دعا المشاركون في ملتقى الطب العام في دورته الثالثة الذي اختتمت أشغاله يوم السبت بالوادي إلى ضرورة تطوير مبادرات الشراكة مع الجمعيات العلمية للطب العام الوطنية منها والدولية. و ثمن الأطباء العامون في توصياتهم التي توجت أشغال هذا الملتقى التي تواصلت على مدار ثلاثة أيام تنظيم مثل هذه المبادرات العلمية التي تسمح بتبادل الخبرات و التكوين المتواصل. وأكدت هذه التوصيات أيضا أهمية تكثيف قنوات الإتصال بين الممارسين الطبيين بما يسمح بالإطلاع سويا على مختلف المستجدات الحاصلة في اختصاص الطب العام بما يضمن ترقية الخدمات الطبية الموجهة للمرضى. وقد تميزت أشغال اليوم الثالث و الأخير من هذا الملتقى بتقديم عدة مداخلات حول مرض السكري لاسيما لدى كبار السن والنساء الحوامل. وألقى في هذا الصدد الطبيب يزيد حمديكن مداخلة حول الكشف عن مرض السكري (صنف2) الذي يصيب الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 سنة. وبحسب عينات ميدانية إعتمد عليها السيد حمديكن من سنة 2003 إلى سنة 2009 على مستوى مدينتي جامعة و المغير (ولاية الوادي) فقد توصل إلى نتيجة مفادها أنه بعد أربعة عمليات كشف عن هذا النوع من مرض السكري على مستوى كلا المدينتين بأن "ما لا يقل عن 8 بالمائة من الأشخاص القاطنين ضمن الرقعة الجغرافية المشار إليها مصابون بهذا المرض دون علمهم". وأكد ذات المحاضر أن الكشف عن مرض السكري يعتبر بمثابة تنبيه "هام جدا" للمرضى حتى يسارعوا إلى تلقي العلاج. وبدوره شدد السيد مصطفى مسلم خبير لدى مجموعة "بالينت" الطبية بفرنسا في مداخلة له حول "طرق عمل المجموعة" على أهمية العلاقة بين الطبيب العام و مريضه. وأشار إلى أن هذه الطريقة التي تعتمدها المجموعة والتي يعتبر محتواها الأساسي تدخل العلاج النفسي في علاج المريض "تهدف إلى توفير إمكانية لتكوين الأطباء العامين على نحو يسمح بتفعيل الجانب العلاقاتي بين الطبيب العام و المريض". وكان هذا الملتقى الذي نظمته جمعية الممارسين الطبيين الخواص لولاية الوادي تحت شعار" واقع وآفاق الطب العام في الجزائر" واحتضنت أشغاله دار الثقافة الجديدة بعاصمة الولاية قد شهد مشاركة نحو 400 طبيب عام من مختلف جهات الوطن.