تقرر تأجيل مؤتمر القدس الدولي الذي كان مقرر عقده في الدوحة (قطر) يوم الأربعاء نظرا للظروف الراهنة في مصر في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلية حملاتها الاعتقالية والاستيلاء على الأراضي لصالح الأنشطة الاستيطانية وإقامة المواقع العسكرية في عمق الضفة الغربية. وقد اتخذ قرار تأجيل مؤتمر القدس حسب السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد بالجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضى العربية المحتلة خلال مشاورات جرت بين الدولة الداعية (قطر) وبين الجامعة العربية باعتبارها الجهة الراعية للمؤتمر نظرا للظروف الراهنة التي تعيشها مصر. ويأتي استمرار المظاهرات في مصر لليوم الثامن على التوالي بالقاهرة وباقي المحافظات المصرية بالرغم من إعلان عمر سليمان نائب الرئيس المصري عن شروعه في إجراء حوار مع القوى السياسية في البلاد وبعد تشكيل الحكومة المصرية برئاسة أحمد شفيق. و كان من المقرر عقد المؤتمر يوم غد تنفيذا لقرار القمة العربية ال22 التي عقدت في مدينة سرت الليبية في شهر مارس من العام الماضي بغرض بحث سبل تقديم الدعم العربي اللازم للمدينة المقدسة. ورغم إلحاح المجمع الدولي و الدعوة إلى إعطاء الأولوية اليوم في الشرق الأوسط إلى الإستئناف "الفوري" للمفاوضات من اجل وضع حد للإحتلال و التوصل إلى ديمومة الدولة الفلسطينية لا زالت اسرائيل تواصل سياستها العدوانية القائمة على القمع و التعسف و اسر عشرات الفلسطينين تحت ذرائع لا أساس لها. وفي هذا السياق، أفاد تقرير حقوقي فلسطيني ان 15 فلسطينيا استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية التي أسرت 400 آخرين خلال شهر جانفي الماضي . مؤكدا على ان الاعتقالات تميزت بالتصاعد بحق المواطنين على المعابر والحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة الغربية. وتماشيا مع سياستها القاضية بشن حملات تهويد واستيطان بشكل متسارع بالقدس والضفة الغربية قامت سلطات الاحتلال باصدار قرار لمصادرة نحو 600 دونم من اراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية من اجل بناء المستوطنات وهي أراضي زراعية محاذية لمجمع مستوطنات في مدينة الخليل. وردا على اعتداءات المستوطنين اليهود على الفلسطينين اكد مجلس الوزراء الفلسطيني اليوم انها ارهابية وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها. وبخصوص قضية اللاجئين الفلسطينيين المعلقة منذ اكثر من ستة عقود، طالب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم اسرائيل بالاعتراف بمسؤوليتها. مؤكدا ان " هؤلاء اللاجئين المنتشرين في بقاع الشتات والتشرد لم يتشردوا بسبب بركان او اعصار وانما بسبب ما قامت به اسرائيل". و لمواصلة العمل لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وضمان تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامةالدولة الفلسطينية عاصمتها القدسالشرقية, دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اللجنة الرباعية الدولية إلى الاعتراف " فورا " بدولة فلسطين على حدود الرابع من جوان 1967 . وقال عريقات "ندعو اللجنة الرباعية الدولية إلى اتخاذ قرار تاريخي بالاعتراف فورا بدولة فلسطين على حدود الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ الرابع من جوان 1967 في اجتماعها القادم" مؤكدا أن "الذي يجلب الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط عليه أن يجفف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي الذي هو السبب الوحيد لكل مشاكل المنطقة". ومن المقرر أن تعقد اللجنة الرباعية اجتماعا في الخامس فيفري الجاري في ميونيخ (ألمانيا). وأكدت فرنسا على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة الخارجية أكدت على "أن الأولوية اليوم تكمن في الاستئناف الفوري للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يسمح بتسوية مستدامة للنزاع ونهاية الاحتلال واستمرارية الدولة الفلسطينية". من جانبها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تقوم حاليا بزيارة لإسرائيل بإيقاف الإستيطان لكونه "مخالف لخارطة الطريق ومهم للعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الإسرائيلين والفلسطينيين". واعترفت العديد من الدول من بينها البرازيل والأرجنتين و بوليفيا بالدولة الفلسطينية بيد أن مجلس الشيوخ الأمريكي قد أعلن معارضته لأي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية و دعا إلى استخدام حق النقض إذا عرض الموضوع على مجلس الأمن. وأكدت الولاياتالمتحدة دعمها للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وشجبها لاي محاولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد . معتبرة على حسب قولها ان "السلام يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين".