العدد الحقيقي لمستهلكي المخدرات في الجزائر هو مليون شخص أو أكثر شكك رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" البروفيسور مصطفى خياطي أمس، في الأرقام التي قدمها الديوان الوطني للإحصائيات مؤخرا حول المخدرات والإدمان، والتي أشارت إلى وجود ما بين 250 و 300 ألف جزائري يستهلكون المخدرات، وقال خياطي أن العدد الحقيقي يتعدى بكثير هذا الرقم وأنه يبلغ ضعفين أو ثلاثة أضعاف . وطالب المتحدث بضرورة "التحرك" واتخاذ إجراءات وتدابير عملية كفيلة بمحاربة الظاهرة بدل الاكتفاء بتقديم الأرقام، مضيفا أنه يجب التفريق بين أولئك الذين يستهلكون المخدرات بشكل عرضي وبين الذين يستهلكونها بصفة دائمة، ومشيرا إلى أن الظاهرة تشهد ديناميكية وتنتشر يوما بعد يوم، وأن العدد الحقيقي لمستهلكي المخدرات في الجزائر يبلغ مليون شاب أو يتعداه، مع تأكيده أن هذا الرقم يبقى تقريبيا، مبرزا أن هذه الظاهرة قد دخلت إلى المؤسسات التربوية ووصلت إلى المتوسطات حيث أصبحت في متناول الأطفال البالغين 12 سنة من العمر خاصة أولئك الذين يعيشون في الشوارع، وعلى العموم- يضيف خياطي- فإن الأطفال يبدؤون استهلاك المخدرات في سن 15 من العمر، كما أن الفئة الأكثر استهلاكا لهذه السموم في الجزائر اليوم حسب ذات المتحدث هي فئة الشباب البالغين بين 15 و 30 سنة، بالإضافة إلى النساء اللواتي أصبحن يدمن حسبه على المخدرات أكثر فأكثر، وأعطى مثالا على ذلك ببعض أحياء العاصمة التي بلغت بها نسبة النساء اللواتي يتعاطين المخدرات 17 بالمائة . ودعا رئيس هيئة ترقية الصحة وتطوير البحث إلى العمل الميداني أكثر من أجل وقف زحف المخدرات في الجزائر، عن طريق التحسيس والوقاية وإطلاق برامج لتكوين مربين يعملون على مستوى الأحياء فضلا عن إشراك الأسرة والجمعيات في هذه المهمة، مذكرا بأنه خلال سنة 2009 تم حجز 70 طنا من القنب الهندي من طرف المصالح المختصة وهو ما يوجب حسبه دق ناقوس الخطر، كما أشار إلى ضرورة التحذير من انتشار الأنواع الخطيرة الأخرى من المخدرات مثل الكوكايين الذي انتشر داخل المدن الكبرى .