الممثلة شافية بوذراع أو كما يطلق عليها الجزائريون ''لالة عيني'' بعد الشهرة التي اكتسبتها من خلال أدائها المتميّز في مسلسل ''الحريق''، شخصية عفوية ومحبوبة، كرّمها مؤخّرا مهرجان الفيلم العربي بوهران، التقتها ''المساء'' بفندق ''الشيراطون'' وكان لها معها هذا الحوار... المساء: مرحبا بك سيدتي بمدينة وهران... شافية بوذراع: شكرا، أنا سعيدة بهذه الاستضافة. كنت من بين المكرّمين في الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي؟ كرّمت ليلة افتتاح المهرجان، وهذا ليس اعترافا فقط بما قدّمه الفنان خلال مشواره مهما كان غنيا، إنّما بالنسبة لي هو ميلاد جديد للفنان ليكتشف حب الآخرين له. كيف ترين مهرجان الفيلم العربي في دورته الحالية؟ المهرجان لا يزال في بدايته وهو خطوة إيجابية تستحق الرعاية من القائمين على الثقافة في بلادنا، ليصل إلى مصاف المهرجانات التي تقام ببلدان العالم، كما أنّه فرصة ثمينة للتعرّف على مخرجين جزائريين شباب، خاصة في فئة الأفلام القصيرة، ومن هذا المنبر أبدي استعدادي للمشاركة في أيّ عمل لهم إن كان يوجد دور يناسب عجوزا مثلي ويشرّفني ذلك. ما رأيك في الأفلام الطويلة والقصيرة التي دخلت المسابقة؟ في الحقيقة، لم أشاهدها كلّها بعد لكنني أعرف البعض منها كالأفلام الجزائرية مثل ''الساحة''، ''تاكسي فون'' و''شارع النخيل الجريح''، وهي أفلام تستحق المشاهدة وتعالج مشاكل اجتماعية نابعة من عمق ما يعيشه المجتمع الجزائري الحالي، لكن الحكم في رأيي يبقى دائما للجنة تحكيم المهرجان. أنت بطلة فيلم ''خارجون عن القانون'' الذي أحدث ضجة كبيرة في فرنسا وحضرت مهرجان كان ومشيت على البساط الأحمر وأنت ترتدين الزي التقليدي الجزائري... فيلم ''خارجون عن القانون'' هو مفخرة للجزائر وإنصاف لتاريخها المجيد، وهو يعري بكلّ احترافية ما فعله الاستعمار الفرنسي بالشعب الجزائري، ومهما أنجزنا من أفلام تؤرّخ للثورة الجزائري تبقى قليلة مقارنة بالغنى الذي تحمله ثورتنا المجيدة والتي تعتبر مفخرة لكلّ جزائري. ما هي الأدوار التي تجد فيها الممثلة شافية بوذراع نفسها؟ كلّ الأدوار أجد نفسي فيها، لكن أتمنى أن ألعب دور الأم التي تغار من زوجة ابنها، ظنا منها أنّها سرقت ابنها الذي تعبت في تربيته لتجده زوجته جاهزا. لماذا هذا الدور بالذات، هل له علاقة بحياة شافية بوذراع الشخصية؟ لا أبدا، أنا علاقتي جيّدة مع زوجات أبنائي، أريد فقط أن أعالج هذا الموضوع الاجتماعي المعقد بين الحماة والكنة. إذا عدنا سيدتي إلى واقع السينما الجزائرية، كيف تراها السيدة شافية بوذراع؟ السينما الجزائرية أعطت الكثير خلال السنوات السابقة وتراجعت بعد الحقبة السوداء التي مرت بها بلادنا، لكن الآن الحمد لله، الجزائر في سقطتها تبقى واقفة شامخة، والدليل على ذلك أنّنا نعيش هذه الأيام عرس مهرجان الفيلم العربي بوهران وهذا مفخرة لنا. ما رأيك في موجة المسلسلات الأجنبية على غرار المسلسلات التركية التي باتت موضة التلفزيونات؟ لست ضدّ عرض الأفلام العربية أو الأجنبية بصفة عامة، لأنّها ظاهرة صحية مكّنتنا من التعرّف على اللهجات العديدة، لكن دورنا نحن الممثّلين أن نسعى لإيصال لهجتنا الجزائرية النظيفة إلى البلدان العربية. وماذا بالنسبة للدراما الخليجية التي أولاها لها المهرجان اهتماما خاصا؟ الدراما الخليجية تجربة جميلة جدا قطعت أشواطا تحسب لها، والكم الكبير من الإنتاج الخليجي يساعد على انتشار تلك الأعمال لتنتقل بعدها إلى النوعية التي ستعرفها الدراما الخليجية مستقبلا. هل تقبلين المشاركة في أعمال عربية إذا وجّهت لك الدعوة؟ نعم، ليس لي أي مانع بشرط أن أؤدي الدور باللهجة الجزائرية النظيفة. ماذا تقول السيدة شافية بوذراع في آخر هذا الحوار؟ أشكر الباهية وهران التي استضافتنا في عرسها الذي أتمنى له النجاح والاستمرارية، وأشكر الجمهور الوهراني الذي رأيت حبه للالة عيني من خلال تهافته على مصافحتي والسلام علي منذ تواجدي وسطه.