خصص غلاف مالي تقدر قيمته بحوالي مليار دج لترميم وإعادة تأهيل المعالم الأثرية الهامة التي تزخر بها مدينة تلمسان مثل المجمع الديني لسيدي بومدين ومنصورة وباب القرمادين، حسبما أفاد به مسؤول بمديرية الثقافة. وقد سمح هذا المبلغ بنشر مختلف الفرق المتخصصة في الترميم لتنفيذ برنامج واسع النطاق يرمي إلى إعطاء الوجه اللائق لهذه المعالم وتدعيمها تحسبا لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" حسب نفس المصدر الذي أشار الى أن أول هذه المعالم التي استفادت من الترميم نجد منارة المنصورة التي يبلغ علوها أكثر من 40 متر. وقد شملت الأشغال مختلف المرافق التابعة للمنارة من أسوار والبوابة فضلا عن أشغال لتهئية المحيط وتزيينه وحمايته بسياج للمحافظة عليه وتوفير الظروف المواتية للزوار هواة التراث التاريخي المبني. و للتذكير، فإن هذا المعلم الذي ظل شامخا يتحدى الزمن قد شيد من طرف السلطان المريني أبو يعقوب يوسف خلال محاصرة مدينة تلمسان من 1299 إلى 1307. كما مس نفس البرنامج المجمع الديني للولي الصالح سيدي بومدين الواقع بأعالي العباد المطل على مدينة تلمسان مع التذكير أن القبة الرئيسية للضريح قد شيدت من طرف السلطان محمد الناصر ثم جاء السلطان الزياني يغموراسن ليقوم بتجميل وزخرفة الموقع. أما السلطان المريني أبو الحسن فقد أشرف على بناء قصر صغير بأحضان المجمع المذكور ومسجد وبعض المرافق التابعة لهما والتي لا تزال قائمة إلى اليوم تشهد على المستوى الحضاري التي عرفته تلمسان في العصور الوسطى. ومن جهتها، فإن باب القرمادين (نسبة للحرفيين المختصين في صناعة القرميد) الواقعة في الشمال الغربي لمدينة تلمسان استفادت هي الأخرى من عملية الترميم لتدعيمها وحمايتها من الانهيار مع الإشارة إلى أن هذا المعلم يتشكل من جدران عالية حول برج كان يستعمل في الحراسة ورصد العدو حسب المؤرخين. ويشمل البرنامج عمليات إعادة تأهيل وتهيئة العديد من الساحات العمومية مثل "بلاص الخادم" وساحة "الأمير عبد القادر" بالإضافة إلى حوالي عشرين زقاقا ودربا بالمدينة القديمة مثل درب "الرحيبة" ودرب "سيدي الوزان" ودرب "سبعة أقواس" ودرب "سيدي الجبار" وكذا المساجد الصغيرة أمثال جامع "سيدي اليدون" و"أولاد سيدي اليمام" و"سيدي بلحسن". هذا وقد تقرر على مستوى الخلية التقنية المشرفة على ترميم وتثمين التراث المادي من معالم أثرية وهياكل تاريخية عريقة بتلمسان الاستعانة بالخبرة السورية والفرنسية في مجال استعمال تقنيات الإضاءة الكاشفة لتثمين الكنوز الأثرية التي تزخر بها المدينة حسب نفس المسؤول. وأكد أن هذه العملية تشمل أساسا أربعة مواقع تاريخية وهي المجمع الديني لسيدي بومدين والمنصورة والمشور وصومعة أكادير.