صوت 98,83 من السودانيين الجنوبيين لصالح انفصال هذا الإقليم عن الشمال مقابل 1,17 بالمائة صوتوا للوحدة . جاء ذلك في إعلان مفوضية استفتاء جنوب السودان بالخرطوم مساء يوم الاثنين للنتيجة النهائية للاستفاء الذي جرى في جانفي الماضي. وأصدر الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، هذا اليوم مرسوما جمهوريا تضمن الاعتراف والقبول بالنتيجة النهائية للاستفتاء وفقا للتلفزيون الرسمي. وأعلن المرسوم عن "قبول خيار سكان جنوب السودان وتأكيد الالتزام بنتائج الاستفتاء وتعهد بالعمل من أجل حل القضايا العالقة وبناء علاقات بناءة بين الشمال والجنوب". وكانت الرئاسة السودانية قد تسلمت نتائج الاستفتاء قبل ساعات من إعلانها رسميا وذلك خلال حفل رسمي بحضور الرئيس البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلى عثمان طه. وتؤكد نتائج الاستفتاء انفصال جنوب السودان بالأغلبية المطلقة حيث صوت (98,83) بالمائة من جملة الناخبين لخيار استقلال الإقليم عن الشمال وتأسيس دولة جديدة. وكان زعيم الجنوب السوداني، سيلفا كير ميارديت، والذي يشغل حاليا النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة السودان قد حاول تهدئة نفوس الشماليين بإشارته في كلمة ألقاها في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء السودانى إلى إمكانية العودة إلى الوحدة بين الشمال والجنوب . ودعا سيلفا كير المجتمع الدولي إلى "مكافأة" الرئيس السودانى عمر البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم لدورهما البارز في إنفاذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. ودعا المجتمع الدولي، إلى رفع العقوبات المفروضة على السودان وحذف اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب ومسح ديونه الخارجية. ويمهد الجنوبيون لبناء الثقة مع حكومة الشمال قبيل مفاوضات يصفها الملاحظون بالشاقة، حول تريبات المرحلة الانتقالية التي تدوم الى غاية 9 جويلية القادم والتي بنبغي على الطرفين التوصل خلالها الى تسوية للقضايا العالقة. ويتعين على شمال وجنوب السودان خلال هذه المرحلة الاتفاق على استفتاء آخر بشأن منطقة "أبيي" الغنية بالنفط على الحدود بين شمال وجنوب السودان. كما ينبغي الاتفاق حول الترتيبات الأمنية والحدود المشتركة بين الشمال والجنوب وعائدات النفط وتوزيعها في سياق الموارد الطبيعية والجنسية والديون الخارجية وأوضاع الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب ووضع القوات العسكرية المدمجة. وتبرز قضية المياه ايضا كواحدة من القضايا التى تتطلب ترتيبات بعد انفصال الجنوب كون أن العديد من روافد النيل تمر من خلال جنوب السودان.