أكثر من 98 بالمائة من سكان جنوب السودان يصوتون لصالح التقسيم أعلن أمس الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن قبوله رسميا و'' بصدر رحب'' النتيجة النهائية لاستفتاء جنوب السودان التي كرست رسميا، الإنفصال عن الشمال بعد تصويت أكثر من 98 بالمائة من سكان الجنوب لصالح التقسيم. وقد أصدر البشير مرسوما رئاسيا يعلن فيه قبوله بنتائج الاستفتاء، تعهد فيه بالعمل على تنفيذ باقي القضايا العالقة في اتفاق السلام وجاء إعلان الرئيس عمر حسن البشير عن قبوله الرسمي لخيار شعب جنوب السودان، إثر تسلمه في القصر الرئاسي النتيجة النهائية من رئيس مفوضية الاستفتاء، بحضور نائبه الأول سلفاكير ميارديت ونائبه علي عثمان محمد طه وقال البشير في كلمة بثها التلفزيون السوداني "اليوم تسلمنا النتيجة ونقبلها بصوت مرحب لأنها تمثل إرادة أهل الجنوب." كما يأتي ذلك بعد أن كان البشير قد أبلغ الصحفيين في وقت سابق بعلمه أن الانفصال هو نتيجة الاستفتاء، مجددا تعهده بضمان علاقات اقتصادية جيدة مع جنوب السودان المستقل، مشيرا إلى أنه لا مخاوف على "أملاك أو حياة أو بقاء" المواطنين الجنوبيين المقيمين في الشمال، وهي التصريحات التي هدأت المخاوف من أن يجدد الانفصال الصراع على السيطرة على احتياطات الجنوب النفطية. كما عزز زعيم الجنوب سلفا كير المزاج التصالحي بتعهده بمساعدة حملة الخرطوم الرامية إلى إعفاء البلاد من ديونها الهائلة وتخفيف العقوبات التجارية الدولية في الشهور المقبلة، حيث قال في اجتماع للحكومة السودانية في الخرطوم بثه التلفزيون السوداني "الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني ( الشمالي الذي يتزعمه البشير) يستحقان مكافأة ويعتبر كثير من الجنوبيين نتيجة الاستفتاء الذي جرى بموجب إتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها بين الطرفين عام 2005 التي أنهت أكثر من عشرين عاما من الحرب بين الجنوب والشمال، فرصة لإنهاء سنوات طويلة يقولون أنهم عانوا فيها من القمع من جانب الشمال.وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن كانت قد لمحت إلى استعدادها لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد إجراء استفتاء ناجح والمساعدة في تخفيف العقوبات التجارية المعوقة وبرأي الملاحظون، أنه لا تزال هناك حالة شديدة من عدم اليقين بشأن الاستقرار الإقتصادية والسياسية للشمال والجنوب خلال الشهور الخمسة المقبلة المقرر أن تشهد مفاوضات مكثفة بشأن كيفية إقتسام العائدات النفطية والقضايا العالقة الأخرى وبحسب مفوضية إستفتاء جنوب السودان فإن 98.93 بالمائة من الجنوبيين صوتوا لانفصال جنوب السودان مقابل تصويت 1.07 لصالح الوحدة وفق النتائج الكلية الأولية للاستفتاء الذي جرى في الفترة من 9 إلى 15 جانفي الماضي.