الراحل بومدين و أنغام الحراشي ثبتا أقدامي على السجاد الأحمر ب "كان" بدت جد متأثرة وهي تسترجع ذكريات سيرها على البساط الأحمر بمهرجان "كان" لتمثل بلدها في عمل سينمائي يفضح الوجه الحقيقي للإستعمار الفرنسي ، وتخطف الأضواء بزيها التقليدي . في هذا الحوار القصير تحدثت الفنانة شافية بوذراع للنصر عن هذه المحطة المهمة في مسيرتها الفنية ، وهي تصف نفسها بأنها " بنت قسنطينة مثل النحاس كلما دققت عليه يبرز نقشه". *نريد أن نستعيد معك إحساسك باللحظات التي سرت فيها فوق السجاد الأحمر بمهرجان"كان"؟ - كنت مثل الممثل الذي كان مختفيا وراء الكواليس ثم يخرج فوق الخشبة و يقابل الجمهور الذي لا يعرفه ، فينتابه القلق والإضطراب في حالة نفسية فريدة من نوعها ، امتزجت براحة داخلية كون حلمي و حلم المخرج تحققا ووقفنا على البساط الأحمر في كان . * هل استمر هذا الإحساس طويلا ؟ - أحسست برجفة في الركبتين لاحظها المخرج ، فهمس لي في أذني اليمنى قائلا"هناك مفاجأة" لأسمع بعدها موسيقى أغنية دحمان الحراشي " يا الرايح " رقصت على هذه النغمة و تذكرت مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين " الجزائري يعود يعود لبلده إما ماشيا على الأقدام أو في صندوق " .أصبحت قوية بل أقوى من كل لحظة و رأيت شعبا مغاربيا ضحى بالنفس و النفيس من أجل إخراج المستعمر.إنها الأم الجزائرية و ولدها من تونس و آخرين من المغرب في كوكتيل صنع ملحمة الإستقلال.الشعب الجزائري خاصة يواجه الصعوبات و لا يتأثر بها يعرف دائما كيف يقف على رجليه .إنه شعب مخلص لوطنه و لدم الشهداء الذي لم يذهب هباءا .كل هذه الأحاسيس الجميلة هزت مشاعري في "كان". *في حفل افتتاح مهرجان وهران قلت كلمة مؤثرة تحمل الأجيال القادمة مسؤولية كتابة تاريخ الثورة بكل الطرق الفنية.فكيف تتصورين ذلك؟ - الحرب العالمية الثانية و منذ الأربعينيات مازال يكتب عنها لحد الآن، ويتواصل إنتاج الأفلام الخاصة بهذه الفترة التاريخية.وما كتب عن حرب التحرير الوطنية يعد قليل جدا، و مهما كتبنا لن نوفيها حقها و حق الشعب الذي جاهد بكل ما يملك حتى و لو بتوفير قطعة خبز أو حراسة الثوار وأي شيء بسيط. يجب أن نحكي قصص الثورة للأجيال القادمة ونقدم لهم مادة خصبة يكتبون و ينتجون أفلاما عنها. وبالمقابل على الأجيال الحالية أو القادمة أن تقرأ تاريخ الثورة بكل بطولاتها من الدشرة في رأس الجبل إلى المسبلين في المدن ،ويفخرون بأجدادهم . * فهل من أعمال ثورية أخرى لك؟ - ما دمت على قيد الحياة ، فكلما يعرض علي عمل حول الثورة لن أتردد أبدا في قبوله، فبعد "الخارجون عن القانون" أنهيت العمل في فيلم مع الفنان عثمان عريوات و المخرج رشيد بن الحاج بعنوان " المعتدون " هو الآن في المونتاج في روما .كما أمضيت عقدا للعمل في مسلسل تلفزيوني جزائري لم ينطلق التصوير به بعد . * هل من كلمة أخيرة ؟ - الحمد لله أنني حافظت على الفن الذي أحترمه و يجري في عروقي.و أحترم كل من تعاملت معهم من مخرجين و ممثلين و تقنيين و صحفيين و أتمنى مثلما أحببتهم أن ألقى لديهم نفس الشعور يحبونني.