نيويورك(الأممالمتحدة)- تتزايد الضغوطات الدولية يوما بعد يوم على العقيد معمر القذافي لعزله ونزع الشرعية عن نظامه وتعليق عضوية ليبيا في مختلف المنظمات الدولية بسبب قمعه العنيف للاحتجاجات الشعبية فيما تواصل عديد من الدول إجلاء رعاياها من هدا البلد. وبعد مشاورات مطولة بين أعضائه اصدر مجلس الأمن الدولي يوم السبت قرارا بفرض عقوبات على القذافي وأسرته والمقربين منه ومنعهم من السفر و تجميد أرصدتهم. كما وافق المجلس بالإجماع على إحالة ليبيا إلى محكمة العدل الدولية للتحقيق فيما قيل عن وقوع جرائم ضد الإنسانية إضافة إلى حظر استيراد السلاح. و اعتبر أعضاء المجلس في نص القرار أن "الهجمات المنتظمة" حاليا ضد المدنيين في ليبيا يمكن أن تدرج كجرائم ضد الإنسانية. وقرر المجلس الأمن إحالة إلى النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية "الوضع في ليبيا منذ 15 فيفري "و مطالبة السلطات الليبية ب"التعاون التام"مع المحكمة. كما دعا المجلس ب"إيقاف فوري للعنف" و أن يتم اتخاذ إجراءات تستجيب لطموحات الشعب الليبي المشروعة. وقال إبراهيم دباشي نائب رئيس البعثة الليبية في الأممالمتحدة وهو أحد أول الدبلوماسيين الذين أعلنوا انشقاقهم عن النظام إن القرار " سيوفر دعما معنويا لشعبنا المقاوم وسيساعد على وضع نهاية لهذا النظام القائم في طرابلس". وطالب المجلس بضمان سلامة جميع الرعايا الأجانب وأموالهم وتسهيل رحيل من يرغبون منهم في مغادرة البلاد وبضمان مرور لإمدادات الإنسانية والطبية ووكالات الإغاثة الإنسانية وعمالها مرورا آمنا إلى داخل البلد والقيام فورا برفع القيود المفروضة على وسائط الإعلام بجميع أشكالها. كما قررت استراليا أمس فرض عقوبات مالية وقيود أخرى على سفر العقيد معمر القذافى وأفراد أسرته ومقربين بسبب القمع العنيف للمظاهرات التي تهدف إلى إسقاط نظامه. ونقلت مصادر إعلامية عن وزير الخارجية كيفين رود قوله أن العقوبات تشمل 22 شخصية من أفراد أسرة القذافى وكبار قادته العسكريين والأمنيين. وأمام تدهور الوضع بسبب استمرار الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام الليبي أعلنت عديد من الدول تعليق وجوها الدبلوماسي في هذا البلد. وفي هذا الصدد قررت كندا تعليق وجودها الدبلوماسي في ليبيا وقامت أمس بإجلاء جميع موظفي سفارتها من هذا البلد. ونقلت طائرة عسكرية كندية السفير الكندي وخمسة مسؤولين قنصليين بالإضافة إلى ثمانية عشر كنديا آخر خارج ليبيا أمس. كما تم إجلاء أيضا مواطنين بريطانيين ومسؤولين من البعثة الأسترالية في ليبيا. وتم إجلاء ما مجموعه ستة وأربعون شخصا. ومن لندن أعلنت الخارجية البريطانية عن تعليق نشاط سفارتها في طرابلس بعد إجلاء معظم موظفيها بسبب تدهور الوضع في ليبيا . وقد تم إجلاء 150 مدنيا على متن طائرتي نقل بريطانيتين حسب الحكومة البريطانية فيما بقي مئات البريطانيين يعملون في قطاع البترول في مخيمات بليبيا. ومع استمرار تأزم الوضع في ليبيا استمرت عديد من لدول في إجلاء رعاياها من ليبيا مع تواصل عدد الفارين من ليبيا على الحدود مع الجزائروتونس ومصر . وتم اليوم أمس إجلاء حوالي 500 رعية جزائرية أخرى مقيمة بليبيا على متن طائرتين تابعتين للخطوط الجوية الجزائرية ليرتفع العدد الإجمالي للرعايا الجزائريين الذين تم إجلاؤهم لحد الآن بواسطة خمس رحلات للخطوط الجوية الجزائرية إلى قرابة 2300 رعية حسب وزارة الشؤون الخارجية. و قد عزز الجسر الجوي بارسال باخرة "طاسيلي 2" الى بنغازي (ليبيا) لإجلاء الرعايا الجزائريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن.في ذات الصدد أعلن الهلال الاحمر التونسي اليوم الأحد أن اكثر من 10 آلاف شخص أكثرهم من المصريين عبروا يوم السبت المنطقة الحدودية راس الجدير الرابطة بين تونس وليبيا . واوضح نفس المصدر 40 الف شخص قد عبروا هدا المركز الحدودي خلال الأسبوع الماضي. ومن جهتها اعلنت الصين انها واصلت اليوم اجلاء رعاياها العاملين بليبيا والذي بلغ عددهم حتى الان حسب وزارة الخارجية الصينية قرابة 16 ألف صينى.