تم مساء أمس الخميس بالمركز الثقافي الجزائري لباريس تنظيم حفل تخليدا لذكرى القس "ألفريد بيرنغر" الذي كرس حياته لخدمة القضية الجزائرية و الإنسانية جمعاء تجسدت عبر نضال مثالي من أجل التنديد بظلم النظام الإستعماري. و تم خلال الحفل التكريمي تقديم شهادات لرفقاء المناضل و هم هنري تيسيي الذي كان أسقف الجزائر سابقا و أحمد بن شوك عضو سابق بوزارة التسليح و الإتصالات العامة و عبد القادر قروج محكوم عليه بالإعدام (في عهد الإستعمار) الذين استرجعوا للإذهان مسار هذا الرجل الذي كان يعتبر نفسه جزائري متأصل. و في هذا الشأن قال القس تيسيي "لقد كان إبن الجالية الأوروبية للجزائر و باسم هذه الجالية كان يعبر عن مواقفه حيال الظلم و الإحتلال". و ذكر بإحدى مقولاته الشهيرة حول القضية الوطنية : "سأخدم القضية الجزائرية و هذا الأهم في الأمر" التي قالها حينما كلف بتسيير الهلال الأحمر الجزائري في أمريكا اللاتينية لجلب تأييد دول القارة لكفاح الشعب الجزائري. و من جهته ذكر عبد القادر قروج --الذي كان رفيق القس ألفريد بريغر بالجمعية الوطنية التأسيسية بين 1962 و 1964 -- أن الكثير من أعضاء الكنيسة قدموا الدعم لحرب التحرير الوطني. و تطرق أيضا إلى مسار هذا المناضل الذي كان دائما يعبر دون هوادة عن انتمائه لوطنه الجزائر. و أضاف أن اندلاع حرب التحرير الوطني لم تنقص شيئا من عزيمة القس الذي بقي واثقا من عدالة الحرب ضد الإستعمار. و في 1955 كتب نصه المشهور "نظرة مسيحية على الوضع في الجزائر" حيث اعتبر فيه أنه "من الطبيعي أن يعبر المسلمون عن وطنيتهم" مبرزا موقفه حيال استقلال الجزائر. و أردف يقول أن القس أنشأ خلايا لدعم العائلات التي التحق أبناؤها بصفوف جيش التحرير الوطني كما كان يزود المجاهدين في الجبل بالأدوية و الألبسة. بعد هذا كلفته الإدارة السياسية للثورة الجزائرية بتمثيل الهلال الأحمر الجزائري في أمريكا اللاتينية حيث كان يؤدي عملا تحسيسيا حول عدالة القضية الجزائرية و يجمع الأموال لصالح اللاجئين الجزائريين بالمغرب و تونس. و بفضل نضاله هناك تمكن من جلب أغلبية الدول اللاتينية-الأمريكية للتصويت لصالح تقرير الشعب الجزائري لمصيره. و قد توفي القس ألفريد بيرنغر صديق الجزائر سنة 1996 و دفن بمدينة تلمسان تلبية لرغبته.