دق رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، محمد خياطي، ناقوس الخطر بشأن اقتحام العنصر النسوي عالم استهلاك المخدرات، والذي كان منذ زمن قريب يقتصر على الذكور فقط، مميطا الغطاء عما يحدث في بعض الأحياء بالعاصمة، على غرار دالي إبراهيم وبن عكنون، التي بلغت نسبة تعاطي المخدرات فيها من طرف النساء 17 بالمائة، حسب المتحدث· وطالب خياطي، خلال نزوله أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، بوجوب إعادة النظر ومراجعة المهام الموكلة للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها بغرض بلورة إستيراتيجية مشتركة واستحداث آليات تنسيق على الصعيد الوطني بين جميع الجهات المعنية بمحاربة آفة المخدرات· كما وجه البروفيسور خياطي انتقادات لاذعة للديوان الذي يديره عبد المالك سايح، معتبرا أن بقاء هذه الهيئة تحت وصاية وزارة العدل سيفقدها الكثير من الامتيازات·وأبدى رئيس ''الفورام''، خلال نزوله أمس ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، تحفظا حيال الأرقام التي أفصح عنها المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها والمتعلقة بعدد مستهلكي المخدرات في الجزائر، حيث كشف أن ''هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع، ما يعني أن المطلوب في الوقت الراهن هو الخروج من لغة الأرقام والتوجه نحو التجسيد الفعلي لسياسات مدروسة تهدف إلى القضاء على الظاهرة أو التخفيف من حدتها''· ودعا المتحدث، إلى ضرورة التفريق بين استهلاك المخدرات بشكل ظرفي أو دائم، قائلا ''هذه الظاهرة تصنف ضمن خانة الآفات الديناميكية والتي تتطور بشكل سريع، وعدد مستهلكي المخدرات قابل للارتفاع إلى غاية مليون شخص''، مشيرا في هذا الشأن إلى أن ''حتى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 سنة، صاروا ضحايا لهذه السموم، وخصوصا أولئك الذين يعيشون في الشوارع، وهو الأمر الذي يستوجب إيلاء الظاهرة اهتماما لائقا لمحاربتها بطريقة فعالة''· كما شكك البروفيسور، في الخطط المتبناة حاليا لصد ظاهرة استهلاك المخدرات ومحاربة استفحالها على المستوى الوطني، حيث لمح إلى غياب تام للحملات التحسيسية والإعلامية وحتى الوقائية، مذكرا بأن ''الفورام قد أطلق برنامجا لتكوين مربين في أحياء العديد من الولايات''، في محاولة لرفع الحس المدني وإدراك الأخطار المنجرة عن التمادي في الإدمان على المخدرات· وسبق للمدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، عبد المالك سايح، أن كشف من منبر مجلس الأمة، أن التحقيق الوطني الوبائي أثبت أنه مابين 250 ألف و 300 ألف شاب تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 35 سنة يستهلكون المخدرات بالجزائر·