات وإعادة بنائها كلية، أما عن الإنارة الريفية فتبين بأنها مطروحة عبر جميع المشاتي، والمعنيون لحظة تقدمهم بطلبات لربط السكنات الريفية بالكهرباء تتوصل الجهات المختصة إلى أن المسافة بين السكن والأعمدة الكهربائية غير محترمة، الأمر الذي يتطلب أعمدة أخرى، والبلدية تأخذ على عاتقها في مرات ربط السكان بأعمدة الإنارة على غرار ما حصل مع سكنات بمشتة جلاب التي رصد لربطها مبلغ 30 مليون سنتيم وعن الإنارة العمومية أوضح "المير" بأن الريف معروف بطبيعته، وعلى العكس فأحياء بالمدينة تعيش الظلمة وعن انعدام قاعة علاج بالقرية فاتضح بأن تجربة قاعات العلاج في المناطق النائية لم تأت أكلها وأضحت تقدم خدمات ناقصة مثل قاعة مشتة جلاّب. مشكل العقار العائق الأكبر المسؤول الأول على تسيير شؤون البلدية بين بأن هاته الأخيرة سعت وبرمجت عديد الاقتراحات لتجسيدها ميدانيا على غرار مقترحات لإنجاز مجمع مدرسي من 3 أقسام مستقبلا ومعه مسجد ومرافق الترفيه كما أن ثلاثة إلى أربع مواطنين طلبوا بمنحهم رخص بناء إلى أن المشاريع المقترحة ومعها رخص البناء يصطدم توطينها بمشكل الأرضية الذي يعد العائق الأكبر حاليا، وحسب رئيس البلدية كذلك فمشكل الأرضية بالقرية مطروح على مستوى المديرية الولائية للمصالح الفلاحية، وعلى حدّ قوله من ضمن الأرضية دون معارضة الجهات المعنية وتقدم بطلب للاستفادة من البناء الريفي يلبى طلبه في الحين، وفيما تعلق بالنقل المدرسي فأشار محدثنا بأن البلدية ضاعفت من عدد سائقي الحافلات حفاظا على برنامج عملها من جهة وعلى سير البرنامج اليومي للتلاميذ من جهة ثانية أما عن إمكانية ربط القرية بالغاز الطبيعي فاتضح كذلك بأن الأولوية تبقى في الوقت الراهن للتجمعات السكانية ذات الكثافة السكانية الكبيرة.