بدأ المتظاهرون صباح الجمعة يتوافدون بالآلاف على ميدان التحرير وسط القاهرة في أجواء احتفالية تلبية لدعوة من شباب 25 يناير للاحتفال برحيل الرئيس السابق والضغط على السلطات الحاكمة في البلاد لتسريع تحقيق باقي المطالب. قد انتشر أفراد الجيش على مداخل الميدان بمساعدة لجان شباب 25 يناير للتفتيش والتحقق من هوية المتظاهرين في الوقت الذي تتواجد فيه دبابات الجيش بكثافة بالميدان ومحيطه. ومن المقرر أن تبدأ فعاليات الحدث بعد الصلاة الجمعة يؤمها الشيخ يوسف القرضاوي يعقبها إقامة صلاة الغائب أو الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء. ويلي ذلك إقامة حفل تحييه نحو 6 فرق موسيقية فيما تردد أنباء عن مشاركة بعض الفنانين في الحفل حسب ما صرح به أحد أعضاء الائتلاف. وكان الائتتلاف قد حضر لهذه المسيرة لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ والقصاص من القتلة واطلاق الحريات. وقالت الحركة أن الهدف من هذه المليونية أيضا هو للتذكير أن الثورة لازالت قائمة ولن تنتهي إلا بعد استجابة كاملة لكافة المطالب وبدء نظام ديمقراطي سليم. ويرى الملاحظون في حجم الحشد في "الجمعة الاحتفال" اختبارا لمدى قبول الشارع المصري بما تم إنجازه حتى الآن. وقد أكدت حركة "شباب 6 أبريل " أحد أعضاء الائئتلاف أن استجابة المجلس الاعلى للقوات المسلحة "إيجابية نوعا ما " لكنها طالبت بسرعة تحقيق مطالب الثورة دون تباطؤ لإزالة جذور الفساد. وقد استبق الجيش المصري تنظيم المليونية ومحاولة طمأنة دعاة الإصلاح و أعلن عن عدم ترشيحه أيا من قادته في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر مسؤول بالمؤسسة العسكرية انه سيتم فتح باب التحقيق بكل دقة وشفافية في أسباب وملابسات واقعة "الأربعاء 2 فيفري " الدامية والشهيرة ب"واقعة الجمل" واتخاذ كل الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عنها. وفي غضون ذلك تعهدت اللجنة الدستورية التي كلفها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمناقشة التعديلات الدستورية بان تقوم بمهمتها على نحو"يضمن نزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. كما أمرت النيابة العامة بحبس وزراء الداخلية والسياحة والإسكان السابقين وأمين التنظيم للحزب الحاكم سابقا على ذمة التحقيقات التي تجريها في اتهامات لهدار الأموال العامة والاضرارالعمدي به والتربح وغسل الأموال. وطالب مساعد وزير العدل لشؤون الكسب غير المشروع عاصم الجوهري الأجهزة الرقابية بموافاة الجهاز بالبيانات والتحريات والمعلومات عن ثروات 14 وزير ا سابقا و 6 قياديين سابقين في الحزب الوطني ورؤساء تحرير الصحف الحكومية. وصرح المستشار عاصم الجوهرى إنه مستمر في فحص بلاغات تتهمهم باستغلال سلطات وظائفهم في تحقيق مكاسب غير مشروعة إلى جانب امتلاكهم عقارات وسيارات في محافظات مختلفة. وطالب المعارض المصري محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهته بإطالة الفترة الانتقالية واشراك شخصيات مدنية في إدارتها مع الجيش. وأكد البرادعي أن تشكيل مجلس رئاسي مؤقت تشارك فيه شخصيات مدنية تتوافق عليها فئات الشعب ليتولى مهام رئيس الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية من شأنه "خلق إطار مؤسسي وديموقراطي يسمح لقوى الشعب بالأعداد الجيد والمتأني لمستقبل مصر خلال المرحلة الانتقالية دون تسرع". وأوضح أن "قصر الفترة الانتقالية على عدة شهور يهدد بإلقاء البلاد في أحضان قوى النظام القديم واطالة الفترة الانتقالية دون مشاركة شعبية يهدد بإلقائها مرة أخرى في أحضان الدكتاتورية".