خلف قرار مديرية الصحة و السكان لولاية قسنطينة بتنظيم المناوبة في الصيدليات استياء و تذمرا و العديد من التساؤلات وسط أصحاب الصيدليات، الذين لم يتكيفوا بعد مع القرار رغم أن مراسلة المديرية لهم تشر إلى دخول تنظيم المناوبة حيز التنفيذ ابتداء من يوم 02 جانفي 2010. الصيادلة قالوا أنهم لم يجدوا الوقت الكافي للتأقلم مع الظروف الجديدة التي تفرضها عملية القيام بالمناوبة و منها بالخصوص توفير الشروط الأمنية، كما لم يفهموا عملية القيام بالمناوبة من طرف صيدلية معينة بينما بعض الصيدليات المتواجدة بالقرب منها لا تفرض عليها مديرية الصحة الشروط المحددة لمناوبة الصيدليات بغلق أبوابها في الوقت الذي يفرض فيه التنظيم فتح صيدلية للمناوبة وفق البرنامج المعد من الجهات الوصية. بعض الصيادلة راسلوا مجلس أخلاقيات الصيادلة لناحية قسنطينة مطالبين بتوضيحات حول كيفية العمل بنظام المناوبة. لكن مجلس الأخلاقيات نفسه أبدى إندهاشه من قيام مديرية الصحة بمراسلة بعض الصيدليات دون أخرى حول موضوع تنظيم المناوبة، حيث قال رئيس المجلس السيد بغلول كمال أن مديرية الصحة تصرفت بصفة إنفرادية و قد سبق للمجلس أن رفع مطلب تنظيم المناوبة و قدم للمديرية برنامجا بهذا الخصوص، لكن المديرية أخذت ما أرادت من برنامج المجلس و قامت بزج اسمه في المراسلة التي تلقاها بعض الصيادلة خاصة في الشق المتعلق بالعقوبات المسلطة على الصيادلة غير المناوبين. المصدر أضاف أن العديد من الصيادلة اتصلوا بالمجلس منذ تلقيهم المراسلة ومستفسرين عن طريقة العمل فكان الرد حاليا بتوجيه تظلم إلى الجهات الإدارية المعنية. و هي في هذه الحالة مديرية الصحة و السكان ذاتها لطرح مشكلة التأقلم و الحاجة إلى وقت لتنظيم عملية المناوبة خاصة و أن بعض الصيادلة اشتكوا غياب الأمن ليلا و خطورة بقاء صيدلية مفتوحة بقوة القانون دون توفير الحماية المطلوبة. و قد اقترح مجلس الأخلاقيات لجوء صيدليات المناوبة إلى فتح شبابيك فقط لتسليم الأدوية في فترة المناوبة دون فتح المحل بكامله ليلا، كما شدد المجلس على ضرورة توفير الأدوية المستعجلة للصيدليات المناوبة كي تؤدي الصيدلية المناوبة دورها الحقيقي فلا حاجة لصيدلية تقوم بالمناوبة لتبيع "الباراسيتامول" مثلا أو الأدوية المهدئة التي تجذب للصيدلية المتاعب بدل جعلها تقوم بتقديم الخدمة الصحية المطلوبة منها. مراسلة مديرية الصحة الموجهة نسخة منها للأمين العام لولاية قسنطينة تضمنت تنظيم المناوبة بالصيدليات من يوم الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة ليلا إلى منتصف الليل و يوم الجمعة من الساعة الثامنة إلى منتصف النهار و من الساعة الثانية زوالا إلى منتصف الليل و يوم السبت و ايام الأعياد تكون المناوبة بالصيدليات من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف الليل. المراسلة التي حصلت النصر على نسخة منها أشارت إلى أن المناوبة تنظم بالصيدليات أسبوعيا لكل صيدلية من الأحد بداية الأسبوع إلى السبت نهايته وفق برنامج تعده مديرية الصحة التي أرفقت مراسلتها المذكورة بجدول للصيدليات المناوبة للفترة ما بين 02 جانفي و 02 أفريل 2011 حسب الموقع الجغرافي لكل صيدلية و بالنسبة لمركز الدفع التابع للصندوق الوطني للتأمينات لتكون على الأقل صيدلية واحدة مفتوحة بالمناوبة ضمن نطاق مركز دفع معين و هو المقترح الذي رفعه مجلس الأخلاقيات و ساعد تعاون مديرية الضمان الاجتماعي على تجسيده من خلال تسليم قائمة الصيادلة حسب مركز الدفع القريب منهم و الذين هم تابعين له. الملاحظات التي سجلها مجلس الأخلاقيات حول عدم تبليغ مقرر المناوبة لكافة الصيادلة و توجيه المراسلة لصيادلة غير مسجلين على لوح المجلس الجهوي لأخلاقيات الصيادلة، كما بقي صيادلة آخرون دون علم بالمناوبة التي لم يتم تبليغهم بها أصلا و قد اعتبروا أن مديرية الصحة تجاهلت وجودهم. البداية المثيرة للجدل وسط الصيادلة بقسنطينة لعملية تنظيم المناوبة تعتبر قطيعة مع عهد تسيب ميز نشاط المرافق الخدمات الصحية حيث غابت المناوبة عن صيدليات قسنطينة منذ سنوات و من شأنها أن تجعل من مهنة الصيدلي تعود إلى أصلها لتبتعد عن الممارسات التجارية التي شابتها منذ زمن و تقضي على الفوضى التي سيطرت لردح من الزمن.