دعا المشاركون في ملتقى السماع الصوفي إلى تدوين الأبحاث العلمية في مجال السماع الصوفي، مما يمكّن من تثمين هذا النوع من التراث الصوفي، وثمّنت في السياق نفسه توصيات هذا الملتقى الذي اختتمت أشغاله أول أمس بالأغواط المجهودات المبذولة في سبيل نشر السماع الصوفي أو ما يُعرف ب"الحضرة" من حيث تكثيف الأبحاث العلمية حوله أو تلقينه للناشئة وتسهيل الانخراط فيه، وحثّت هذه التوصيات على ضرورة إشراك وسائل الإعلام في إبراز الأدوار السامية التي يُمكن للسماع الصوفي أن يلعبها والأهداف المتوخّاة من ممارسته على كافة الأصعدة الاجتماعية منها والثقافية والعقائدية، وأوصى المشاركون كذلك بتبني فكرة التأسيس لملتقى دولي لهذا النشاط الديني والإبقاء على عقده سنويا وبصفة منتظمة، إلى جانب دعمه من الجانب التنظيمي، خدمة لخصوصية منطقة الأغواط باعتبارها فضاءً خصبا للصوفية وارتقاءً بمستوى الأداء في الملتقيات القادمة، كما ثمّن الملتقون طبيعة المواضيع المطروحة في هذا اللقاء وجوانب تناولها للسماع الصوفي ومنها مجالات السماع الصوفي وكيفيات الاستغلال المثالي له وأهمية الاستثمار فيه للحفاظ على التراث الإسلامي وما يجب أن يتحلى به الممارس له، سيما الظهور بمظهر القدوة الحسنة في الأقوال والأفعال، إضافة إلى عرض نماذج من التجربة العربية في تنظيم ملتقيات مماثلة، وقبل الجلسة الختامية للملتقى، أُقيمت ندوة علمية ونقاش مفتوح حول موضوع السماع الصوفي بمقر الخلافة العامة للزاوية التجانية بمدينة «عين ماضي» والتي نُوقشت خلالها العديد من الآراء والأفكار حول واقع ومستقبل هذا النمط الصوفي وفروعه، يذكر أن ملتقى السماع الصوفي الذي احتضنته وعلى مدار 4 أيام دار الثقافة «التخي عبد الله بن كريو» بالأغواط، أشرفت على تنظيمه جمعية "البارود الأغواطي" وشهد مشاركة مشايخ الطرق الصوفية من مختلف مناطق الوطن ومختصين وفرق إنشادية من تونس وليبيا.