أكد وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، يوم الأربعاء بغرداية أن إشكالية تجنيد الموارد المائية في الجزائر "ليست مطروحة بتاتا". وأوضح الوزير على هامش الزيارة العملية التي قادته إلى ولاية غرداية "بأن الجزائر تتوفر على أفضل قدرات تجنيد الموارد المائية لمواجهة الطلب المتزايد للسكان من الماء". وقال السيد سلال في هذا الشأن "بأن إشكالية تجنيد الموارد المائية في الجزائر ليست مطروحة بتاتا، إلا أنه يتعين التوجه نحو تحسين شبكة التوزيع و الإقتصاد في الماء وتجنيد مياه السقي الزراعي بما يسمح بربح تحدي الأمن الغذائي". وقام الوزير أثناء هذه الزيارة الميدانية للولاية التي دامت يوما واحدا بتفقد مدى تقدم أشغال الإنجاز بعدد من المشاريع التابعة لقطاعه بمناطق بريان وسهل وادي ميزاب الذي يتكون من بلديات ضاية بن ضحوة و غرداية وبنورة والعطف سيما منه المشروع الضخم المتعلق بتطهير وحماية سهل وادي ميزاب من الفيضانات. وقد اعتبر الوزير هذا المشروع بمثابة الحل "النهائي " لحماية سهل وادي ميزاب من الفيضانات المتكررة . واستهل السيد سلال هذه الجولة التفقدية بالوقوف بالمصب الطبيعي بوادي السودان الذي من المنتظر أن تنجز به محطة للتصفية لمدينة بريان حيث أعطي هناك إشارة انطلاق إنجاز هذه المحطة الموجهة لمعالجة المياه المستعملة. وقد رصد لها غلاف مالي قدره 400 مليون دج و تصل طاقتها إلى 15 ألف متر مكعب في اليوم من المياه المستعملة المعالجة. وسيسمح هذا المشروع بمعالجة المياه المستعملة لمدينة بريان قبل إعادة تصفيتها بالطريقة الآلية بهدف استعمالها لأغراض سقي المحيطات الفلاحية المجاورة له. وواصل الوفد الوزاري زيارته بتفقد ضفاف حواجز وادي الأبيض و الحيمر وبوبريك ببلدية ضاية بن ضحوة حيث اطلع هناك على الأشغال النهائية لهذه الحواجز المائية ودورها في تنظيم مياه الأمطار السائلة من فروع الوديان التي تصب في وادي ميزاب. هذه الحواجز المائية ستسمح بتجنيد وتخزين ما يقرب من 50 مليون متر مكعب من المياه (طاقة نظرية) للتموين بمياه الشرب وسقي الأراضي الفلاحية حسب المعلومات المقدمة للوفد الوزاري. كما عاين وزير الموارد المائية والوفد المرافق له ورشة المشروع الضخم المندمج والخاص بتطهير وحماية سهل وادي ميزاب من الفيضانات الجارفة. ويندرج هذا المشروع الهام الذي كانت قد انطلقت أشغال تجسيده في سنة 2004 بتكلفة مالية قدرها 11 مليار دج في إطار برنامج الإنعاش الإقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية. وقد شهدت أشغال هذا المشروع الكبير التي توجد في مراحلها الأخيرة تأخرا بعض الشيء و ذلك عقب التقلبات المناخية السيئة التي شهدتها منطقة غرداية في الفاتح من أكتوبر 2008. ويتكون هذا المشروع من أربع مراحل وتتعلق الأولى منها بإنجاز حواجز لتنظيم مياه الفيضانات على مستوى المنابع الطبيعية و إنشاء خزانات باطنية بطاقة 50 مليون متر مكعب من المياه. أما المرحلة الثانية منه فتتمثل في إنجاز مجمعات رئيسية للمياه المستعملة بكل من سهل وادي ميزاب على مسافة 24 كلم و التي تسمح بحماية و المحافظة على الطبقة المائية السطحية. وتخص المرحلة الثالثة من المشروع تسوية الوادي و إنجاز مجموعة من المنشآت الفنية وحماية الضفاف باستعمال الإسمنت المسلح بما يسمح بسيولة سلسة لمياه الأمطار بسرير الوادي. وتتعلق المرحلة الأخيرة من هذا المشروع الضخم بإنجاز أحواض التصفية الطبيعية التي تعالج المياه المستعملة و التي ستوجه فيما بعد لأغراض السقي الفلاحي. ويهدف هذا المشروع المندمج إلى تحديد تدفقات فيضان وادي ميزاب و تحسين الإطار المعيشي للمواطنين و التكفل بشبكة التطهير على مستوى كافة منطقة سهل ميزاب ووضع حد لتدهور المحيط البيئي لهذه المنطقة ذات الطابع السياحي حسب مسؤولي قطاع الموارد المائية. هذا وقد تنقل السيد عبد المالك سلال بعد ذلك إلى العطف التي اطلع بها مدى تقدم أشغال إنجاز محطة التصفية لسهل وادي ميزاب الواقعة في المكان المسمى كاف الدخان وذلك قبل أن يقدم له عرضا بمقر دائرة متليلي حول وضعية القطاع بهذه المنطقة.