يبدو أن الأمور تتجه نحو التهدئة السياسية في مصر في الوقت التي بدأت الحياة الطبيعية تعود إلى الشارع المصري بشكل تدريجي. و رغم تواصل اعتصام المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة ولليوم الثاني عشر على التوالي ودعوتهم الى مظاهرات متواصلة الى غاية تحقيق مطالبهم غير ان بوادر تهدئة تلوح في الافق بعد شروع بعض قوى المعارضة في حوار مع اركان الحكم منها على الخصوص حزب الوفد احد أقطاب المعارضة الرئيسية والتجمع والحديث عن استجابة جماعة الاخوان المسلمين لدعوة نائب رئيس الجمهورية للحوار. وتعد هذه المرة الاولى التي تدعو فيها السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين الى المشاركة في الحوار إلا أن المسؤولين في الحركة رفضوا في البداية الاستجابة لها مشددين على ان قبولهم مرهون بتنحي الرئيس مبارك. وكانت رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق قد توقع اليوم السبت ان تنحسر الاحتجاجات التي شهدتها البلاد وجنوح جميع أطراف المعارضة للحوار مشيرا الى ان الحوار الوطني يمكن أن يقرب بين مختلف وجهات النظر لتحقيق الهدوء والاستقرار. وتأتي استقالة هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم من بينهم صفوت الشريف وجمال مبارك كرسالة "ايجابية" لقوى المعارضة والمتظاهرين لدعم منحى التهدئة لتضاف الى الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها النيابة العامة في حق عدد من قيادات الحزب واعضاء الحكومة السابقة. وكانت مقرات الحزب الوطني في أنحاء البلاد هدفا للمحتجين خلال الاحتجاجات حيث احرق المتظاهرون الكثير منها بما في ذلك المقر الرئيسي بوسط القاهرة. وقد اتهمت المعارضة قيادة الحزب الحاكم بانها وراء "تأزم" الوضع خاصة بعض الانتخابات التشريعية الاخيرة وما صاحبها من "تزوير واسع". وشهدت شوارع القاهرة اليوم حركة سير كبيرة انتشار رجال الشرطة بأعداد أكبر عن الوضع السابق لتيسير الحياة المرورية في الوقت الذي اعلن فيه ان اجتماع الرئيس المصري بالفريق الاقتصادي في الحكومة الجديدة في محاولة على ما يبدو لاعادة تسيير الاقتصاد الذي اصيبت بالشلل بفعل تلك الاحتجاجات . وقد قلت الطوابير امام المحلات التجارية ولاقتصادية من منافذ لبيع الخبز والسلع الغذائية الأساسية التي فتحت أبوابها للمواطنين مع زيادة ملحوظة في الكميات المعروضة من السلع. وقال مسؤول باحدى المحلات التجارية العالمية لواج ان الادارة قررت فتح جميع فروعها فى محاولة لإعادة الحياة لطبيعتها فى الشارع المصرى ودفع عجلة العمل بجميع المحللات التجارية والقطاعات الاقتصادية المحيطة مؤكدا أن "عودة حركة العمل فى القطاعات المختلفة وعدم السكون أو الخوف سوف يدفع حسبه المتظاهرين على الرحيل". وقد اكد معظم اصحاب المحلات الكبرى التي بقيت مغلقة طيلة ايام المظاهرات ان استمرار عمليات "البلطجية " العشوائية لن تمنعهم من التكاثف لحماية الاقتصاد من السقوط مشيرين الى تشكيل العمال للجان شعبية لحماية المحلات.