خلص تقرير أعدته لجنة الصحة و البيئة بالمجلس الشعبي الولائي أن الخدمات الطبية الإستعجالية بولاية قسنطينة غائبة عن الواقع عبر الولاية و يقتصر وجودها على مستشفى الخروب و مستشفى البير و المستشفى الجامعي. التقرير المعروض خلال الدورة الأخيرة للمجلس للسنة الماضية تناول من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها أعضاء اللجنة إلى بلديات زيغود يوسف و ديدوش مراد وعين السمارة و عين عبيد واقع الخدمات الصحية الاستعجالية بالمؤسسات العمومية للصحة الجوارية، مشيرا إلى العوامل التي جعلت تلك الخدمات غير متوفرة. ففي مستشفى زيغود يوسف توجد سيارة إسعاف واحدة غير مجهزة و كلما وقع حادث مرور يتم نقل المصابين بسيارات الحماية المدنية و بالمستشفى مركز لحقن الدم لكنه يفتقد لأكياس فصائل الدم مما يعرض حياة القاصدين لمصلحة الاستعجالات من ضحايا حوادث المرور للموت، أما بقسم الاستعجالات الجراحية الذي يستقبل يوميا حوالي 22 مريضا حسب تقرير اللجنة فلا وجود لطاقم طبي متخصص و لا سيما في جراحة العظام و بالمصلحة طبيب واحد يقوم بكافة العمليات الإستعجالية و لذلك غالبا ما يتم نقل المصابين من زيغود يوسف على بعد 30 كلم شمال عاصمة الولاية. بديدوش مراد توجد مصلحة الاستعجالات في مساحة صغيرة جدا و لا تفي بالغرض المطلوب و تعمل من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء و تستقبل المرضى من حامة بوزيان و ديدوش مراد و لا تتوفر على سيارة إسعاف و بها ستة أطباء جميعهم أطباء عامون و تتكفل المصلحة ببعض الإسعافات التي لا تتطلب الجراحة. في عين عبيد حيث لا يوجد مستشفى ل 35 ألف ساكن توجد عيادة متعددة الخدمات ليس فيها مصلحة للاستعجالات وينقص العيادة كل المستلزمات و التجهيزات المادية و البشرية تقريبا بها مخبر للتحاليل و قاعة ولادة و سيارة إسعاف واحدة غير مجهزة و لا كافية حسب التقرير نفسه. عيادة حريشة عمار المتعددة الخدمات ببلدية عين السمارة الحديثة البناء تفتقر بدورها للتجهيزات المادية و التأطير البشري فراديو الاشعة معطل و الخيط الجراحي ينقص كثيرا مما جعل عمليات التخييط تتم بدون مخدر موضعي على حد تعبير التقرير الصادر عن المجلس الولائي. كما ينقص العيادة الأطباء المتخصصون و الأدوية اللازمة. و ليس حال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بوسط مدينة عين السمارة بأحسن من العيادة الجديدة ، حيث تنقصها الإمكانيات المادية و البشرية رغم أنها تستقبل أمواجا بشرية من المرضى تفوق بكثير إمكانياتها و يقصدها يوميا حوالي 60 مريضا تقدم لهم الإسعافات الأولية فقط و غالبا ما يتم تحويلهم نحو المستشفى الجامعي و تشترك ثلاث مؤسسات عمومية للصحة الجوارية بعين السمارة في سيارة إسعاف واحدة و غير مجهزة. تقرير لجنة الصحة و البيئة بالمجلس الشعبي الولائي إقترح في النهاية تدعيم المؤسسات الصحية الجوارية و العيادات المتعددة الخدمات بضواحي قسنطينة بالعتاد و الطاقم الطبي المتخصص لكي يتم تخفيف الضغط على المستشفى الجامعي و فتح مراكز مجهزة للحماية المدنية بجوار مراكز الدرك الوطني على مستوى الطرق البعيدة و السريعة لكي يتم التعامل مع ضحايا حوادث المرور بفعالية و للإسراع بإنقاذ حياتهم بتقديم خدمات صحية استعجالية في ظرف زمني قصير.